حكايات باب العامود: الحكاية السادسة: العاشق

الرابط المختصر

لم يصدق ما يسمعه ، ورغم ذلك بقي هادئا وكانه لم يتاثر بما يسمع، وعاد هذا السمسار ذو الملابس الرثه  ابن البلد الذي كان يصادفه كل يوم وهو جالس على المقهى على مدخل احد ابواب البلدة القديمة في القدس وكان يبدو كانه مسكين لا يعرف شئيا في الحياة ، ولكنه هذا المساء ان مختلفا كليا ، كانه مان كير الغراب يحمل  نذير شؤم ولا يخرج من فمه سوى النعيق ، عاد هذا الرجل وقال : بيتك هذا لا يساوي دولار واحد فهو صغير جدا وتعبان يعنى بحاجة الى الكثير من الترميم ولكن هناك من يرغ بدفع 2 مليون دولار في كل متر، اي انه بحسبه بسية يا رجل يمكن ان تحصل على اكثر من 200 مليون دولار في منزلك الذي لا تتجاوز مساحته 100 مترى فقط !! مردة اخرى تجمد في مكانه وحاول ان يظهر انهذه الارقام لا تاثير عليه رغم انها احدث دورا له الا انه بقي هادئا وسال هذا السمسار الذي باع نفسه للشيطان مقابل حفنه من الدولارات لن تشفع له ولا لعائلته امام مجتمعه ولا امام الله ! من الذي يريد ان يشترى هذا  البيت التعبان كما تقول ، فرد عليه بكل صراحه انها جماعة عطيرت كوهنيم ! انت تعرفها..


- طبعا بعرفها فهي التي استولت على بيت جارنا  وحولته الى كنيس لليهود يصلون فيه !!
واستمر السمسار ابن البلد بالقول : اسمع كمان هم مستعدين لاي شرط تضعه، مهما كان بل انهم لا يرغبون باخذ المنزل الان الا بعد سنوات ، ومتى شئت انت .. انت بس ضع شروط كل شئ يسير كما تريد ..!


 فسال صحاب المنزل مستوضحا: يعنى اذا كنت بدى ابقى في المنزل طكيلة حياة لن يعارضوا

- طبعا لا !


-  اذا بدى يطلعون بالقوة ويظهروا كانهم استولوا على المنزل بالقوة حتى لا انحرج امام البلد
- طبعا يستطيعون !!!


- انت تعرف اني اذا بيعت المنزل لليهود لن استطيع العيش في القدس ؟ فهل يمكنهم ان يرتبوا لي مكان اقامة اخر في العالم يمكن في امريكا وهوية جديدة ؟!!


-  طبعا يمكنهم  ذلك وبسهولة، ولا اريد ان اذكر لك اسماء بعض الاشخاص الذي يعيشون الان في مكان ما بالعالم وباسماء جديدة هم وعائلاتهم بعد ان  تصرفوا بالعقل وباعوا المنزل في القدس...!!


 هنا انتقض هذا الرجل  وطلب من هذا  الانسان الذي خائن مدينته بثمن بخس الخروج فورا من منزله مؤكدا ان ملايين الدنيا لا تساوى عنده ذرة عفن  من منزله! ومليادرات الدنيا لا تساوى عنده نظر تشكك في عين طفل مقدسي لا يعرف من الدنيا الا حب المدينة  التي لا تساويها عشق لا لبشر ولا لحجر.... خرج هذا السمسار وهو يهدد ويلعن ويتوعد ويؤكد بان  اليهود سوف يحصلوا على المنزل بكل الوسائل، وانت الخسران!! فرد عليه المقدسي : صحيح انهم يستيكعوا الحصول على المنزل اذا رغبوا وبدون ان يدفعوا دولار واحد، وصحيح انهم يملكون المال والسلطة واسرائيل كلها ورائهم وتسخر من اجل كل امكانياتها الهائلة ، وامام هذه الامكانيات لن يستطيع بيتى العتيق ذو الجدران التي اكتساها العفن والرطوبة الصمود !! ولكنهم لن يستطعوا اخذ عشقي للمدينة التي لا استطيع العيش  خارجها ، لن يسطيعوا ان يحموا العار الذي سيلحق بي !! ارحل وقل لاسيادك ان منزل ابو العبد ليس للبيع ... وانا مستعد لمقاومة اية محاولة للاستيلاء عليه قدر الامكان فانا وحيدا في المعركة واعانى الله على ذلك ......

 

ان هذه الحكاية ليست من نسج خيال كاتب او صحفي ما بل ان قصة حقيقية سمعتها من المصدر الاول ، وهي بالمناسبة ليست قصة فريده من نوعها (رغم ان المبلغ كبير للغاية اكبرمبلغ سمعته)  الا انها قصة من قصص تحدث كل يوم في القدس وخاصة البلدة القديمة منها الجديد فيها انها تكثفت في الاوانه الاخيرة بصورة غير مسبوقة ، كما ان الشعور بالعزلة الذي يعانيه المقدسي اخذ بالاتساع وهذا شئ بالغ الخطورة اضافة الى المبالغ الضخمة التي تدفع من قبل المستوطيين كل هذا الاسباب مجتمعه قد تجد لها منفذا عند من يعانى من ضعف ايمانه وحبه في القدس ، وهم بالتاكيد من الاقلية العابر في القدس 


 وحكاياتنا مستمرة

أضف تعليقك