خبراء : الأسرة هي خط الدفاع الأول لمعالجة التنمر في المدارس

 

بعد عودة ما يقارب 2 مليون طالب بأكثر من 7 آلاف مدرسة في المملكة، يشدد خبراء في مجال الصحة النفسية والتربوية على أهمية وضع برنامج وطني تشاركي لمواجهة مشكلة التنمر في المدارس، إلى جانب تعزيز دور المعلم ليتجاوز الجانب الأكاديمي، وتأهيله ليقوم بدور المعلم المرشد.

 

ويعتبر الخبراء أن عدم تفعيل دور المرشدين التربويين في بعض بالمدارس الرسمية، يعد من أحد الأسباب التي قد تدفع إلى زيادة هذا السلوك بين الطلبة، بالاضافة الى ضرورة مراقبة الأسرة التغيرات السلوكية لأبنائهم وعدم تجاهل تصرفاتهم.

 

تشير دراسة سابقة أعدتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف حول حالة حقوق الطفل العام 2007 الى أن نحو 41.6 % من طلبة المدارس تعرضوا للإيذاء من قبل زملائهم، منهم 13.3 % تعرضوا لايذاء جسدي، فيما بلغ من شاركوا في المشاجرات 47 %، ومن تعرضوا للأذى النفسي من أقرانهم 38 %.

 

وتعرف منظمة اليونيسيف التنمر على انه كل ما يصدر من أفعال سلبية بين الأطفال تتم بصورة متكررة، ويمكن أن تكون هذه الأفعال السلبية بالكلمات مثل: التهديد، والتوبيخ، والشتم، ويمكن أن تكون بالضرب، الدفع، العزل أو الركل.

 

المستشار اول في الطب النفسي، ودكتوراة التخصصية في الطب النفسي عند الأطفال والمراهقين الدكتور أمجد الجميعان يصف التنمر في المدارس بالمشكلة الحقيقية، ويتطلب وضع برنامج وطني لمواجهته.

 

ويرجع الجميعان تنمر الطلبة على زملائهم لاضعاف روحهم المعنوية والتقليل من شأنهم، مشيرا إلى أن هذا السلوك العدواني، ويتطلب قواعد أساسية وبرامج معينة للتعامل مع المتنمرين و المتنمر عليه.

 

وتبدأ معالجة الأشخاص المتنمرين في الدرجة الأولى من داخل الاسرة، بحيث يقوم الأهل بتوجيه أبنائهم على أهمية تقبل المختلفين، واحترام وجهات نظرهم وعدم التقليل من شأنهم،  نظرا لتنوع شخصيات الطلبة، فمنهم من هو هادئا واخر مزعجا، بالإضافة الى وجود طلبة لديهم صعوبات تعلم، وآخرين من ذوي الاعاقة، بحسب الجميعان.

 

كما يرى الجميعان أن هناك ضرورة قبل التحاق الطلبة إلى مدارسهم، معرفة الاهل امكانياتهم وقدراتهم، وتعزيز ثقتهم  بأنفسهم، كي يتمكن من مواجهة مختلف أشكال التنمر، بالاضافة إلى تعليمهم مبدأ التواصل البصري، والوقوف بقوة دون ضعف أمام المتنمرين وتحويل الاساءة إلى مزاح، وفي حال تكرار هذا الفعل يستطيع تقديم شكوى إلى المختصين أو المرشدين النفسيين في المدرسة.

 

من جانبه يعتبر الخبير التربوي الدكتور علي الحشكي بأنه من أبرز الأسباب التي تدفع الطلبة لاتخاذ العنف سلوكا لهم، هو عدم اتباع الاسرة والمعلمين اسلوب الحوار مع الطلبة، الأمر الذي يجعلهم غير متقبلين للطرف الاخر، اضافة الى ان الألعاب الإلكترونية ومشاهدة الافلام المحرضة على العنف، تؤثر في نفوس الأطفال وتجعلهم مقلدين لها، كنوع من السيطرة على الآخرين.

 

ويرى الحشكي أن سلوكيات بعض الأسر في تربية ابناءهم قد تساهم بتعزيز العنف في داخلهم، وذلك  من خلال تشجيعهم على ممارسة الاعتداء على من يعتدي عليهم بالضرب، بالاضافة الى عدم منحهم كافة حقوقهم مما يشعرون بالنقص وإيذاء الآخرين.

 

عدم وجود المرشد التربوي في بعض المدارس لمعالجة العديد من القضايا داخل اروقتها، يساهم بانتشار تلك الاشكالية، وتاخر معالجتها، الأمر الذي يحتاج الى تخصيص حصص توعوية للطلاب في كيفية تقبل الآخر، بحسب الحشكي.

 

وزير التربية والتعليم الدكتور وجيه عويس في لقاء خاص لـ "عمان نت"، اكد على اهمية تعزيز الجانب النفسي من خلال تفعيل دور المرشدين التربويين المتواجدين في المدارس لتقديم الخدمات التي يحتاجها الطلبة.

 

وحول التعيينات، قال الوزير إن الوضع المالي لوزارة التربية لا يسمح إلا بتعيين 4000 معلم ومعلمة، بينما سيتم تعيين 6000 آخرين على حساب التعليم الإضافية خلال الثلاثة أعوام المقبلة.

 

تقديرات الوزارة  تشير إلى  أن عدد المرشدين التربويين في المدارس الحكومية، يبلغ 2083 مرشدا ومرشدة، حيث يتم تعيينهم حسب المادة 19 من قانون التربية رقم 3 لسنة، شريطة أن يكون حاصلا على شهادة تخصص الارشاد، الارشاد والصحة النفسية أو تخصص علم نفس.

 

وتنص المادة 3 من تعليمات الانضباط الطلابي في المدارس الحكومية والخاصة لعام 2017، على أن تستخدم المدرسة الأساليب الوقائية والعلاجية لتعديل سلوك الطلاب بشكل إيجابي ومقبول لجميع الطلبة في مختلف المراحل التعليمية من خلال الوسائل التربوية المختلفة.

 

أضف تعليقك