خبير عسكري: التهديدات الأمنية في الأردن تأتي من الخارج لغياب البيئة الحاضنة

الرابط المختصر

لا تزال تفاصيل عملية ضبط متفجرات في منطقة ماركا الجنوبية داخل منزل غير مكتملة، فالتحقيقات جارية وفقا لما أعلنت عنه مديرية الامن العام بأنها ستنشر التفاصيل حال الانتهاء من التحقيق، وسط ترقب الشارع الأردني للمزيد من المعلومات.

وبعد تداول العديد من المواطنين عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن تواجد أمني كثيف في المنطقة وسماع اصوات انفجارات، أوضحت المديرية في بيان لها أن ذلك يعود إلى قيام مجموعة من الأشخاص بتخزين مواد متفجرة داخل منزل، وتمكنت الاجهزة الامنية من التعامل معها وفقا لما توصلت إليه التحقيقات الأولية.

هذا الحدث ليس جديدا على الأردن، حيث واجه العديد من التجارب المماثلة في مجال مكافحة الإرهاب والعمليات الإرهابية خلال الأعوام السابقة، وقد تعاملت الأجهزة الأمنية مع هذا النوع من التهديدات، مما أسهم في إحباط المخططات قبل تنفيذها.

يشير الخبير العسكري والمحلل السياسي الدكتور نضال أبو زيد إلى أن معظم التهديدات الأمنية  التي تحدث في الأردن تأتي من الخارج ، حيث يتم إعداد وتجهيز هذه الجماعات خارج البلاد ثم يتم إرسالها إلى داخل الأردن.

هذا يعطي مؤشرا، بحسب أبو زيد، إلى أن تلك الحادثة قد تكون مرتبطة بدول أو جماعات خارجية، نظرا لعدم توفر البيئة الحاضنة لهذه الجماعات في الأردن، بينما توفر الفوضى في بعض دول الجوار بيئة خصبة لترتيب أوراقها وتخطيط عملياتها لتنفيذها في الأردن.

ويوضح أبو زيد أن معظم  العمليات العسكرية السابقة للجماعات الإرهابية والمتطرفة،  كانت تعتمد على اختفاء عناصرها في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، مضيفا أن التركيز على الطبيعة الجغرافية لهذه المناطق له أهمية كبيرة بالنسبة لهذه الجماعات، حيث تعتقد أنها تستطيع الاندماج داخل المجتمعات السكنية وتوفير غطاء لمخططاتها.

تجارب في مكافحة الإرهاب

في شهر أيار العام الماضي، أعلن الأردن إحباط تهريب أسلحة إلى المملكة في أذار الماضي، أرسلتها " مليشيات مدعومة من أحد الدول إلى خلية في الأردن، وحينها أكد مصدر أمني مسؤول أن الكمية صودرت عند اعتقال أعضاء الخلية وهم أردنيون ، وأن التحقيقات ما زالت جارية لكشف المزيد المتعلق بهذه العملية.

أما في شهر تشرين الأول العام الماضي اعتقل الجيش 9 مهربين بحوزتهم مخدرات وأسلحة متنوعة بعد اشتباكات على الحدود مع سوريا أوقعت إصابات في صفوف حرس الحدود الأردنيين.

وفي  حزيران عام 2020 أحبطت "دائرة المخابرات العامة" عملية إرهابية ‏لعضوين ‏من تنظيم "داعش" استهدفا مبنى المخابرات في مدينة الزرقاء، ‏باستخدام المتفجرات والأسلحة الخفيفة.

وفي شهر آذار عام 2021 أحبطت دائرة المخابرات العامة مخططا إرهابيا من مؤيدي تنظيم "داعش" استهدف مبنى مخابرات إربد بالأسلحة النارية "نصرة للتنظيم".

 

 موقع الأردن الملتهب

الواقع الجيوستراتيجي للأردن وضعه في منطقة جغرافية ملتهبة، فشرقا يواجه تعقيدات المشهد العراقي والتكتلات والتيارات السياسية ،و شمالا يعاني من حالة الانفلات الأمني في سوريا، أما غربا يتعامل مع تداعيات الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين الوضع الراهن في قطاع غزة.

ويوضح أبو زيد أن الجهود  الدبلوماسية التي يبذلها الأردن تزعج العديد من الجماعات المتطرفة وبعض الدول التي تدعم مثل هذه الأفكار، مما يدفعهم إلى محاولة تهديد استقرار الأردن.

تتعامل هذه الجماعات مع بعضها البعض عبر التنظيم الأفقي وليس العمودي، مما يجعلها تعتمد على ما يتم بثه اجتماعيا، لذلك، يجب على سكان المنطقة أن يكونوا على وعي كاف بالأمور الأمنية وألا يعتمدوا على المعلومات التي يتم ترويجها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والتي قد تكون غير صحيحة، بحسب أبو زيد.

هذا وقد دعت الأجهزة الأمنية الجميع إلى الابتعاد عن موقع الحادث وإتاحة المجال للأجهزة الأمنية لمتابعة عملها دون أي مؤثرات، وفقا للبيان الصادر.

أضف تعليقك