خبراء تغذية : شهر رمضان فرصة لتحقيق التوازن بين الطعام وفقدان الوزن

الرابط المختصر

قررت ليلى، التي تعاني من السمنة بوزن يبلغ الـ 80 كيلو غراما، الاستفادة من شهر رمضان كفرصة للتخلص من الوزن الزائد، وبالفعل أصبحت تتناول وجبة صغيرة فقط خلال وجبة الفطور، مع الاستمرار في الصيام حتى اليوم التالي الأمر الذي أثر بشكل كبير على صحتها.

ومع مرور الأيام، بدأت الأمور تتعقد بالنسبة لليلى، حيث أصبح الإفطار البسيط الذي اعتمدته يتسبب في شعورها بالإرهاق الشديد ونقص في الطاقة،  مما أثر على تركيزها خلال ساعات الصيام، وبدلا من أن تكون فترة الصوم التي كانت تأمل في أن تكون فترة لتحسين صحتها وتخفيف وزنها، تحولت إلى تحدي جديد تواجهه.

محاولات ليلى، مؤشرا على العديد من التحديات التي يواجهها الأفراد في محاولتهم لفقدان الوزن، ولكن يحتاج ذلك إلى اتباع خطوات مدروسة ومتوازنة لتحقيق هذا الهدف بطريقة صحية وفعالة.

تشير تقديرات  وزارة الصحة إلى أن نسبة انتشار السمنة بين البالغين في الأردن من عمر 18 الى 69 سنة من الجنسين هي 32% وهي اعلى انتشاراً بين السيدات بنسبة 40% مقارنة بالرجال بنسبة 24% وفقا لأحدث دراسة اجريت عام 2019 ـ كما تبين أن نسبة ارتفاع الوزن بلغت تقريبا 61 % وهي اعلى بين السيدات بنسبة 68% مقارنة بين الرجال بنسبة 35%.

أما فيما يتعلق بالأطفال وفقا للدراسة الوطنية للمغذيات الدقيقة والوضع التغذوي عام 2019 تشير إلى أن نسبة انتشار السمنة بين الأطفال قبل عمر المدرسة بلغت 2% ومعدل ارتفاع الوزن بلغ 9% وهي حسب تصنيفات منظمة الصحة العالمية مشكلة صحية خفيفة.

 

رمضان فرصة مثالية

مع التحذيرات من خطورة انتشار السمنة بين المواطنين وخاصة بين فئة الشباب وصغار السن، يرى خبراء التغذية أن شهر رمضان يمكن أن يكون فرصة للعناية بالصحة والجسم، فالصيام وتقليل عدد الوجبات خلال اليوم يمكن أن يساعد في فقدان الوزن وتحسين التحكم في الأكل، ويوفر الصيام الطويلة خلال رمضان فرصة مثالية لاعتماد نظام غذائي صحي وتحسين العادات الغذائية.

أخصائية التغذية رنا الغول تبين فوائد شهر رمضان على صحة الإنسان،  من تحسين نسبة السكر في الدم إلى دعم وظائف القلب والكلى وعملية الهضم والامتصاص.

وتعتبر الغول  هذه الفترة فرصة للاستفادة من هذه الايجابيات، مع التركيز على ترتيب سفرة الافطار بحذر، حيث يجب تناول التمر لرفع مستويات السكر في الدم، ثم شرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف، وتناول الشوربة لتهيئة الجهاز الهضمي لحصوله على البروتين، تليها السلطة والطبق الرئيسي بتوزيع متوازن من البروتين والنشويات والخضار.

ومن الأخطاء الشائعة  التي يقع فيها الصائم  بحسب الغول، هي تناول الوجبة الرئيسية المحتوية على كميات عالية من الدهون مباشرة، مما يؤدي إلى  تخزين الجسم الفائض من السعرات الحرارية على شكل دهون، بالإضافة إلى تناول الحلويات بشكل كبير مباشرة بعد وجبة الإفطار، دون التباعد في الوقت قبل تناول السحور.

اما بالنسبة للاشخاص الذين يفضلون تناول الحلويات، تنصح بتناول  قطعة صغيرة من الحلو بعد وجبة الإفطار مباشرة، لأن تأخير تناول الحلو يجعل الجسم   يشتهي المزيد من السعرات الحرارية، مما يؤدي الى زيادة استهلاك الحلويات.

وجبة السحور مهمة

 

تعد زيادة الوزن المرحلة التي تسبق السمنة، ويقاس ذلك عن طريق مؤشر كتلة الجسم وهو مقياس يستند إلى وزن الشخص مقسوما بالكيلو على  طوله بالمتر المربع ، فإذا كانت كتلة الجسم بين 25 و29 تعتبر زيادة في الوزن أما إذا كان مؤشر كتلة الجسم 29 فما فوق تعتبر مرحلة السمنة، وتقسم السمنة ثلاثة  مستويات، السمنة والسمنة المفرطة والسمنة القاتلة وهي التي تبدأ عند كتلة الجسم التي تتجاوز الـ40.

رئيسة جمعية الغذاء والتغذية وخبيره ومدربة في مجال التغذية العلاجية المهندسة فادية عيد تشدد على ضرورة الانتباه إلى بعض النقاط الهامة منها تناول وجبة السحور، والحرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل معتدل ومناسب خاصة خلال فترة الصيام، وشرب كميات كافية من المياه لتجنب الجفاف و إعطاء الجسم الطاقة اللازمة.

تحذر عيد  من تناول الوجبات السريعة، والمقليات، والأطعمة المالحة، والمحفوظات المعلبة والمواد ذات الأملاح العالية،  بالاضافة إلى تقليل شرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازية لتجنب فقدان السوائل، والتركيز على تناول الأطعمة الصحية المُحتوية على العناصر الغذائية الضرورية، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية.

ومن الناحية العلمية، يفسر المختصون نقص الوزن خلال شهر رمضان، بأنه عندما يصوم الشخص، يحتاج جسمه إلى تحويل الجلوكوز المخزن في الكبد والعضلات إلى طاقة، مما يسبب نقص في السكر في الدم. وبدلا من ذلك، يستخدم الجسم الدهون كمصدر طاقة بديل، مما يؤدي إلى خفض الوزن.