خبراء : زيارة "بايدن" للمنطقة مؤشر لولادة نظام سياسي اقتصادي جديد

الرابط المختصر
 

بعد أول زيارة رسمية للرئيس الأميركي جو بايدن منذ توليه لمنصبه إلى منطقة الشرق الأوسط، والتي شملت عدة ملفات هامة على الصعيد السياسي والاقتصادي، يأمل خبراء بأن تساهم هذه الزيارة بشكل إيجابي  من خلال التصدي للعديد من التحديات التي تعرض لها الأردن خلال الفترة الماضية.

 

ومن أبرز الملفات التي ركزت عليها هذه الزيارة خلال القمة السعودية، الاستقرار الأمني، والملف الإسرائيلي، وأمن الطاقة على وقع الحرب الروسية الأوكرانية، والتصدي لما يوصف بالتهديد الايراني.

 

وبحث الملك عبدالله الثاني وبايدن سبل تعزيز الشراكة التاريخية الوثيقة بين الولايات المتحدة والأردن، والتنسيق في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وأكدا أهمية التكامل والتعاون الإقليمي السياسي والاقتصادي في المنطقة، والدور الذي يمكن أن يقوم به الأردن بوصفه مركزا إقليميا مهما للتعاون في مجالات الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والمياه والأمن الغذائي والمناخ.

 

وفي مقابلة للملك عبر قناة "سي إن بي سي" قال من خلالها  إن زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، قد تساهم بشكل إيجابي في تسريع "المشاريع الإقليمية"، وحول إمكانية بناء رؤية جديدة للإقليم.

 

الخبير السياسي الدكتور خالد شنيكات يرى أنه في ظل المتغيرات العالمية خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية، دفعت الولايات المتحدة إلى تغيير أولوياتها واهتماماتها التي عززت زيارة بايدن إلى المنطقة .

 

في تقرير لصحيفة عالمية بينت أن بايدن تجاهل منطقة الشرق الأوسط طيلة 18 شهرا مضت، بخلاف سلفه دونالد ترامب الذي كان يستمتع بالتقرب من إسرائيل والسعودية لأغراض سياسية داخلية وتعزيز مواجهة إيران

 

وأوضحت الصحيفة أن التغييرات التي طرأت على البيئة السياسية، خلص بايدن وفريقه إلى أنه يجب عليهم تكثيف حضور واشنطن في الشرق الأوسط حتى لا تملأ الصين وروسيا الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة، أن حضور الولايات المتحدة في المنطقة سيساعد في "عزل طهران، وتماسك وقف إطلاق النار في اليمن، وتسريع الحداثة في المجتمع السعودي، والحصول على علاقات أفضل بين المسؤولين في القدس والرياض"، وفق تعبيرها.

 

ومن أبرز الملفات التي كانت على أجندة القمة السعودية هو ملف الاستقرار الإقليمي، بحسب شنيكات الذي بين أن بايدن أجرى محادثات من أجل العودة إلى الاتفاق النووي، خاصة بعد تدخلات إيران في المنطقة.  

 

وفي تصريحات سابقة للملك أكد من خلالها الانعكاسات الإقليمية للأزمة الأوكرانية، خاصة أثرها على انخفاض الوجود الروسي في سوريا، والذي كان يعد "عامل تهدئة بالنسبة للمنطقة الحدودية مع الأردن".

 

وحذر من مواجه المملكة تهديدات من الميليشيات على الحدود مثل تهريب المخدرات والأسلحة، فضلا عن التحدي المتمثل بعودة تنظيم داعش الإرهابي".

 

وعلى الصعيد الاقتصادي يعتبر شنيكات ان مواجهة التحديات المتسارعة على الصعيد الاقتصادي من أبرزها ملف الطاقة بعد تأثيرات الحرب الدائرة ما بين روسيا وأوكرانيا، دفعت الى تفكير الادارة الأمريكية بأهمية النفط الخليجي في السعودية، خاصة وأنها تعد من أكبر احتياطات النفط في العالم.

 

وأعلن بايدن خلال لقائه الملك في مدينة جدة، عزم الولايات المتحدة على توقيع مذكرة تفاهم جديدة مع الأردن توفر عبرها مساعدات سنوية للأردن لا تقل عن 1.45 مليار دولار خلال الفترة الممتدة بين الأعوام 2023 و2029.

 

يصف المحلل الاقتصادي والأكاديمي الدكتور قاسم الحموري هذا الحراك السياسي في المنطقة بولادة نظام اقتصادي جديد، والأردن أحد الأطراف الهامة فيه، خاصة وان له دور محوري كبير في المنطقة لا يمكن الاستغناء عنه.

 

ويوضح الحموري أنه من المهم استغلال هذه المساعدات لتخفيف من التحديات الاقتصادية التي تأثر بها المواطنين بشكل مباشر، بالاضافة الى ضرورة الاعتماد على الذات خاصة وأن هذا المبلغ المقدم من الولايات المتحدة بسيط جدا لا يتجاوز معدل النمو النصف بالمائة.

 

هذا وكان قد أكد الملك عبدالله الثاني على أهمية النظر في فرص التعاون من خلال السعي نحو التكامل الإقليمي في مجالات الأمن الغذائي والطاقة والنقل والمياه، مشيرا إلى أن الأردن يحرص على ترجمة هذه الفرص إلى شراكات حقيقية في المنطقة.