خبير عسكري: تأخير تنفيذ هدنة غزة لن يؤثر على مجرياتها

 

مع تضارب الأنباء حول الموعد النهائي لتنفيذ الهدنة التي تم التوصل إليها بين حركة المقاومة حماس والاحتلال الإسرائيلي، وسط تصعيد مكثف من قبل قوات الاحتلال، يرى خبراء عسكريون أن هذا التأخير لن يؤثر على مجريات الهدنة، مع التأكيد على التزام إسرائيل لبنودها، ومع ذلك تتجه الأنظار نحو الأوضاع الاجتماعية والنفسية لسكان القطاع نتيجة هذا التأخير. 

وكان الجانب الإسرائيلي قد أعلن أنه لن يفرج عن أي محتجز في غزة قبل يوم الجمعة، على الرغم من الاتفاق السابق بين الطرفين بشأن الهدنة، مشيرا  إلى أن "الاتصالات بشأن إطلاق سراح المحتجزين مستمرة بشكل دائم وتتقدم". 

يرجع الخبير العسكري الدكتور نضال أبو زيد  تأخير الجانب الإسرائيلي لتنفيذ الهدنة  إلى رغبته في السيطرة على توقيت وموعد تنفيذها  وعلى المشهد السياسي بالكامل . 

ويرى أبو زيد أن هذا التأخير لن يؤثر على  مجريات الهدنة،  مشيرا إلى أن إسرائيل ستبقى ملتزمة ببنود الهدنة، نظرا للضغوط الواقعة على الشارع الإسرائيلي، من قبل أهالي الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة، اضافة إلى تأثير حكومة بنيامين نتنياهو بضغوط الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تشكل تهديدا لمستقبله السياسي.

بموجب الاتفاق، يتم وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في مناطق قطاع غزة كافة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة، بالإضافة إلى "إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى جميع مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالا وجنوبا"، وفق البيان.

ويشمل الاتفاق، "إطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عاما، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعبنا من سجون الاحتلال دون سن 19 عاما وذلك كله حسب الأقدمية".

 

فترة الهدنة

 

يقول الخبير العسكري أنه لا يوجد مصطلح في المجال العسكري  يعرف بوقت مؤقت للقوات البرية،  بل بتعامل في سياق الهجوم، او الدفاع، او الانسحاب، دون مفاهيم إضافية، فالتوقف المؤقت يظهر أن الحرب البرية تعكس فوز المقاومة، وأنها فرضت كلمتها على  إسرائيل ودفعتها من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع.

مع ذلك، يعتبر أبو زيد وضع القوات الإسرائيلية في حالة الاستكانة انتصارا للمقاومة، خاصة مع عدم تحقيق إسرائيل لأهدافها السياسية، والتي تشمل القضاء على حماس وتقليص قدراتها العسكرية، وخلق واقع أمني جديد في غزة.

تعاني إسرائيل من تحديات اقتصادية،  حيث يشير وزير المالية الاسرائيلي الى تكلفة  القتال اليومي للعملية البرية  بلغت 250 مليون دولار،  وتم تخصيص 51 مليار دولار  لثلاثة  أشهر من القتال. 

تقديرات من وزارة المالية الإسرائيلية يفيد بأن توقعات تكلفة الحرب الحالية في قطاع غزة ستكون 200 مليار شيكل حوالي 55 مليار دولار.

يؤكد خبراء عسكريون أن هناك تكاليف غير مباشرة على السياحة والصناعة، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على الاقتصاد الإسرائيلي بسبب شلل السوق وتأثير إجلاء مئات الآلاف من المنازل.

 

في ظل هذه التشابكات لا تستطيع الحكومة الإسرائيلية الاستمرار في عملية برية طويلة، نتيجة لعدم تصميم العقيدة القتالية الاسرائيلية لفترات طويلة، كما أظهرت التجارب التاريخية، حيث استمرت أطول حرب خاضتها اسرائيل لمدة 32 يوما مع حزب الله، بحسب أبو زيد.

 

اجتماعيا خلال الهدنة

 

منذ إعلان التوصل إلى اتفاق الهدنة ما بين حركة المقاومة حماس والاحتلال الإسرائيلي، تتجه الأنظار حاليا إلى الوضع الاجتماعي والنفسي في القطاع. 

فعلى الرغم من الإعلان عن الهدنة  يستمر  جيش الاحتلال الإسرائيلي  في قصف مناطق عديدة في قطاع غزة، مخلفا عددا من الشهداء والجرحى والمفقودين، وسط عدم وضوح حول موعد بدء الهدنة.

يقول الخبير الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي  إن أهم التحديات التي تواجه سكان القطاع هي التحديات الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بعودة السكان إلى منازلهم وكيفية إعادة الإعمار، وخاصة بعد تعرض المنظمات الناشطة للقصف والدمار، مما يعقد المهمة، ومع ذلك، يشير إلى أن التضامن الكبير في غزة سيساهم في إعادة بناء المنطقة.

ويعتبر الخزاعي ان شعور الفقد امر صعب، خاصة من فقدوا أبناءهم وعائلاتهم بالكامل، لكن سكان غزة يتمتعون بصلابة نفسية تمكنهم من تحمل هذه التحديات والصدمات الصعبة، كما يظهرون. 

وفقا للمراقبين، تفتح الهدنة خريطة طريق جديدة تمتلئ بجولات التفاوض المتتالية، مما يشير إلى حدوث تحولات في المجتمع الغزي، وتتطلب مشكلة الخسائر المادية وانهيار البنية التحتية وارتفاع عدد الشهداء الذي تجاوز 13 ألف شهيدا عملا طويل الأمد لا يمكن أن يبدأ اليوم أو غدا.

 

 

أضف تعليقك