(حمّ) وطفر
سمحوا لنا أن نصف الشهر القادم : ب آب النهّاب، بدلاً من آب اللهّاب..فمنذ الآن بدأت الحقائب المدرسية تتدلّى من واجهات المحلاّت وبمستويات منخفضة بحيث تحتك برؤوس الآباء المتورّمة بالتفكير لتذكّرهم بقرب موعد فتوح المدارس ..ومنذ الآن أيضا بدأ تجار المواد الغذائية بمقاهرة العالم الكحيانة بعرض صفائح قمر الدين وباكيتات التمر هندي و اللوز المبروش وباقي العدّة الرمضانية من باب التنكيد على خلق الله المستوية لا أكثر.
شهر القادم شهر صعب على الناس بكل المقاييس، لذا أتمنى على الحكومة أن تصرف لكل موظف شريطاً مجانياً من أسبرين حماية القلب مع راتب آب، أو أن تحلّ لنا حبة أسبرين عملاقة بحجم دوار المدينة الرياضية بمحطة مياه زي. فالراتب الله يطول عمره ..مهما دفّيناه أو جلعكناه أو مطّيناه أو قسّمناه أو جرمناه أو فرمناه أو فركناه بالكاد يكفي رسوم المدارس و ثمن الحقائب ، و الدفاتر و المراييل ،والقمصان ، والأقلام ، والكنادر ، والبرّايات الشفّاطة ، التي يطلبها الأولاد..هذا عدا عن ما يطلبه بعض المدرسين من طلبات غريبة: ستّ تراكي طلبت منّا طنجرة تشعاتشيل ودفتر طبيعة برسم لحاله،وأستاذ مهاوش طلب منّا بوط مسامير بزمّر ، ونغمة شمّلت والنية اربد ..
شهر رمضان المبارك سيتزامن كذلك مع فتوح المدارس ،مما يعني أن يومية العمال الشغيلة من يقضون نهارهم من طلعتها لغيبتها في بعض اعمالهم تؤمّن لهم بالكاد كيلو ليمون صحيح ،أو دجاجة بحجم عصفور الدويري ..ففي هذا الشهر الفضيل، ليست الأعمال الصالحة وحدها تصعد الى السماء، بل تأخذ معها الأسعار ايضاَ..
** حمّ و طفر وقلّة زفر..هذا شعار قطاع ذوي الدخل المحدود خلال الصيف الحالي..والذي طرحته هيئة تنشيط المعتازين ..ويتوقع ومن الآن حتى قدوم شهر رمضان المبارك، وعودة المدارس..أن تكون الحملة قد حققت هدفها ان شاء الله ..وهو: موظّف لزقة لكل مواطن مقتدر..
* الرأي الاردنية