خيم رمضان تنافس محموم لكسب الزبون

الرابط المختصر

احتلت الخيم الرمضانية نصيبا كبيرا من مظاهر الشهر الفضيل، وتختلف في نشاطاتها من خيمة إلى أخرى، ابتداءً من خيم موائد الرحمن ووصولا إلى خيم الربح التي تصل إلى أحدث السيارات.ورغم اقتراب نهاية الشهير الفضيل، إلا أن المقاهي والكوفي شوب تواصل تنافسها في إقامة الخيم الرمضانية إما مجاورة لمقراتها أو في أماكن مختلفة؟؟

وفي جولة بين المواطنين، اعتبروا أن رمضان "فقد من طقوسه وروحانياته" لصالح التجارة والتنافس الحاد بين الشركات.وميزانية المواطن، انكسرت من هذه الخيم، فأصبح الواحد منهم يخبا جزءً من راتبه لارتياد هذه الخيم والاستمتاع بالأجواء.
 
محمد 30 عاما، يرى أن طقوس الشهر الفضيل تحولت من اجتماعية إلى تجارية، " شهر رمضان اختلفت موازينه فانتشرت الخيم وكل ما يقدم داخل هذه الخيم بأسعار غالية وبحاجة إلى ميزانية خاصة".. وتابع "حتى الأجواء الرمضانية اختلفت فأصبح هذا الشهر فرصة من قبل الجميع للاستغلال المستهلك وتحقيق مكاسب مادية على حسابنا".
 
صالح 40 عاما، وافق محمد بالرأي، وقال:" زيارة الخيم الرمضانية أصبحت هي الأخرى بحاجة إلى ميزانية خاصة تثقل كاهلنا فمظاهر الشهر اختلفت كليا عما سبق وبعض منها اختفى".
 
أسعار هذه الخيم متفاوتة، تبدأ من 10 دنانير وتنتهي بـ 25 دينارا رغم أن المأكولات الرمضانية المقدمة لا تساوي الشيء الكثير، لكن القائمين على هذه الخيم يرون أنهم يقدمون خدمة وفعاليات تمتع الزائر وليس فقط نوعية الطعام المقدمة.
 
وتعتبر أمانة عمان الكبرى، هي الجهة المسؤولة عن تقديم الرخص لهذه الخيم ومراقبة الأسعار.. في حين تقول الناطقة الإعلامية في وزارة الصناعة والتجارة لونا العبادي إن الوزارة لا تقوم بأي دور رقابي على الخيم الرمضانية..
 
وأشارت إلى أن دورهم يقتصر على مراقبة العروض المقدمة في الخيم، وقالت:" الخيم تقدم عروضا ترويجية وهدايا فمثلا هناك بعض شركات الاتصال تلجأ لعرض جوائز مغرية كالسيارات، فكل جهة تتقدم بعرض لنا ونوافق عليه بشرط عروض عملية السحب للتأكد من أنها نفس نوع السيارة التي رافقت العرض حتى لا يكون مضلل للمستهلك".
 
 
رمضان.. بين الماضي والحاضر!
هل احتفظ رمضان بين الأمس واليوم بروحانياته؟ البعض وجد أن الشهر فقد كثيرا من عاداته التي ميزته عن الشهور الباقي وأدخلت عليه مظاهر جديدة ادخلها الزمن وتطوره على مجتمعنا.
 
جود، في العشرينيات من عمرها تقول أن المظاهر اختلفت عما سبق:" نتفقد العائلة والعزايم والاجتماع على الموائد، فالكل أصبح يعتمد على الخيم الرمضانية لقضاء أجواء الشهر رغم انه شهر تكثر فيه العبادة فالمظاهر اختلفت كليا".
 
أم وسام، وجدت أن رمضان دخل عليه طقوسا جديدة كالفوانيس والاهله مما أضفى بهجة على الشهر الفضيل وقالت:" ولكن عادات والتقاليد اختلفت عما في السابق فالخيم الرمضانية وأخذت حصة من الشهر رغم انه شهر العبادة والخير".
 
العزايم.. والبروتوكولات!
د. حسين خزاعي علم الاجتماع وجد أن تطور الزمن لعب دورا كبيرا في تغيير عادات مظاهر الشهر الفضيل وقال:" لمجتمعات في تحرك دائم فلا توجد مجتمعات ثابتة من حيث العادات و التقاليد والمورثات الاجتماعية والثقافية وهذه المورثات تتأثر بتغير هذه المجتمعات ومدى اتصال هذه المجتمعات بالمجتمعات الأخرى".
 
وأضاف" وما نشهده من تأثر بعض العادات والتقاليد الرمضانية في الفترة الأخيرة سببها دخول التكنولوجيا وصغر حجم الأسرة واخذ الطابع المدني والحضارة غلب على النمط الاجتماعي السائد، بالإضافة إلى دخول أنماط استهلاكية جديدة كالوجبات السريعة التي بدأت تستغني بعض الشيء عن الموائد الكبيرة وأصبح الشخص إذا أراد عمل عزيمة أصبح يحتاج إلى بروتوكول لتوجيه العزيمة مقارنة مع ما كان عليه في السابق".