"داعش على طريق المطار": عنوان مضلّل
اختارت مواقع إلكترونية، محلية ودولية، انتهاج طريقة العناوين الـ "مفخخة" أو الـ Clickbait، في نقلها خبراً حول موكب تصوير سينمائي يحمل أعلام تنظيم داعش، على طريق المطار في العاصمة عمّان، فظهرت عناوين من قبيل "قافلة من داعش على طريق المطار.. ماذا فعل الأهالي بها؟" و"الأردن - قافلة ترفع أعلام داعش قرب طريق المطار" و"داعش على طريق المطار".
ولم تقف العناوين المضلّلة عند الحد الآنف، فظهرت أخرى مثل "بدو الوسط يطلقون النار على قافلة لداعش"، وحتى حين حاول خبر ما نقل جزء من الحقيقة، فقد ذهب أيضاً للتهويل وإسباغ الطابع الدموي "موكب داعش السينمائي ينجو من مجزرة في الأردن جراء إطلاق النار عليه من الأهالي".
تنطوي هذه العناوين الـ "مفخخة" في الغالب على متلازمات لفظية من شأنها إثارة فضول المتلقي ودفعه نحو فتح الرابط. وهي طريقة إعلامية، لجذب الانتباه وزيادة المتابعات، قديمة متجددة؛ إذ كانت تستخدم في المجلات الصفراء، وتحديداً تلك ذات الطابع الفني، ليظهر استخدامها بشكل لافت في ثورة الإنترنت.
واحتوى متن الأخبار أعلاه على معلومات مستنسخة عن بعضها، حول تفاصيل ما حدث، لتنقل بعض هذه المواقعرأي منتج الفيلم بالشعب الأردني، من دون إيراد اسمه، "إنهم أشاوس ونشامى --- إلخ"، ما يصبّ جميعه في خانة الشحن العاطفي والانفعالية في تغطية خبر ما، كما أوردت أخبار أخرى تفاصيل إضافية غير مسندة لمصدر كمثل قول إن قبائل من بدو المنطقة الوسطى أوقفوا القافلة قبل أن يتضح لهم أنها تابعة لفريق تصوير سينمائي، وقول "ولولا تدخل رجال الأمن وحكمة فريق العمل لحصلت كارثة دموية"، في مقالة أخرى.
ويُذكّر "أكيد" في هذا السياق، بضرورة التزام المعايير المهنية في كتابة الأخبار، وأول هذه المعايير العناوين التي لا بد أن تطابق ما جاء في المتن وألا تحيد عن جادة المهنية والدقة، وأن تُسنَد المعلومات الواردة في متن الخبر لمصادر بعينها، ما لم تكن هنالك ضرورة لتجهيل المصدر، وأن يبتعد كاتب الخبر عن طابع التحشيد والانفعالية والشعبوية في كتابته التفاصيل.