جمعية مناهضة الصهيونية : التسوية مع "الاحتلال" مضيعة للوقت
"ما بنترك غزة حتى آخر نفس فينا" هذه العبارة أصبحت مألوفة لدى العديد من المتابعين لأحداث غزة، نظرا لتداولها بين سكان القطاع الذين يواجهون محاولات إفراغ غزة من سكانها من قبل السلطات الإسرائيلية بالتعاون مع الولايات المتحدة، فهذا الإصرار هو بمثابة رسالة لإسرائيل بأنهم لن يتخلوا عن أرضهم.
رغم استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والتي أدت إلى استشهاد الآلاف من سكان القطاع، إلا أن أهالي القطاع مصممين على عدم ترك أرضهم، رغم تصاعد الأحداث وعمليات القصف المتواصلة من قبل الاحتلال لليوم الثالث عشر على التوالي منذ بدء معركة "طوفان الأقصى".
محاولات اسرائيل تنفيذ خططها بإجبار السكان على التوجه نحو الحدود الجنوبية، يرفضه الأردن ومصر، محذرين من تهجير الفلسطينيين، مشددين أيضا على أن هذا الأمر لن يتم قبوله، وأن ملف التهجير خط أحمر.
ويبقى للمقاومة موقفا ثابتا رافضا لدعوات إسرائيل بتهجير سكان غزة إلى سيناء، وهو ما يؤكده رئيس حركة حماس اسماعيل هنية بقوله" أن أهل غزة متجذرون في أرضهم، متمسكون بوطنهم، ولن يخرجوا من أرضهم ولن يهاجروا، وإن هذا الموقف يعكس قوة إرادة الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه".
نائب رئيس جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية راكان محمود يشير إلى أن الاحتلال الاسرائيلي يسعى إلى تنفيذ تطهير عرقي جديد من خلال استمراره بعمليات الحروب والضغوطات، معتبرا أن الحلول السياسية قد تكون وهمية وأنه يجب على الشعب الفلسطيني الاعتماد على المقاومة بدلا من القانون الدولي.
ويشير محمود إلى أن الموقف الأردني والمصري يعكس تضامنا حقيقيا مع الشعب الفلسطيني ورفضا للتهجير، رغم الضغوطات الشديدة والابتزاز الأمريكي على الدولتين، كما أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ويعتبر الهجرة القسرية خيارا غير مقبول، وأن المقاومة الوسيلة الوحيدة للتصدي للضغوط والهجمات الإسرائيلية والحفاظ على وجودهم على أرضهم، بحسب محمود.
ما قامت به إسرائيل خلال مدة 75 عاما من الاحتلال، يبين تصاعد التطهير العرقي والتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وما يجري في حربها على قطاع غزة لا يمكن أن يتكرر بالمطلق، كأحداث النكبة عام 1948، والتي لم تكرر بذات الطريقة في عام 1976، بحسب محمود.
كافة الاتفاقيات مع إسرائيل فاشلة
قبل 43 عاما، في عام 1978 تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن برعاية الولايات المتحدة، كانت هذه هي أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودول عربية، ومع ذلك، فقد أسفرت عن فشل بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني واستمراره في ممارساته القمعية في دولة فلسطين.
مرت ايضا 30 عاما على اتفاقية اوسلو، ومع ذلك، يرون المحللين السياسين بانها فشلت بتحقيق السلام، بسبب مضاعفة المستوطنات في الضفة الغربية واستيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، وهدم المقرات الامنية، واستمرار اعتقال الاسرى، وهذا الأمر يتعارض مع بنود الاتفاقية.
وبالنسبة لمعاهدة السلام بين إسرائيل والأردن عام 1994، فقد فشلت أيضا بسبب استمرار إسرائيل في ارتكاب جرائمها ضد الشعب الفلسطيني وعدم احترامها للمعاهدات والاتفاقيات والقوانين الدولية، وسط مطالبات شعبية وحزبية بوقف العمل عليها.
الوعي الشبابي السياسي
حماية التاريخ وسجله من الأحداث الجارية بحق الشعب الفلسطيني بدءا من النكبة في عام 1948، أسس موقع فلسطين في الذاكرة للحفاظ على ذاكرة النكبة الفلسطينية من خلال توثيق 600 مقابلة تتضمن قصصا وشهادات شخصية لأولئك الذين عاشوا تلك الأحداث الصادمة وتداعياتها، و تلعب هذه المقابلات دورا حيويا في توثيق التاريخ ونقله للأجيال الصاعدة، مما يمكن الشباب من فهم الحقائق والأحداث التاريخية بشكل أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت مبادرة شبابية أردنية تسمى "أردنيون مع فلسطين" التي تهدف إلى دعم الموقف الملكي وموقف الشعب الأردني تجاه القضية الفلسطينية، و تسعى إلى مكافحة انتشار الشائعات والتشكيك في المواقف الثابتة للأردن تجاه القضية الفلسطينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال توضيح الحقائق بشكل قانوني بالاستناد إلى القوانين الدولية.
وتقول احدى مؤسسات المبادرة والناشطة الشبابية والسياسية الدكتورة ختام العبادي بأنه في ظل الأحداث الصعبة من اعتداء الصهيوني على قطاع غزة ارتأى الشباب عمل هذه المبادرة حتى نواجه الحرب الإعلامية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.
وتوضح العبادي أن المبادرة تقوم بتسليط الضوء على جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والمعاناة التي تعانيها غزة والضفة الغربية. وتضم المبادرة ما يقارب من 600 شاب ملتزمين بالعمل لنشر الوعي السياسي والثقافي بين الشباب، وهم يستجيبون للتحديات السياسية الراهنة في المنطقة.
هذا وشارك الآلاف من الشباب في العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام السفارة الاسرائيلية وفي مناطق مختلفة، للتعبير عن ارائهم بشأن الأحداث السياسية التي نشأت جراء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة ، وهذا يشير إلى مدى وعي الشباب بالقضية وتفاعلهم مع التطورات الجارية.