خبراء : نقص البيانات والتحليل في نتائج " التوجيهي" يعيق التقدم بعملية تطويره
رغم التأكيدات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم بأن نسبة النجاح في الثانوية العامة لهذا العام هي الأعلى في تاريخ امتحان "التوجيهي"، إلا أن خبراء في مجال التعليم يعتبرون أن النتائج العامة لم تأت بجديد أو تظهر تغييرا جوهريا، فهي ضمن المعدلات التي سجلته السنوات السابقة.
وفقا للإحصائيات الرسمية، بلغت نسبة النجاح في امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" للعام الحالي 63.4%، فيما كانت النسبة في العام السابق 63.1%، بحسب تقارير إدارة الامتحانات والاختبارات بالوزارة.
وغابت هذا العام العلامة الكاملة التي حققها عدد من الطلبة خلال الثلاث سنوات الماضية، وعددهم 78 طالبا وطالبة، وما زالت الإناث تحتل الصدارة في النتائج، إذا حصلن على 28 مركزا في قائمة الأوائل، بينما حقق الذكور 8 مراكز فقط.
ويؤكد الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات أن نتائج امتحان التوجيهي لهذا العام لم تأت بجديد، مشيرا إلى عدم تقديم الوزارة خلال مؤتمرها أي معلومة تفيد في تسليط الضوء على تحليلات أو انتقادات بناءة للوصول إلى استنتاجات محددة.
بالإضافة إلى ذلك، كانت من بين الجوانب المهمة التي غابت عن مناقشات المؤتمر، وفقا لعبيدات، هو عدم التركيز على أهمية تطوير المناهج الدراسية في مجالات العلوم والرياضيات والتربية الإسلامية، وكيف يمكن أن يؤثر هذا التطوير بشكل إيجابي على نسب النجاح.
ويرى منسق الحملة الوطنية لأجل حقوق الطلبة، "ذبحتونا" الدكتور فاخر دعاس، تشابها واضحا بين نتائج امتحان التوجيهي للعام الحالي والأعوام السابقة، حيث لا يمكن التمييز بينهما بشكل ملحوظ سواء في الجوانب الإيجابية أو السلبية.
أرقام فارغة من التفاصيل
واكتفت الوزارة خلال المؤتمر الصحفي بتقديم أرقام فارغة من التفاصيل أو التقارير التفصيلية أو الوقوف أمام ارتفاع أو انخفاض النسب في بعض المواد، ولم يتم التطرق إلى نسب النجاح في المدارس الحكومية مقارنة بالمدارس الخاصة.
وكانت الوزارة قد أعلنت بناء على شكاوى تلقتها من الطلبة حول امتحان مادة الكيمياء، بأنه سيتم تقديم تقرير مفصل حول أداء الطلبة في كل مادة ونسب النجاح بها، ومع ذلك لم يتم الكشف عن هذه التفاصيل خلال المؤتمر، مما يثير تساؤلات حول سبب عدم الإفصاح عنها.
ويضيف دعاس بأن المؤتمر لم يتضمن دراسات وبيانات توضيحية تشير إلى أسباب ارتفاع نسب النجاح في الثانوية العامة لهذا العام، أو تراجع نسب النجاح في المسارات المهنية، حيث لم تتجاوز نسبة النجاح فيها 12% فقط، في المقابل ازداد عدد الطلبة في المسار العلمي بشكل ملحوظ مقارنة بالفروع الأخرى.
ولا زال التعليم المهني منذ عام 2016 حتى اللحظة، ذات النسب سواء بإعداد الطلبة او الناجحين، رغم تشديد الوزارة على أهمية التعليم المهني ودفع الطلبة باتجاه بشكل تدريجي .
ويبين دعاس أن نسبة الطلبة الذين حصلوا على معدل 90% فأكثر في المسار العلمي قد تراجعت هذا العام بنسبة تقريبية قدرها 20% مقارنة بالعام الماضي، وبحسب تقديرات حملة "ذبحتونا"، انخفض عدد الطلبة الحاصلين على معدل 90% فأكثر في المسار العلمي بحوالي 1568 طالبًا وطالبة في هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
ومن جهة أخرى، لاقت ارتياحا لدى خبراء هو إعلان وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي عزمي محافظة أن امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" سيتغير ولن تكون هناك مؤتمرات صحفية للإعلان عن النتائج، مشيرا إلى أن إعلان النتائج عبر وسائل الإعلام يكون كافيا، الأمر الذي يعكس تطورا لمرحلة "التوجيهي" قد تخفف من حالة القلق والتوتر النفسي الذي يعيشه الطلبة وأسرهم.