حصاد عمان نت الاخباري لعام 2004

الرابط المختصر

نودع عام 2004 بكل ما حمله من أحداث سرّت كما أحزنت الكثيرين، نستعرض منها أكثرها تأثيرا على حياة الأردنيين، سواء على الصعيد الإقليمي والعالمي تاركا بصمته على الأردن، أو المحلي بما أحدثه من تغييرات في المجتمع الأردني بكافة نواحيه.الحرب في العراق

الحرب المستمرة في العراق كانت، وما زالت، الحدث الأبرز الذي ألقى بظلاله الثقيلة على الساحة الأردنية، كما على العالم بأسره.

الملك عبد الله الثاني أبدى تخوفه مما يجري في العراق وأطلق تصريحا يحذر من أي محاولة لتغيير الجغرافيا السياسية بين السنة والشيعة في المنطقة من خلال نشوء "هلال شيعي" يضم إلى إيران كلاً من العراق ولبنان وسوريا. ووجه اتهامات صريحة لإيران بالتدخل في شؤون العراق. ودعا سُنّة العراق إلى ضرورة المشاركة في الانتخابات التي ستجري في الفترة القادمة. وكرر وزير الخارجية الأردني الموقف نفسه.

وأثارت هذه التصريحات أيضا موجة من الاستنكارات عبّرت عنها شخصيات شيعية بارزة في دول مجلس التعاون الخليجي وصفتها بأنها "غير مسؤولة" و"مشبوهة".

الحرب العراقية دخلت بعض البيوت الأردنية من خلال موجة اختطاف السائقين الأردنيين في العراق وشهدت هذه السنة اكبر انتكاسة لقطاع النقل البري بسبب التهديد الذي شكلته العمليات المسلحة على طرق النقل بين الأردن والعراق حيث أظهرت أرقام صادرة عن نقابة أصحاب الشاحنات أن 62 حالة اعتداء ونهب وسرقة تعرضت لها الشاحنات خلال مدة زمنية لم تتجاوز الشهر مع عمليات اعتداء وخطف يتعرض لها السائقون.

وكون الأردن من الدول التي تضم أكبر عدد من العراقيين، لعبت دورا رئيسا في الانتخابات العراقية، حيث وقعت عمان وبغداد على اتفاقية يتم بموجبها اعتماد الأردن مركزا لفرز أصوات العراقيين في الخارج. وأعرب بعض المراقبين عن تخوفهم من نقل العمليات التفجيرية من العراق إلى الأردن أثناء عملية الانتخاب.

المسألة الفلسطينية

وعلى الضفة الغربية من نهر الأردن، تتالت الأحداث التي تأثر بها الفلسطينيون داخل وخارج الأراضي المحتلة. أبرزها كان وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بوصفه رمزا لصمود الشعب الفلسطيني، وما حمله من تغيرات متوقعة في مجرى القضية الفلسطينية. ردود الفعل في الشارع الأردني تمثلت بالحزن والحداد الذي ساد بعد رحيله وما أثير من تساؤلات حول مصير حق عودة الفلسطينيين في الشتات.

وفي العام ذاته كان القرار التاريخي لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بمخالفة جدار العزل، الذي تقيمه إسرائيل فوق الأراضي الفلسطينية، للقانون الدولي، ومطالبته إسرائيل بوقف البناء فيه وهدم ما تم بناؤه، وبدفع تعويضات لكل المتضررين. وحقق الأردن انتصارا عبر مرافعة قوية أمام المحكمة التي أخذت بكل الحجج الأردنية من صلاحيات المحكمة واختصاصها بالنظر في القضية وعدم قانونية مسار الجدار.

وحظي أبناء غزة المقيمين في الأردن هذا العام بطاقات هوية شخصية أصدرتها دائرة الأحوال المدنية، "بهدف تسهيل معاملاتهم اليومية"، إلا أن هناك من يشكك في ذلك جراء رفع رسوم تجديد جوازات سفرهم، كما رأى فيه البعض خطوة نحو توطينهم، وهو ما نفته الحكومة الأردنية.

ومن أبرز الأحداث في قطاع غزة، والتي كان لها تأثير ملحوظ في الساحة المحلية، اغتيال إسرائيل لقادة حركة حماس الفلسطينية، الشيخ احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي. فقد خرجت مسيرة حاشدة في العاصمة عمان شارك فيها قرابة 10 آلاف شخص.

سجن الجويدة

شهد سجن الجويدة أبرز أحداث العام الفائت في الأردن، حيث قتل أحد نزلائه خلال مشاجرة داخل السجن، تدخل فيها رجال الأمن الذي قاموا بضرب القتيل، كما تبين لاحقا أثناء التحقيق. وهو ما أثاره المركز الوطني لحقوق الإنسان في تقرير عن الأوضاع الإنسانية في السجن، وتداوله الإعلام المحلي، ما اضطر السلطات المختصة لفتح تحقيق شمل بعض رجال الأمن.

التقرير سلط الضوء على ثلاثة نقاط رئيسية هي بيئة السجون وما تشتمل عليه من مرافق وخدمات وتجهيزات وأوضاع السجناء بما فيها مشكلاتهم وأوضاع إدارات السجون. ومن أبرز المشكلات التي لاحظها التقرير الاكتظاظ الذي تعاني منه المراكز وخدمات الرعاية الاجتماعية داخلها. واتهم التقرير وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الصحة بالتقصير. وتلقت اللجنة التابعة في المركز 35 شكوى مقدمة من السجناء حول الإساءات التي يتعرضون لها من قبل إدارة السجون.

تسريب أسئلة التوجيهي

وتكشفت في هذه السنة فضيحة فساد كبيرة مست قطاع التعليم الذي يضم أكبر شريحة من السكان. كشف وزير التربية والتعليم خالد طوقان ومدير دائرة مكافحة الفساد مصلح الكايد في مؤتمر صحفي عن ملابسات عملية تسريب أسئلة الثانوية العامة. وذكر طوقان أنه بعد انتشار الإشاعات عن وجود تسريب في أسئلة مادة اللغة الإنجليزي اتصلت وزارة التربية بدائرة مكافحة الفساد وأطلعتها على طبيعة هذه الشائعات، وبدورها قامت مكافحة الفساد بجمع معلومات استخباراتية قادتها للكشف عن وجود تسرب فعلي للأسئلة وخصوصا من مديرية عمان الرابعة. وكشف التحقيق عن تورط مدير المديرية حسين شحادة بسرقة الأسئلة حيث وفر هذا المدير المفاتيح لأحد موظفيه الذي دخل على المديرية بالتعاون مع الحارس وقام بفتح المغلفات المخصصة للأسئلة وطباعتها ومن ثم إرجاعها في المغلف، وذلك عن طريق آلة مخصصة تم شرائها لهذا القصد حيث ضبطت هذه الآلة بالإضافة لأسئلة مواد لم تقدم بعد.

تفوئيد.. جراد.. وهزات أرضية

للأسف حملت نهاية السنة ما عكر حياة أهالي منطقة الأغوار، فقد سجل إصابة العديد من الأشخاص بمرض التفوئيد ووفاة أحد المصابين. وساد القلق في أنحاء مختلفة من البلاد من انتشار المرض. الأسباب وراء هذه الإصابات كانت عديدة من أهمها انتشار الأوساخ في المنطقة وتربية أنواع مختلفة من الحيوانات دون رقابة صحية. وزارة الصحة اتخذت الإجراءات اللازمة للحد من هذا المرض بتكثيف حملة التوعية والتطعيم للمواطنين في جميع مناطق الأغوار الوسطى من خلال حملة وفر لها ألف مطعوم.

وبالإضافة للتفوئيد، حملت هذه السنة معها أسراب الجراد إلى منطقة العقبة واستنفرت معها القوات المسلحة الأردنية لمكافحة هذه الحشرة التي وصلت بمجموعات صغيرة إلى مناطق الجنوب.

وضربت هزة أرضية، بلغت قوتها 5 درجات على مقياس ريختر المفتوح، كل من الأردن ولبنان وسوريا ومصر، مما أثار خوف بعض السكان، لكن دون أن تسجل أية خسائر.

إضراب أصحاب شاحنات وموظفو بنك

أضرب أصحاب الشاحنات في العقبة وامتنع سائقو السيارات عن الاستجابة لطلبيات الدور في الميناء الرئيسي وميناء الحاويات، إاثر قرار مجلس الوزراء الأخير باستثناء المناطق الصناعية المؤهلة بشأن تأجيل تحرير الدور لمدة عام ونصف، الصادر في أيار الماضي، والذي يسمح لشركات النقل الخاصة بالتحميل واخذ عطاءات النقل من المناطق الصناعية المؤهلة الأمر الذي يلحق خسائر فادحة بشريحة تضم عائلات أصحاب 10 ألاف سيارة شحن. وانتهى الإضراب بتدخل رئيس الوزراء فيصل الفايز والاتفاق على تسوية بين الطرفين، حقق فيها المضربين جزء من مطالبهم.

قطاع البنوك أيضا شهد إضرابا نفذه موظفو البنك العربي ضد إدارة البنك، احتجاجا على عدم زيادة رواتبهم وعدم صرف علاوة غلاء المعيشة وإلحاقهم بصندوق الادخار. وجاء هذا الاعتصام بعد فشل المفاوضات بين إدارة البنك ونقابة العاملين في المصارف التي تمثل الموظفين.

إحباط أجهزة الأمن لعملية إرهابية

إحباط أجهزة الأمن الأردنية لمخطط عملية إرهابية استهدفت عدد من المرافق الحكومية كان له أهمية كبيرة على الساحة المحلية والدولية، رغم التساؤلات التي أثيرت حول تهويل حجم العملية التي أحبطت. وشهدت العاصمة عمان تشديدا أمنيا في الشوارع الرئيسية وفي محيط الدوائر الحكومية دام أكثر من شهر إلى أن عرض التلفزيون الأردني تسجيلا أعدته الأجهزة الأمنية ظهر فيه منظمو العملية الإرهابية وهم يعترفون بكامل المخطط الذي قادة الملقب بأبي مصعب الزرقاوي، الأردني المتهم بعمليات تفجير واختطاف وقتل في العراق. واعترف المتهمون خلال التسجيل التلفزيوني بتجهيز 20 طنا من المواد المتفجرة الكيماوية لضرب مبنى المخابرات العامة، والذي قدرت أجهزة الأمن خسائره ا بمقتل 80 ألفا وإصابة 160 ألفا.

ارتفاع الأسعار المواد التموينية والمحروقات

باشرت الحكومة الأردنية تطبيق رفع أسعار المحروقات والعديد من المواد التموينية في آذار الماضي، إثر ارتفاع سعر المشتقات النفطية الذي أثر على أسعار مختلف المواد والخدمات. في حين بلغ مؤشر ارتفاع الأسعار لعام 2004، ووفقا لتقديرات الحكومة، نسبة 3,3%، وبلغت نسبة النمو الاقتصادي خلال التسعة أشهر الأولى 7,4% مقارنة مع نفس الفترة في العام الماضي.

وأعلن في تقرير حكومي عن تراجع نسبة الفقر على مستوى المملكة من 21,3% لعام 1997 إلى 14,2%. وأفاد التقرير أن نسبة الفقر تراجعت في جميع محافظات المملكة باستثناء محافظة الزرقاء التي ارتفعت فيها نسبة الفقر من16,3% عام 1997 إلى22,3% عام 2002.

إعفاء الأمير حمزة من ولاية العهد

في خطوة مفاجئة، أعفى الملك عبد الله الثاني شقيقه الأمير حمزة بن الحسين من منصب ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية الذي عينه فيه قبل خمس سنوات. وقال الملك أن "هذا المنصب الشرفي يقيد حرية الأمير ويحد من إمكانية تكليفه ببعض المهمات". جاء ذلك في خطاب رسمي وجهه الملك إلى شقيقه، وبث التلفزيون الأردني الخطاب في نشرته الإخبارية الرئيسية، لتتداوله الفضائيات العربية والعالمية.

إعتقالات في صفوف المعارضة

داهمت قوات الأمن العديد من قيادات جبهة العمل الإسلامي، من أبرزهم وزير الأوقاف الأسبق إبراهيم الكيلاني وعضو المكتب التنفيذي لجماعة الأخوان المسلمين احمد الكوفحي والدكتور محمد الحاج رئيس المحكمة المركزية للحزب واحمد كفاوين واحمد الزرقان عضوي المكتب التنفيذي للحزب وعدد أخر من الأعضاء بلغ عددهم 39 شخصا.

كما استدعت قوات الأمن العديد من أعضاء الحزب بتفويض من وزارة الداخلية بسبب مشاركتهم ببعض المهرجانات الخطابية، ومثال ذلك ما حصل مع النائب الحركة الإسلامية الدكتور محمد أبو فارس حيث اعتقل بتهمة بمخالفة القانون بما ورد في كلمة ألقاها خلال مهرجان خطابي تعرض فيها لمسؤولين حكوميين والأنظمة العربية.

كما استدعت الأجهزة الأمنية أمين عام حزب الشعب الديمقراطي (حشد)، أحمد يوسف، ونائب الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي، جميل أبو بكر، وعضو لجنة مقاومة التطبيع النقابية، علي حتر، على خلفية محاضرات ومداخلات أدلوا بها خلال مؤتمر بعنوان "لماذا نقاطع أمريكا" نظمه مجمع النقابات المهنية.

ويرى بعض المراقبين السياسيين أن هذه الحملات هي جزء من تضييق الحكومة الأردنية على الحريات العامة في البلاد، والتي بدأت بعد هجمات 11 أيلول 2001 وما تلاها من "الحرب على الإرهاب".


أضف تعليقك