خبراء: تصوير الفقراء وتوزيع الصدقات يعكس ضعف المعرفة بالمغزى الحقيقي للصدقات

الرابط المختصر

انتقادات عديدة طالت بعض الأنشطة التي يقوم بها البعض على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يتم تداول صور وفيديوهات تظهر لحظات فرح الصائمين من الأيتام والفقراء خلال الفعاليات الرمضانية وتلقيهم المساعدات باعتبارها فعل خير.

وبهدف حمايتهم، قامت وزارة التنمية الاجتماعية بإصدار تعميم قبل شهر رمضان ، يحظر التصوير المباشر للمتلقين للمساعدات ونشر أي صورة تظهر شخصية أي من متلقيها على مواقع التواصل الاجتماعي.

على الرغم من ذلك، يشير خبراء في القانون إلى أن تصوير الأشخاص والأطفال خلال الإفطارات في شهر رمضان لا يحمل مسؤولية قانونية، إذ يعتبر هذا الموضوع أمرا أخلاقيا وإنسانيا.

ومع ذلك، ينتقد المختصون في الدراسات النفسية والتربوية تلك السلوكيات التي تدل على ضعف وقلة معرفة الأشخاص الذين يقومون بها بالمغزى الحقيقي وراء توزيع تلك الصدقات أو الزكاة.

المستشارة النفسية والأسرية الدكتورة دلال العلمي تشيد بانتشار الأنشطة الخيرية خلال شهر رمضان، ولكنها تؤكد على أنه يجب تجنب تصوير الفقراء وخاصة الأطفال أثناء تلقيهم المساعدات في الفعاليات الرمضانية، لأسباب نفسية وإنسانية.

وتوضح الدكتورة العلمي أن الغرض من تقديم المساعدة للمحتاجين هو تحقيق الدعم النفسي والتوازن لهؤلاء الأشخاص، ونشر صورهم على الملأ يعتبر انتهاكا لكرامتهم ويجعلهم يشعرون بالإهانة، ويمكن أن يحولهم إلى أشخاص سلبيين ويشعرون بالنقمة تجاه المجتمع بسبب التشهير بهم كأشخاص محتاجين ويتلقون المساعدات.

 

Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · مستشارة نفسية وأسرية توضح آثار تصوير الصائمين والفقراء خلال استلامهم للمساعدات

من الناحية القانونية، يحظر قانون الأحداث التصوير لمن هم دون سن الثامنة عشرة دون موافقة ولي الأمر أو الشخص المسؤول عنهم.

كما تنص المادة الثامنة من قانون حقوق الطفل على أن للطفل الحق في احترام حياته الخاصة، ويحظر تعريضه لأي تدخل تعسفي أو إجراء غير قانوني في حياته أو أسرته أو منزله أو مراسلاته، كما يحظر المساس بشرفه أو سمعته مع مراعاة حقوق وواجبات والديه أو من يقوم مقامهما وفقًا للتشريعات المعمول بها.

 

نشر صور الفقراء بهدف الشهرة

يلجأ العديد من الاشخاص الى استخدام منصات شبكات التواصل الاجتماعي، ويستغلون هذه السلوكيات لغايات في نفوسهم كالبحث عن الشهرة والتضخيم اجتماعيا أو الشعور بالعظمة والتعالي على حساب  تقزيم الآخرين، الذي يضطر في بعض الأحيان تقبل تلك الاساءة لحاجته بحسب المختص في الدراسات النفسية والتربوية الدكتور عاطف الشواشرة.

ويأسف الدكتور الشواشرة على كيفية تعامل العديد من الأشخاص مع شبكات التواصل الاجتماعي بصورة خاطئة وسلبية، التي أدت إلى فقدان خصوصية العديد من الأمور وتغيير معناها الحقيقي، معتبرا أن الاصل في تقديم الصدقات و الزكاة للفقراء اخفائها وعدم الاجهار بها، كي لا يشعر المستضعفين والفقراء بالذل والاهانة.

شرعيا، تؤكد دائرة الافتاء أن تصوير الأشخاص وإظهارهم أثناء أخذهم المساعدات أو الصدقات أو أثناء تناولهم لإفطار رمضان فيه أذى بهم، وكسر لخاطرهم، وإحراج لهم أمام المجتمع. 

كما أن إظهار الصدقة جائز، وإخفاؤها أفضل، إلا أن هناك فرقا بين إظهار الصدقة وإظهار المتصدق عليه، إذ ربما كان في إظهار الصدقة تشجيع للناس على مثل هذا السلوك النبيل، لكن دون إظهار للمتصدق عليه كي لا ينكسر خاطره، ويشعر بالذلة والمهانة. 

أضف تعليقك