خبراء: موجة حر غير مسبوقة ودعوات لترشيد المكيفات لتوفير 20% من الفاتورة

الرابط المختصر

في ظل موجة حر غير مسبوقة تضرب المملكة، تواصل درجات الحرارة الارتفاع إلى مستويات قياسية، وسط تحذيرات من تأثيراتها الصحية ودعوات لترشيد استهلاك الكهرباء لتجنب الضغط على الشبكة الوطنية وارتفاع الفواتير.

وتبقى المملكة اليوم الأحد تحت تأثير الموجة الحارة التي بدأت الجمعة الماضي، حيث يسود طقس حار فوق المرتفعات الجبلية وشديد الحرارة في باقي المناطق، مع توقع تسجيل أرقام قياسية جديدة في عدد من المدن، وظهور غيوم على ارتفاعات متوسطة وعالية قد تتسبب بزخات رعدية في الجنوب والشرق.

 وفي ظل هذه الظروف المناخية الاستثنائية، سجلت شركة الكهرباء الوطنية أحمالا مرتفعة غير مسبوقة ليصل إلى 4460 ميغاواط، فيما حذر خبراء من آثار الطقس على الصحة العامة، ودعوا المواطنين إلى اتباع إرشادات السلامة وترشيد استهلاك الطاقة.

ويقول مستشار الأرصاد الجوية في موقع "طقس العرب" جمال الموسى في حديثه لـ"عمان نت" إن الموجة الحالية تعد من أشد الموجات التي أثرت على المملكة منذ سنوات طويلة، حيث تستمر لسبعة أو ثمانية أيام متواصلة، وهي مدة تفوق المعدل المعتاد.

ويوضح الموسى أن يومي الثلاثاء والأربعاء سيكونان الأكثر حرارة، مع احتمالية تجاوز 43 درجة مئوية في عمان، وبلوغ 45 درجة أو أكثر في مناطق البادية الشرقية والأغوار، و48 درجة في العقبة.

ويضيف أن درجات الحرارة في العاصمة الأحد والاثنين تتراوح بين 39 و40 درجة مئوية، أي أعلى من المعدل العام 32 درجة بنحو 7 إلى 8 درجات، فيما تبلغ الصغرى 26-27 درجة مئوية، أما الأربعاء، فقد تسجل الحرارة في بعض مناطق المملكة أرقاماً غير مسبوقة.

 

أثر التغير المناخي

تظهر البيانات المناخية أن موجات الحر التي تضرب المملكة لم تعد مجرد ظواهر عابرة، بل أصبحت أكثر تكرارا وشدة، وهو ما يربطه الخبراء مباشرة بتأثيرات التغير المناخي العالمي، الذي يشمل الأردن ضمن دائرته الواسعة.

ويشير الموسى إلى أن مثل هذه الموجات الحارة تسجل في الأردن منذ عقود، إلا أن تكرارها وشدتها في السنوات الأخيرة يعزى إلى التغيرات المناخية الناجمة عن النشاط البشري، وخاصة الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري.

ويضيف أن العقد الأخير ما بين 2015 إلى 2024 سجل أعلى درجات حرارة منذ بدء الرصد، مع ارتفاع متوسط حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية، مبينا أن الظاهرة ليست محصورة بالأردن، إذ تشهد دول عديدة مثل فرنسا وتركيا وبلاد الشام والجزيرة العربية موجات حر غير معتادة، مع تسجيل أرقام قياسية في عواصم أوروبية وآسيوية.

كما يحذر الموسى من احتمالية تأثر المملكة خلال الأيام القليلة المقبلة بحالة من عدم الاستقرار الجوي، قد تؤدي إلى ظهور غيوم ركامية وسقوط زخات رعدية متفرقة، خصوصا في المناطق الشرقية والجنوبية، بما فيها العقبة، وقد تترافق مع نشاط للرياح المثيرة للغبار والأتربة.

 

 

نصائح وإرشادات للمواطنين

في مواجهة الأجواء الحارة التي تسجل مستويات قياسية، يقدم خبراء الأرصاد والمختصون سلسلة من التوصيات لحماية الصحة العامة وتقليل المخاطر المرتبطة بالتعرض المباشر لأشعة الشمس والحرارة المرتفعة.

ويدعو الموسى المواطنين إلى تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة بين الساعة 11 صباحا و5 مساء، وارتداء ملابس قطنية فاتحة اللون، واستخدام القبعات، والإكثار من شرب الماء، وتجنب الأعمال الشاقة في أوقات الذروة.

كما يشدد على عدم ترك الأطفال أو المواد القابلة للاشتعال داخل المركبات، والانتباه لضغط الهواء في الإطارات، وترشيد استهلاك الكهرباء، ويوصي بالحذر من العقارب والأفاعي التي تنشط في الأجواء الحارة، والابتعاد عن إشعال النيران في المناطق الحرجية لتفادي حرائق الغابات.

 

نصائح لترشيد استهلاك الكهرباء

مع استمرار الموجة الحارة التي تشهدها المملكة وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، تتزايد المطالب باتباع أساليب فعالة لترشيد استهلاك الكهرباء، بهدف تخفيف الضغط على الشبكة الوطنية وتجنب ارتفاع فواتير المستهلكين.

وسجلت شركة الكهرباء الوطنية، أمس السبت، حملا كهربائيا مرتفعًا بلغ 4460 ميغاواط عند الساعة 7:40 مساء، فيما رفعت الشركة جاهزيتها لمواجهة هذه الظروف الاستثنائية.

الخبير في مجال الطاقة، هاشم عقل، يشير   في حديثه لـ "عمان نت"، إلى أن ضبط درجة حرارة المكيف بين 22 و24 درجة مئوية يساهم بشكل كبير في خفض الاستهلاك، مقارنة بضبطه على 18 درجة، الذي يدفع المكيف للعمل لفترات أطول.

كما يشدد على أهمية تنظيف فلاتر المكيفات بانتظام لزيادة كفاءتها، واستخدام الستائر أو العواكس على النوافذ للحد من دخول الحرارة، بالإضافة إلى الاعتماد على أجهزة موفرة للطاقة.

ويضيف أن تشغيل مروحة بالتزامن مع المكيف يساعد على توزيع الهواء البارد في الغرفة وتقليل فترة عمل المكيف، وبالتالي تخفيض استهلاك الكهرباء.

 كما ينصح بتهوية المنازل في ساعات الصباح الباكر، وتشغيل الأجهزة المنزلية مثل الغسالات، وغسالات الصحون في فترات خارج أوقات الذروة.

ويؤكد عقل أن الأجهزة التي تولد حرارة، مثل سخانات المياه الكهربائية والمكواة والمايكروويف، تستهلك كميات أكبر من الكهرباء مقارنة بأجهزة التبريد، مشددا على ضرورة فصل الأجهزة غير المستخدمة من الكهرباء بشكل كامل، إذ أن بقاء القابس موصولا يؤدي إلى استهلاك طاقة دون إدراك المستهلك، وهو ما قد يخفض الفاتورة بنسبة تصل إلى 20% إذا تم الالتزام به.

 

 

ترشيد الاستهلاك ثقافة مجتمعية

ويعتبر عقل أن ترشيد الاستهلاك ثقافة ينبغي على المواطنين اكتسابها، مشيرا إلى أن الاقتصاد في النفقات مبدأ أساسي ينعكس إيجابا على ميزانية الأسرة، مشيرا إلى أن هذه القواعد لا تقتصر على المنازل فقط، بل تنطبق على القطاعات التجارية والصناعية، مع مراعاة خصوصية بعض القطاعات التي تحتاج إلى تبريد ثابت مثل المستشفيات وبعض الصناعات.

كما يدعو إلى إغلاق النوافذ خلال ساعات النهار الحارة لتجنب فقدان برودة الغرف، والاعتماد على الطاقة الشمسية في تسخين المياه أو توليد الكهرباء، لما لها من أثر كبير في تقليل الفواتير على المدى الطويل.

هذا ووجه رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، المهندس زياد السعايدة، شركات توزيع الكهرباء بإدامة تزويد التيار الكهربائي لجميع المشتركين في مختلف مناطق المملكة، مع التأكيد على ضرورة التزام شركات الكهرباء بضمان استمرارية تزويد الخدمة بكفاءة وموثوقية عالية.

ويدعو السعايدة شركات التوزيع إلى تعزيز جاهزيتها والاستجابة الفورية لأي استفسارات أو شكاوى ومعالجتها بمهنية وسرعة، مؤكدا على اهمية تعاون شركات التوزيع مع المشتركين لضمان استدامة التيار الكهربائي، وتطبيق إجراءات متوازنة للتعامل مع الذمم المالية المستحقة، وحث المشتركين لمراجعة مكاتب الشركات لإجراء التسويات التي تراعي ظروفهم وتضمن استمرار الخدمة دون انقطاع.