خبير أفاعي يحذر من عدم توفر أمصال الأفاعي السامة والصحة تسعى لتوفيره
منذ عشرات السنوات ويتعامل ياسين الصقور مع مختلف أنواع الأفاعي المعروفة في المملكة سواء السامة وغير السامة منها، ويقوم بتوفير الأمصال المتخصصة لمساعدة ممن يتعرضون للدغات الأفاعي، وإنقاذ حياتهم على حد قوله.
وتمكن الصقور بعد خبرة اكتسبها من والده في كيفية التعامل مع الأفاعي، من إنقاذ 42 مصابا بلدغة افعى منذ بداية العام الحالي، وتوفير المضاد المناسب لهم، بينما تعامل مع 196 حالة العام الماضي.
يتواجد في المملكة 37 نوعا من الأفاعي، منها 7 أفاعي سامة، وثلاثة أفاعي مسببات لـ حالات اللدغ، كأفعى فلسطين والخبيث الأسود، و افعى الحراشف، وأبرز اماكن تواجدها في منطقة الأغوار وشفا الغورية.
ولشدة تعلق الصقور بـ تربية الأفاعي، وحرصه على حياة المصابين، قام بإنشاء مجموعة عبر شبكة التواصل الاجتماعي، تضم عددا من الخبراء في مجال الأفاعي، تهدف إلى تبادل الخبرات فيما بينهم ونشر التوعية، بالاضافة الى توفير الامصال المضادة لمعالجة المصابين.
ويوضح الصقور أن الترياق المعالج لـ حالات اللدغات يتم توفيره بالتعاون مع خبراء من الدول العربية المجاورة، نظرا لعدم توفر المصال المختصة لبعض الافاعي السامة في الأردن.
الصحة تسعى لتوفير أمصال متخصصة بالأفاعي السامة
بعد إنقاذ خبير الافاعي جمال العمواسي حياة الطفل عيسى القرعان الذي تعرض للدغة من أفعى فلسطينية، نظرا لعدم توفر المصل المناسب لعلاج لدغتها في الأردن، يتسائل مواطنون عن أسباب عدم توفرها وخاصة وان هذا النوع من الأفاعي متواجد في الأردن، وقد يتسبب للوفاة.
رئيس اختصاص طب الطوارئ والحوادث في وزارة الصحة الدكتور عماد ابو يقين يؤكد أن الإجراء الجراحي في المستشفى للطفل، هو الذي أنقذ حياته، وليس المصال الخاص باللدغات الذي حصل عليه.
وبين أبو يقين أن الطفل تلقى المصل بعد ثلاثة أيام من دخوله الى المستشفى لتلقي العلاج، حيث كان قد تعدى مرحلة الخطر، مشيرا إلى أن الترياق يجب أن يؤخذ في الساعة الاولى من الاصابة لتجنب أي إجراء جراحي، وبعد ذلك ليس له أي فائدة.
الوزارة لا يتوفر لديها الترياق المتخصص بأفعى معين نظرا لتكلفته المرتفعة بحسب أبو يقين، الذي أكد توفر كوكتيل من الترياق المعالج والذي أثبت فعاليته بمعالجة مختلف لدغات الأفاعي..
كما تعمل الوزارة على مراسلة بعض الدول التي يتوفر لديها الأمصال المتخصصة بالأفاعي السامة الموجودة في المملكة، ليتم استيرادها وتوفيرها في المملكة لإنقاذ حياة المصابين بحسب أبو يقين.
الدقائق العشرة الأولى تقرر مصير حياة الملدوغ
تنتشر مختلف انواع الافاعي في مناطق الأغوار، حيث تبقى كوادر الدفاع المدني على كافة الاستعداد للتعامل مع الحالات المصابة بالسرعة القصوى لإنقاذ حياتهم، بحسب الصقور.
ويوضح الصقور بأن أول عشرة دقائق من الاصابة بلدغة الافعى تقرر حياة الملدوغ، مؤكدا على ضرورة حصوله على المصال المتخصص لإنقاذ حياته.
رئيس اختصاص طب الطوارئ والحوادث في وزارة الصحة الدكتور عماد ابو يقين، يؤكد أن اغلب الحالات التي تصل إلى المستشفيات أو يتم التبليغ عنها هي لصيادي الأفاعي، خاصة بعد انتشار ظاهرة تربيتها والتي يصفها بالخطرة، باعتبارها ليست ترفا ومن الحيوانات الأليفة، وقد تؤدي إلى الوفاة .
وتقدم الوزارة الخدمات المساندة للاصابات التي تصلها الى المستشفيات، وذلك من خلال إجراء عملية نقل الدم، واعطاء ادوية تميع الدم في حالات التجلط، وأدوية تقليل الدم في حالة زيادة تدفقه، بالإضافة الى دعم الجهاز التنفسي، وتلجأ الى اجراء عمليات جراحية بسيطة في أماكن اللدغ.
وبحسب سجلات الوزارة، تسجل خلال فترات الصيف من كل عام، ما يقارب الـ 70 الى 100 حالة، تعرضت الى لدغات من الأفاعي .
الإجراءات الاحترازية ضد لدغات الأفعى
تسبب الأفاعي غير السامة جروحا وخزية صغيرة تكون مؤلمة، ولكن اذا شعر الشخص بالخوف من لدغة الأفعى، قد يصبح تنفسه سريعا ويشعر بالغثيان وتزداد سرعة نبضات قلبه، بحسب أبو يقين.
وبحسب تقارير علمية تبين أن، طبيعة السموم الموجودة في الأفاعي هي سموم عصبية ودموية ونخرية، وتعد السموم العصبية هي اسرع السموم تأثيرا على جسم الإنسان، وقد تكون قاتلة ما بين 3 الى 10 دقائق، حيث تسبب تجلط في الدم.
ومن الإجراءات التي يجب التجنب التعامل معها مع الأشخاص الذين أصيبوا بلدغة الأفعى، هو عدم فتح مكان اللدغة، أو مصها في محاولة لإخراج السم، أو استخدام كمادات ثلجية، وعدم رباط مكان اللدغ.
وما ينبغي فعله هو تسكين المريض، وتثبيت العضو المصاب، وعدم تحريكه، ونقله إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج المناسب، وقد يكون الأمر مفيد في حال تصوير الأفعى واحضارها الى الطبيب المتخصص.
وأثناء وصول المصاب إلى المستشفى يقوم الطبيب بفحص علامات اللدغة لمعرفة ما إذا كانت سامة، وإجراء الدلائل السريرية لمعرفة نوع الأفعى السامة، التي تعد أبرز مواصفاتها، قصيرة لها شكل بؤبؤ مميز، كأفعى فلسطين، والحراشف المنشاريه ، الخبيث الاسود.