خبراء: تعويض الفاقد "التربوي والنفسي" حاجة ملحة بعد عودة التعليم وجاهيا
فرضت جائحة كورونا وتداعياتها العديد من التحديات لدى الطلبة، فلم تقتصر على الفاقد التعليمي وحسب وانما تسببت ايضا بالعديد من الآثار النفسية السلوكية لدى البعض، في وقت يدعو فيه مختصين ضرورة العمل على معالجتها في ظل استئناف الطلبة تعليمهم الوجاهي للفصل الدراسي الثاني.
ما يقارب 2 مليون طالب وطالبة يلتحقون الى مقاعدهم الدراسية اليوم وجاهيا، بعد تأجيل الفصل لثلاثة اسابيع عن موعده المقرر بسبب التعامل الحكومي مع الحالة الوبائية التي تمر بها المملكة.
والدة أحد الطلبة الذي يبلغ من العمر 8 سنوات، تقول لـ عمان نت " ان طفلها أصبح فاقدا الرغبة والحماسة التي كان يتمتع بها عند ذهابه الى المدرسة ما قبل جائحة كورونا، واصبحت تظهر عليه العديد من السلوكيات السلبية، رافضا لأي معلومة، وشديد العنف تجاه بعض القرارات في الأمور التنظيمية".
لا يختلف حال هذه السيدة عن العديد من الأمهات اللواتي لاحظن الآثار النفسية والتربوية على أبنائهن نتيجة التعليم عن بعد على حد تعبيرهن، حيث تقول والدة أحد الطلاب الذي يبلغ من العمر 10 سنوات بأنه أصبح منعزلا ويقضي معظم وقته أمام شاشة الحاسوب او على اجهزة الموبايل".
اخصائية الطفولة المبكرة ناريمان عريقات، تؤكد أن هذه السلوكيات متوقعه، ولكن لا ينطبق هذا الأمر على كافة الطلبة حيث تتفاوت ما بين طالب واخر، بالاضافة الى ضرورة تقبل الأهل ما قد يتعرض له ابنائهم الطلبة من سلوكيات سلبية نتيجة ما تسببه الفاقد التعليمي.
وتوضح عريقات أن هذه المرحلة تتطلب مراقبة الأهل لابنائهم خاصة بعد العودة الى نظام التعليم الوجاهي، كي يتم معالجة الامور التي تواجههم من خلال مختصين، أو من قبل المرشدين التربويين في مدارسهم.
الخبيرة التربوية بشرى عربيات تشير الى أن "الفاقد التربوي يكاد يكون أهم من الفاقد التعليمي، وتعويضه بحاجة لخطة جاذبة لعودة الطلبة لمربع الأمان النفسي والسلوكي داخل المدرسة، دون إرهاق نفسي، وبخطوات ذكية لاستقطاب الطلبة من جدية".
عويس : برنامج لتعزيز الجانب النفسي لدى الطلبة الصيف المقبل
لمعالجة هذه الاشكالية عملت الوزارة بجانب برنامج الفاقد التعليمي مع بدء العام الدراسي الحالي، باصدار دليل العودة الامنة للمدارس، وتضمن دور المرشد التربوي في التعامل مع جائحة كورونا، وفق الوزارة.
وزير التربية والتعليم الدكتور وجيه عويس في لقاء خاص لـ "عمان نت"، يؤكد بان الوزارة ستعمل خلال الصيف القادم على إعطاء الطلبة دورات مكثفة لتعويضهم عما فقدوه من مهارات دراسية خلال جائحة كورونا، بجانب تعزيز الجانب النفسي من خلال تفعيل دور المرشدين التربويين المتواجدين في المدارس لتقديم الخدمات التي يحتاجها الطلبة.
بحسب تقديرات الوزارة فإن عدد المرشدين التربويين في المدارس الحكومية، يبلغ 2083 مرشدا ومرشدة، حيث يتم تعيينهم حسب المادة 19 من قانون التربية رقم 3 لسنة، شريطة أن يكون حاصلا على شهادة تخصص الارشاد، الارشاد والصحة النفسية أو تخصص علم نفس.
مدير إدارة التعليم العام في الوزارة الدكتور سامي المحاسيس يرى بانه عندما نتحدث عن الفاقد التعليمي يجب أن نتحدث عن ايضا عن دعم الفاقد النفسي الذي تأثر به الطلبة نتيجة بعدهم عن الدراسة مضطرين بسبب جائحة كورونا.
ويشير المحاسيس إلى أن الوزارة أعدت مجموعة من الانشطة والاجراءات مع الأطراف ذات العلاقة، لتعويض الطلبة هذا الجانب، موضحا بأن الوزارة تعكف على تدريب المرشدين التربويين في مختلف المدارس، ضمن ورش تدريبية وفقا لدليل الدعم النفسي والاجتماعي لرؤساء أقسام الإرشاد في مديريات التربية والتعليم.
هذا وأعدت وزارة التربية والتعليم برنامج الدعم النفسي بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ويسعى دليل الدعم النفسي للتقليل من آثار غياب التعليم الوجاهي وتعزيز الجانب النفسي لدى الطلبة.