حفلات الزفاف السورية على بسطات البيع الأردنية

الرابط المختصر

إذا وقفت أمام إحدى أكشاك الإسطوانات الممغنطة "السي دي" في شارع سقف السيل بوسط المدينة عمان، ستلحظ دون عناء كبير أصوات حفلات زفاف تصدح منها، وإن اقتربت أكثر لمعرفة ما الذي يحدث، ستظهر لك فتاة في تلفزيون العرض ترقص وتغني بحماسة مفرطة.

وتلك الفتاة هي سارية السواس مغنية الأعراس السورية، وضعت اسمها على قائمة "المغنين" الأكثر طلبا في أكشاك بيع الموسيقى الشعبية في العاصمة عمان، ورغم تدني مستوى أغنياتها من حيث الصوت والكلمة واللحن، إلا أن اسمها المزدان على واجهات الأكشاك أصبح طريقا سهلا لجذب العديد من الشباب الأردني.

"، إحدى أشهر أغنياتها، تلقى الصدى في زاويا ومداخل وسط البلد، حيث تقام هناك أكشاك وبسطات الموسيقى، وإن كان هناك من فضول فسيكون صاحب المحل على موعد لإعطاء المشتري حفلة مرئية لتلك المغنية وهي تطرب السوريين في حفلات زفافهم.
 
وتظهر السواس في كثير من الحفلات المنتشرة في الأسواق، ترقص وتطرب الحاضرين بموسيقى صاخبة يطغى عليها قرع الطبول وإن كانت تلك الحفلات خاصة في محتواها، لكنها تجد طريقا للبيع على بسطات "السي دي".
 
وتستقبل صالات الأفراح المعروفة في دمشق، مثل النبلاء والنورس حفلات زفاف السوريين، حيث تقوم إدارات تلك الصالات بتوزيع تسجيل الحفلات وتحديدا تلك التي يأتيها مغنون أمثال سارية السواس، وتقوم بطرحها في الأسواق مقابل أجر مالي، وعبر نسخها في أقراص ممغنطة، تلقى رواجا في الأسواق السورية والأردنية واللبنانية على حد سواء.
 
نجوم الصف الرابع
تشكل حفلات الزفاف السورية، لدى صاحب كشك "أرشوء" في سقف السيل، عفيف أبو جواد، ، مصدرا هاما للبيع، وتحديدا تلك التي تظهر فيها مغنيات سوريات أمثال سارية السواس، وإليسا يوسف ووزيرة الحسن.
 
ويقول أبو جواد أن حفلات الزفاف السورية أغرقت سوق البسطات والأكشاك، "ليست فقط الحفلات المسجلة إنما تلك التي تسُجل في مقاهي الليل والديسكو، ولسعر "السي دي" الرخيص بنصف دينار فحجم الطلب في ازدياد".
 
بحسبة بسيطة لدى الشاب محمد، فشراء قارورة مشروب غازي ومكسرات بدينار، وقرص "سي دي" بنصف دينار، ومكان عند أحد بيوت الأصدقاء، تكون التكلفة زهيدة ولا تزيد عن مبلغ دينارين بدلا من السهر في مقاهي بتكلفة باهظة.   
 
ولا يرى محمد من بيع حفلات الزفاف بالربح الكبير، ويقول إنه يشتري الاسطوانة الواحدة بعشرين قرشا ويبيعها بنصف دينار. أما الإقبال فمرده على ما يقوله جواد، "طبيعة تصوير الحفلات التي تعتمد على أجساد الفتيات الراقصات والتي تغري الشباب، وهنا يأتي لشرائها بكثافة". 
 
أكثر ما يلفت سمع الشاب عبد الرزاق خليل، هو صوت آلة المجوز واليرغول، ويعتقد أن شعبية تلك الآلات تزيد من نسب المستمعين وهذا ما حصل معه.   
 
أما عن انتشار تلك الأغنيات، فيبدو أن للفضائيات الغنائية دورا كبيرا في الترويج، حيث تبث فضائيات أمثال الغنوة والذهبية والجهينة تلك النوعية من الأغنيات بكثافة وفيها يظهر مغنون هواة لا يجدون لهم مكانا في الساحة الفنية.
 
ويجد المغنون الهواة في بعض الشركات التي تقبل بنوعية أغنياتهم، ملجأ للترويج، حيث تبرز شركتين سوريتين في هذا المضمار "المركز السوري العربي" و"استديو المرجة" وتقومان بترويج الأغاني عبر تجار الأقراص المدمجة في سورية وبدورهم يقومون بتوريدها إلى دول الجوار.
 
محمود، أحد الشباب المعتاد على سماع تلك النوعية من الأغاني، يقول إنها "أغاني مميزة وأجهزة التسجيل واضحة، ولا عجب في استقطابها لجمهور الشباب مثلي". واصفا نفسه بالزبون المدمن على هذا النوع من الأغاني. أما الشاب علي فيحب أن يشاهد الحفلات الراقصة فقط ولا يهمه الموسيقى.
 
"قرب، قرب سارية السواس بنصف دينار" يصرخ عفيف أبو جواد في دعوة مباشرة للشباب المارين من أمام كشكه لشراء ما يريدون من أغاني تلك المغنية وسواها.
 
بحساب العمر، لا يعتقد البائع جواد أن هذه الأغاني تستقطب الشباب فقط إنما مختلف الأعمار، ويؤكد أن لديه زبائن بسن الأربعين بل أن أحدهم يناهز 55 عاما ومن المواظبين على شراء كل ما هو جديد من هذه الأغنيات.
 
اللافت أن غالبية المغنين من الجنسية السورية، لكن اللهجة لا تظهر في أغنياتهم، إذ تبدو اللهجة البيضاء أو الخليط بين اللهجتين الأردنية والعراقية هي السائد في الأغاني الرائجة.  
 
وأبرز نجوم هذا الفن، وفق قائمة عفيف أبو جواد، طلال الداعور، وفيق حبيب، حمادة جلال، نعيم الشيخ، أليسا يوسف، سارية السواس، وزيرة الحسن، هبة مسعود، أحمد الويهيبي وفرج قداح.
 
ولا يجد الشباب المشتغل في بيع الأقراص أي داع من تطبيق المادة 51 من قانون حماية المؤلف التي تنص على معاقبة كل مرتكب مخالفة بالحبس بمدة لا تزيد عن 3 سنوات ولا تقل عن 3 أشهر وبغرامه لا تقل عن 1000 دينار ولا تزيد عن 6000 دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين. وتطبق العقوبة حسب القانون على "كل من عرض للبيع أو للتداول أو للإيجار مصنفا مقلدا أو نسخا منه أو إذاعته على الجمهور أو استخدمه لتحقيق مصلحة مادية".