خبراء طاقة يطمئنون المواطنين.. الأسطوانة البلاستيكية آمنة واستخدامها اختياري

الرابط المختصر

في خطوة تهدف إلى تحسين تجربة المستهلك وتعزيز معايير الأمان، أعلنت هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن عن قرب طرح أسطوانات الغاز المركبة "البلاستيكية" في السوق المحلي،  بعد سنوات من تداول الأخبار حولها، وسط آمال بإحداث نقلة نوعية في عملية توزيع الغاز للمنازل.

رئيس مجلس مفوضي الهيئة، زياد السعايدة، يوضح أن الهيئة تلقت طلبين للاستثمار في هذا المجال، بانتظار استكمال إجراءات الترخيص، مشيرا إلى أن هذه الأسطوانات تتميز بوزنها الخفيف، ومتانتها العالية، ومستوى الأمان المتقدم الذي توفره.

وتعتبر هذه الخطوة جزءا من جهود الحكومة لمواكبة التطورات في قطاع الطاقة، حيث تعتمد الأسطوانات الجديدة على مادة الفايبرغلاس المعروفة بقوتها ومقاومتها العالية.

هذه الأسطوانات لاقت انتشارا واسعا في عدد من دول العالم، خاصة دول الجوار مثل العراق والسعودية ودول الخليج العربي، بالإضافة إلى دول في أفريقيا وأمريكا اللاتينية، لما تتمتع به من مزايا تقنية وأمان محسن.

في ذات الوقت، أثار الإعلان عن هذه الخطوة تفاعلا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد يرى فيها نقلة نوعية ومواكبة للتطورات العالمية، وآخرين أعربوا عن شكوكهم حيال مأمونية هذه الأسطوانات ومدى ملاءمتها للسوق المحلي، متسائلين عما إذا كانت ستشكل بديلا عمليا ومقبولا للمستهلكين.

 

ما هي الأسطوانة البلاستيكية؟

 

يوضح خبير الطاقة عامر الشوبكي في حديثه لـ "عمان نت"، أن الأسطوانة البلاستيكية مصنوعة من مادة تدعى "البولي إيثيرين"، وهي ليست بلاستيكا تقليديا لكنها تتمتع بخصائص مشابهة، مشيرا إلى أن هذه الأسطوانات تصنع في النرويج، المعروفة بكفاءتها العالية وتطبيقها لأعلى معايير الجودة والحرفية العالمية.

ويتوقع الشوبكي أن هذه الأسطوانات ستلقى قبولا لدى فئة من المواطنين الذين يفضلون الأسطوانات خفيفة الوزن لسهولة حملها ونقلها داخل المنازل، كما أن تركيبها بسيط ولا يتطلب مفتاح "إنجليزي" أو ساعة للغاز، إذ يتم توصيلها بقطعة إضافية تثبت بالضغط دون الحاجة إلى براغٍ، وتأتي مزودة بصمام أمان لضمان الحماية، وتتميز الأسطوانة بحجم مناسب وخصائص تقنية متقدمة.

 

درجة أمان الأسطوانة البلاستيكية

 

هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، كانت قد أعلنت أن الاسطوانات البلاستيكية غير قابلة للانفجار عند تعرضها للحريق، وتتمتع بمستوى أمان متقدم. 

هذا ما يؤكده الشوابكة أن الأسطوانة البلاستيكية تتمتع بدرجة عالية من الأمان، فهي غير قابلة للانفجار كما هو الحال مع الأسطوانات الحديدية التي قد تتحول إلى قنبلة موقوتة عند تعرضها لحرارة مرتفعة، فعند ارتفاع درجات الحرارة، يحترق الغاز داخل الأسطوانة البلاستيكية تدريجيا دون حدوث انفجار مفاجئ، مما يجعلها خيارا آمنا للاستخدامات المنزلية الخفيفة.

ويؤكد أن استخدام الأسطوانة البلاستيكية اختياري تماما، حيث ستتوافر في السوق إلى جانب الأسطوانات الحديدية التقليدية، ليكون القرار النهائي للمستهلك وفق احتياجاته وتفضيلاته، مشيرا إلى أن إدخال الأسطوانات البلاستيكية إلى السوق سيعزز المنافسة مع مصفاة البترول، المزود الرئيسي للأسطوانات الحديدية، مما قد يدفعها لتحسين جودة خدماتها، خاصة بعد تلقي شكاوى تتعلق بالجودة وحالات الغش السابقة، مشددا على أهمية اتباع إجراءات السلامة عند استخدام الأسطوانات، داعيا المستهلكين إلى شراء عدادات الغاز الآمنة من مصادر موثوقة، حرصا على سلامتهم وتفاديا لأي مخاطر محتملة.

 

أبرز معايير السلامة 

 

وحول معايير السلامة الخاصة بالأسطوانات البلاستيكية يوضح خبير الطاقة هاشم عقل في حديث لـ عمان نت، بأنها تخضع لرقابة دقيقة من الجهات المختصة، بما في ذلك مؤسسة المواصفات والمقاييس وهيئة تنظيم قطاع الطاقة، حيث تم فحص هذه الأسطوانات من قبل الجمعية العلمية الملكية والجهات المعنية، تحت إشراف الدفاع المدني، كما تم إرسال وفد رسمي من وزارة الطاقة وهيئة تنظيم قطاع الطاقة والمواصفات إلى المصنع المنتج في الخارج، للتحقق من خطوط الإنتاج ومدى مطابقتها للمواصفات المعتمدة، وكانت النتائج إيجابية، ما عزز الثقة بسلامة وجودة هذه الأسطوانات.

ويشير عقل إلى أن أبرز مزايا الأسطوانة البلاستيكية هو خفة وزنها، حيث يبلغ وزنها الفارغ نحو 5 كغم، وعند تعبئتها بالغاز يصل وزنها إلى 16.8 كغم، أي أنها أخف من الأسطوانة الحديدية التقليدية التي يصل وزنها الفارغ إلى 17.5 كغم،  هذه الميزة تجعل التعامل معها أسهل وأكثر أمانا داخل المنازل.

ويضيف أن الأسطوانة البلاستيكية مصممة بمعايير أمان عالية جدا، فهي مصنوعة من مواد صديقة للبيئة، ولا تنفجر أو يتسرب منها الغاز حتى في أقسى الظروف، مشيرا إلى أن تجارب أجريت في بعض الدول، شملت تعريض الأسطوانة للنيران المباشرة وإطلاق الرصاص عليها، وأثبتت التجارب أنها لا تتسبب بتسرب الغاز أو الانفجار، ما يجعلها خيارا آمنا للاستخدام المنزلي.

من بين مزاياها، يوضح عقل أن الأسطوانة البلاستيكية تتمتع بمتانة عالية، إذ صممت من قالب واحد خال من اللحامات أو الأجزاء المفصلة، ما يمنحها عمرا افتراضيا يصل إلى 30 عاما ويجعلها مقاومة للصدمات، كما تتميز بألوان جذابة وسهولة في التنظيف والصيانة، مضيفا أن شفافيتها تتيح للمستخدم رؤية كمية الغاز المتبقية بوضوح، ما يضمن استهلاك الغاز بالكامل دون بقاء أي كمية غير مستخدمة كما يحدث مع الأسطوانات المعدنية.

 

تكلفة الأسطوانة

 

أما من حيث التكلفة، فقد أعلنت الشركة المسوقة لهذه الأسطوانات أن سعرها سيكون مماثلا لسعر الأسطوانات الحديدية الفارغة، المحدد من قبل الحكومة بـ31 دينارا، بينما سيبقى سعر تعبئة الغاز بـ7 دنانير دون أي تكلفة إضافية على المواطن. كما يمكن للمستهلك استبدال الأسطوانة المعدنية القديمة بالبلاستيكية بسهولة.

بحسب هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن من المتوقع أن تصل الأسطوانات البلاستيكية إلى الأسواق خلال فترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، ويقدر عدد الأسطوانات المعدنية المتداولة حاليا بنحو 8 إلى 9 ملايين أسطوانة.