توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم في شارع صلاح الدين بقطاع غزة، حيث دارت اشتباكات بين مقاتلي المقاومة، بعد رصد دبابات إسرائيلية عند ما يسمى بمفترق (نتساريم) على الطريق الرئيسي بين شمال القطاع وجنوبه، فيما انسحبت من المنطقة بعد ذلك.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي أن الجيش يقوم بعملية برية واسعة في قطاع غزة، دون أن يقدّم تفاصيل حول ذلك التوسع.
شارع صلاح الدين يعتبر الشارع الرئيسي الذي يربط المحافظات الشمالية بالجنوبية في قطاع غزة ويمتد من معبر بيت حانون شمالا وحتى معبر رفح جنوبا.
وقال الخبير العسكري، الفريق المتقاعد غازي الطيب، إن إسرائيل كانت تستعد لهجوم بري واسع النطاق ولكن هذا الهجوم أرجأ أو تم إلغاؤه وتم الاستعاضة عنه بهجومات تسمى استطلاع القوة بواسطة إرسال عدد من الدبابات من 10-20 دبابة مسندة بالطيران والمدفعية وبكل الأسلحة حتى الهاون المرافق لوحدات المشاة المدرعة الآلية.
ودخلت دبابات الاحتلال بمسافة 3 كم عند مفترق نتساريم شرقي القطاع في منطقة جحر الديك وهي منطقة زراعية خالية.
ونشر تلفزيون فلسطين الرسمي فيديو كتب فيه أن "دبابات الاحتلال تتوغل في شارع صلاح الدين وتفصل شمال القطاع عن جنوبه، كما يظهر لحظة استهداف سيارة استشهد ركابها".
بحسب الطيب، فإن جيش الاحتلال دفع بمجموعة وصلت إلى شارع صلاح الدين ودفعوا مجموعة أخرى في الجهة الجنوبية الشرقية ومن ثم تراجعت إحدى هذه المجموعات.
"بالتأكيد المقاومة معنوياتهم عالية وأثبتوا أنهم موجودون ولكن نعلم أنه لم تصلهم إمدادات وعليه فإنه سيستمر عمل الوحدات الإسرائيلية ويقوم سلاح الجو والمدفعية بتجريد الأرض كاملة وتهيئة مسرح العمليات كاملا في شمال قطاع غزة إلى وسط الجنوب لكي يكون جاهزا ولا يوجد فيه أي مقاومة"، أضاف الطيب في حديث لـ"راديو البلد."
الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم قال إن الجيش الإسرائيلي تراجع عن تمركزه في بعض مناطق الاشتباك على مشارف مدينة غزة بسبب تصدي المقاومة له.
وتابع أن "الجيش الإسرائيلي أدخل دبابات إلى مناطق رخوة في أطراف مدينة غزة بعد أن قصف وأحرق كل شيء فيها، مشيرا إلى أن الاحتلال ألقى مئات الأطنان من القنابل على قطاع غزة خلال 3 أسابيع."
أما المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فأشار إلى أنه لا يوجد أي تقدم بري داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة بشكل قاطع، وما جرى في شارع صلاح الدين هو توغل بضع دبابات وجرافات من منطقة زراعية فارغة.
وأضاف أن الدبابات استهدفت سيارتين مدنيتين في شارع صلاح الدين وجرفت الطريق، قبل أن تجبرها المقاومة على التراجع، مؤكداً أن حركة المواطنين عادت لطبيعتها.
بحسب حديث الخبير العسكري غازي الطيب فإن "جيش الاحتلال بدأ بهذه العملية ودخلوا شارع صلاح الدين ولكنهم عادوا وانسحبوا كما علمنا، لأنهم حساسون جدا للخسائر. "
ويرى أن إسرائيل تريد فصل الجزء الشمالي من القطاع عن جنوبه ليتمكنوا من تحقيق الأهداف في المنطقة الشمالية، "لأنهم يعتقدون أن العامود الفقري للمقاومة هو موجود في الجهة الشمالية ويريدون تدميره بالكامل ومن ثم يتفرغوا للجنوب. "
وأضاف الطيب أن الاحتلال يستمر في قصف جنوب القطاع لإشغال المواقع حتى لا يجعلوا أي مجال لأي مجموعة أو قوة متواجدة في الجنوب أن تتحرك إلى الشمال.
ويرى أن الأيام المقبلة شديدة في ظل عدم وجود إمدادات للمقاومة واستمرار القصف العنيف