خبراء : خدمات الصحة النفسية في المملكة دون المطلوب رغم ارتفاع معدلاتها

الرابط المختصر

في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي أصبحت تلقي بظلالها على الصحة النفسية على العديد من الأفراد، يشدد خبراء في مجال الصحة النفسية على أهمية إيلاء هذا الملف أهمية كبيرة من حيث توفير التوعية، والعلاجات الصحية اللازمة لتجنب تفاقم هذه الإشكالية.

 

وتبين جمعية أطباء الأمراض النفسية في نقابة الأطباء، أن الدراسات العالمية تشير إلى أن واحدا من كل أربعة أشخاص يعاني من أحد أنواع الاضطرابات النفسية خلال فترة حياته، وان هناك 2.5 مليون أردني عانوا أو سيعانون أنواعا من الاضطرابات النفسية.

 

ولا يزال العديد من المواطنين يعتبرون أن الاهتمام بالصحة النفسية وزيارة الطبيب المختص هي نوع من الترف، فيما يعتبر البعض أن المرض النفسي وصمة ومخجل، وفق آراء عدد ممن تم استطلاع ارائهم حول اهمية العناية بالصحة النفسية لـ "عمان نت".

 

مدير مستشفى المركز الوطني للصحة النفسية الدكتور خالد الحديدي، يقول إن المشاكل النفسية الأكثر شيوعا هي القلق والتوتر والاكتئاب النفسي المتراكم، والذي يظهر بشكل من أشكال الاضطرابات النفسية.

 

ويوضح الحديدي أن أبرز العوامل والأسباب التي تؤدي إلى انتشار الاضطرابات النفسية هي العوامل الوراثية، والظروف البيئية والاجتماعية والاقتصادية والذي يعد من أبرزها الفقر والبطالة ومكان السكن بالاضافة إلى تعاطي المواد المؤثرة على العقل.

 

وتشير إحصاءات لوزارة الصحة إلى أن 80 %من حالات الانتحار سببها الاكتئاب، و10 % تعود للفصام، والبقية للمخدرات والاضطرابات الشخصية، 

 

كما أنه من العوامل المؤثرة على الصحة النفسية هي تعرض الأشخاص إلى صدمة عاطفية في سن الطفولة المبكر والذي يظهر أثره مع تقدم العمر بحسب الحديدي

 

يبلغ عدد الأطباء النفسيين المختصين والمقيمين في مستشفى المركز الوطني للصحة النفسية 120 طبيب، فيما يبلغ عدد العيادات الحكومية 52 عيادة منتشرة في جميع محافظات المملكة، تستقبل ما يقارب 22 الف حالة سنويا، بحسب بيانات وزارة الصحة.

بحسب دراسة رسمية حول الآثار النفسية التي خلفتها جائحة كورونا، فإن نحو 6 ملايين شخص في الأردن، أي نحو 65 % من السكان، أصيبوا بالاكتئاب والتوتر والهلع والعصبية المفرطة.

 

مستشار أول الطب النفسي الدكتور وليد سرحان يرى أن مستوى الخدمات النفسية المقدمة بالمملكة سواء في القطاع العام او الخاص متدن ودون المطلوب وضعيف، وهناك قصور في تقديم فريق صحي متكامل لعلاج المواطنين الذين يعانون من أمراض او اضطرابات نفسية، ولا تقدم الجهات المختلفة ما يكفي للمرضى النفسيين كما أن التحديات كبيرة.

 

 بينما يعتبر المستشار أول في الطب النفسي، ودكتوراة التخصصية في الطب النفسي عند الأطفال والمراهقين الدكتور أمجد الجميعان بأن الجهات المعنية أصبح لديها الوعي الكاف بالحاجات النفسية والاجتماعية للمواطنين أفضل مما كانت عليه بالسنوات الاخيرة،  وذلك من خلال اعدادها ببرامج توعوية، وإصدار إحصاءات دقيقة تبين حجم الإشكالية .

 

" الجهود المبذولة للتعامل مع الصحة النفسية للأحداث أصبحت أكثر تقدما من خلال العمل على عدة برامج توعية لهذه الفئة الهامة، مشددا على أهمية معالجة البيئة التي تدفع الاحداث الى التعرض للعديد من الانتهاكات النفسية، لاعادة دمجه بالمجتمع"، بحسب الجميعان.

 

منظمة الصحة العالمية تصنف انتشار الاكتئاب النفسي بثاني مرض على مستوى الصحة النفسية عالميا، بعد أمراض القلب شيوعيا، والتي تؤدي الى عدم القدرة على قيام عمل ما.

 

وتشير وزارة الصحة في العالم، إلى أهمية تخصص أقل من 2 % من موازنتها للصحة النفسية، وأن أزمة جائحة كورونا أسهمت بترك آثار كبيرة على الصحة النفسية للبشر.