اجرت منظمة الامم المتحدة للطفولة < يونيسف > دراسة كشفت عن بيانات حديثة تشير الى بطء التقدم في خفض معدلات وفيات الاطفال, وان متوسط المعدل العالمي حاليا لوفيات الاطفال دون الخامسة سيكون قد انخفض بمقدار الربع تقريبا بحلول عام 2015 , وهو انخفاض يقل بكثير عن هدف خفض الوفيات بمقدار الثلثين الذي اتفق قادة العالم على تحقيقه.وقالت المدير التنفيذي لليونيسف كارول بيلامي لدى اطلاقها التقرير "يعتبر حق الطفل في البقاء المقياس الاول للمساواة وتوافر الامكانية والحرية, وانه من المدهش ان يكون بقاء الاطفال هو امر غير مضمون في عدد كبير من الدول, وبخاصة بالنسبة للفقراء والمهمشين , رغم اننا نعيش عصر المعجزات التكنولوجية والطبية , اننا نستطيع تحقيق نتائج افضل مما تحقق لكل طفل".



ويرتب التقرير "التقدم من اجل الاطفال" , الدول حسب متوسط المعدل السنوي للتقدم الذي حققته منذ عام 1990 باعتباره المرجع الاساس للهدف العالمي لخفض وفيات الاطفال بمقدار الثلثين مع حلول عام 2015 وهو الهدف الذي وافقت عليه الحكومات جميعها كواحد من اهداف التنمية الألفية للامم المتحدة .



ويشير تعبير وفيات الاطفال الى عدد الاطفال الذين يتوفون قبل بلوغ سن الخامسة , ويقاس بعدد الوفيات في كل 1,000 ولادة حية.



وتبين الارقام بوضوح ان تلك الدول , التي اخفقت في تحقيق التقدم منذ عام 1990, تواجه الان مهمة مخيفة ومربكة بدرجة اكبر , فما لا يقل عن 39 دولة يتعين عليها الان ان تخفض معدل وفيات الاطفال لديها بنسبة تزيد عن 8 في المئة سنويا في المتوسط , خلال السنوات المتبقية حتى عام 2015 , لكي يتسنى لها تحقيق الهدف .



ويظل وباء فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب الايدز احد الاسباب الاساسية التي تؤثر في اتجاهات معدلات وفيات الاطفال , ولا سيما في دول افريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى , كما تشهد بوتسوانا وزيمبابوي وسوازيلاند ,التي سجلت الارتفاعات الثاني والثالث والرابع الاكثر سرعة في معدلات وفيات الاطفال , اعلى معدلات الانتشار العالمية لفيروس نقص المناعة البشرية , اذ بلغت هذه المعدلات 37, 25, 39, في المئة على التوالي , وتشمل العوامل الاخرى المسببة لوفيات الاطفال التي تعطل التقدم نحو خفض معدلات الوفاة , كما هو الحال في العراق وافغانستان , اثار النزاعات المسلحة والافتقار الى الاستقرار الاجتماعي .



يشار إلى ان عدم توفر الرعاية الكافية اثناء الولادة يتسبب في وقوع النسبة الاكبر من الوفيات التي يمكن الوقاية منها ونعني بهذه الظروف توافر الرعاية الصحية القليلة للامهات او انعدام توافرها , والافتقار الى الكوادر المدربة اثناء عمليات الولادة , وتاتي الامراض المعدية والطفيلية , ويسهم ايضا سوء التغذية باكثر من نصف وفيات الاطفال , كما تعتبر مياه الشرب غير المامونة والمرافق الصحية الرديئة من العوامل المساهمة في وفيات الاطفال .