تداول العديد من النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخسائر المادية التي لحقت بممتلكاتهم جراء حبات البرد ذات الحجم الكبير، وذلك نتيجة لتعرض المملكة لحالة جوية غير مستقرة، وقد تسببت أيضا في تعرض بعض المواطنين لحوادث وحتى حالات وفاة، على الرغم من التحذيرات المتكررة.
في صباح اليوم، تساقطت أمطار رعدية غزيرة مصحوبة بحبات البرد في مناطق واسعة من شمال العاصمة عمان والمناطق الجنوبية، وحرصا على سلامة الطلاب وتجنب وقوع حوادث، قررت بعض مديريات التربية في المملكة تعطيل المدارس في هذه المناطق.
مستشار الأرصاد الجوية لـ"طقس العرب" جمال الموسى يؤكد أنه في هذا الوقت من السنة يمكن حدوث ظروف جوية مماثلة، ولكنها نادرة وغير متكررة، مشيرا إلى أن حالة عدم الاستقرار الجوي الحالية تترافق مع تداخل كتلة هوائية دافئة وكتلة هوائية نسبيا باردة في طبقات الجو العليا.
بدأت المملكة تتأثر تدريجيا بالمنخفض الخمسيني خلال اليومين الماضيين، مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة، وبسبب وجود حوض علوي بارد في طبقات الجو العليا، نشأت حالة عدم استقرار جوي تأثرت بها المناطق الجنوبية، والجنوبية الشرقية، والشرقية، وانتقلت بعض التأثيرات إلى مناطق في العاصمة عمان، وتشير التوقعات إلى استمرار حالة عدم الاستقرار الجوي، بحسب الموسى.
وتكون درجات الحرارة العظمى في حدود 22 إلى 23 درجة مئوية، والصغرى تتراوح حوالي 18 درجة مئوية، والأجواء معتدلة من حيث درجات الحرارة، لكنها غائمة جزئيا، مع تساقط زخات رعدية من المطر التي قد تصحبها أحيانا حبات برد غزيرة.
Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · جمال الموسى يوضح حالة الطقس وأسباب حدوث مثل هذه الظروف الجوية التي تسببت حالة عدم الاستقرار الجوي
حبات برد تسبب خسائر
تفاعل العديد من النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع صور تم التقاطها بواسطة المواطنين، تظهر حبات البرد ذات الحجم الكبير، واصفين اياه بغير المألوف في هذا الوقت من السنة، مما أثار استغراب الكثيرين.
وفي هذا الصدد، يشير المختصون إلى أن زيادة حجم حبات البرد يعود إلى نوع معين من السحب المعروف بالركام الطبقي، تتميز هذه السحب بقاعدة منخفضة وقمة مرتفعة، وتحتوي على تيارات هوائية صاعدة وهابطة، يحدث تحويل قطرات الماء داخل هذه السحب نتيجة للارتفاع والصعود داخل السحابة، مما يؤدي إلى زيادة حجم حبات البرد.
يشدد الموسى على أن حجم البرد بهذا الشكل الكبير يشكل خطرا كبيرا على المشاة وزجاج المركبات، ويمكن أن يتسبب في تكسير الأشجار وتهديد المزروعات وحركة الطيران، محذرا من امكانية تكراره خلال استمرار تأثير المنخفض الجوي.
وأحدث تساقط البرد خسائر مادية في الممتلكات، بما في ذلك السخانات الشمسية ووحدات توليد الطاقة الشمسية وزجاج المركبات والأثاث المنزلي، كما تم توثيق ذلك من خلال الصور التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
رغم التحذيرات، ولكن
على الرغم من التحذيرات المتكررة ورفع حالة الطوارئ المتوسطة في المملكة بسبب حالة عدم الاستقرار الجوي، إلا أن العديد من الأشخاص تعرضوا لتداعيات الفيضانات وحوادث الغرق، مما أدى إلى وقوع حالات وفاة وفقدان لأشخاص.
كما قررت بعض مديريات التربية تعليق الدروس في المدارس بسبب سوء الأحوال الجوية، بهدف ضمان سلامة الطلاب، وفقا لوزارة التربية والتعليم.
في جهود إنقاذية، تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ أطفال عالقين في مدرسة في عمان صباح اليوم، حيث تم إخراج جميع الأطفال بسلام.
كما استجابت فرق الإنقاذ في الدفاع المدني وشرطة العقبة لبلاغ يفيد بانجراف مركبة تحمل شخصين داخلها بعد أن تعرضت للسيول في منطقة الشامية بمحافظة العقبة،بينما لقي شخص آخر حتفه بسبب الغرق أمس في نفس المحافظة بعد أن جرفته السيول.
تلقت غرفة عمليات شرطة الزرقاء بلاغا إلى مديرية الأمن العام يفيد بفقدان طفل بسبب السيول في منطقة السخنة.
وتحث مديرية الأمن العام على أخذ الحيطة والحذر من احتمالية حدوث فيضانات، خاصة في مناطق جنوب وشرق المملكة، وتؤكد على ضرورة الابتعاد عن أطراف الأودية ومناطق تجمع المياه، وعدم المجازفة بعبور الطرق سواءً سيرًا على الأقدام أو بالمركبات في حالة ارتفاع منسوب المياه.
وتحذر المديرية أيضا من تدني مستوى الرؤية بسبب الغبار الكثيف، وتشدد على ضرورة القيادة بحذر والامتناع عن السرعة الزائدة، وحفظ العلاجات اللازمة للأشخاص الذين يعانون من أمراض العيون والجهاز التنفسي والربو والحساسية.