جمعية أسر أحادية الوالدين ..هوية للمنفصلين والأرامل

جمعية أسر أحادية الوالدين ..هوية للمنفصلين والأرامل
الرابط المختصر

"أصبح لنا وطن"، هذا ما قالته سلوى الريس رئيسة جمعية "أسر أحادية الوالدين"، التي عملت جاهدة منذ توليها إدارة الجمعية للحصول على مقر خاص بالجمعية، لتنظيم اللقاءات والنشاطات بين الأعضاء، بعد عشرة أعوام من تأسيس الجمعية.

فلم تستطع الجمعية، التي تأسست عام 1999، الحصول على مقر لها لمزاولة أنشطتها، لضيق أحوالها، إلا بعد عشرة أعوام، وفي آب الماضي تحديدا.

وجاء تأسيس المقر في جبل عمان، بتمويل ذاتي من قبل الأعضاء، ويسعى القائمون على الجمعية للحصول على تمويل من وزارات التنمية الاجتماعية، والتخطيط والثقافة، واتحاد الجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى البنوك والمؤسسات الكبيرة.
 
وأوضحت الريـس، لعمان نت، آثار وجود مقر للجمعية على أدائها، فقد كان هنالك " استهجان واضح لفكرة الجمعية لأنه لم يكن لدينا أي مقر خاص بنا حيث كانت أغلب اللقاءات تتم في الأماكن العامة، مما أدى إلى إضعاف فكرة الجمعية، ولكن بعد استلامي الإدارة، أقسمت بأن يكون لدينا مقر خاص حتى تـستمر الجمعية بعملها".
 
وأضافت أن الجمعية ستبدأ، بعد اتخاذ المقر، بإجراء نشاطات مستقبلية تركز على الأطفال وذلك من خلال تجهـيز غرفة خاصة بكل الأدوات المساعدة لثقافة الطفولة والتوعية، والتركيز كذلك على الأهالي من خلال القيام بندوات علاجية نفسية للمتضررين من أثر الطلاق والترمل، بالإضافة إلى عمل رحلات ترفيهية حتى يشعر الأطفال أن هناك آخرين يشاركونهم ذات المعاناة".
 
الجمعية التي تضم 40 عضوا، يتركز اهتمامها بالأساس على الأطفال الذين ترعرعوا في ظـلّ خلافات عائلية، حتى لا يشعروا بالضعف والهوان جـرّاء الطلاق أو وفاه أحد الوالدين.
 
ومارست الجمعية، منذ تأسيسها نشاطات عدة من خلال تنظيم رحلات ترفيهية ونشاطات اجتماعية لأعضائها، بالإضافة إلى أنها وفقت "رأسين بالحلال" بين أعضائها.
 
محمد عطية، احد مؤسسي الجمعية، وبعد مضي خمس سنوات على وجوده عضوا بالجمعية، تكللت جهوده بالارتباط بشريكة حياته التي كانت هي الأخرى عضوا فيها وظروفها مشابهة لمحمد، حيث أثمر زواجهما عن طفل أسمياها عمر، وهما الآن يعيشان حياة سعيدة، على حد وصف محمد.
 
ويضيف عطية،" الهدف من الجمعية هي للآباء والأمهات الذين يقومون بتربية الأطفال دون الطرف الآخر، وهي ليست للمطلقين والأرامل الذين ليس لديهم أطفال، فالجمعية ساعدت المرأة المطلقة كثيرا، لأن المجتمع ينظر إليهم نظرة سلبية فقد أشعرتهم أن هناك آخرين بذات الوضع، فضلا عن أن هدفنا الرئيس مساعدة الأطفال الذين يعتبرون أكثر طرف متأثر بموضوع الطلاق".
 
جمانة، انضمت إلى الجمعية بعد قراءتها لتقرير أخباري بوسائل الإعلام، وبعدها بدأت بمسيرة البحث عن العنوان وتفاصيل الجمعية، وتضيف،" سعيدة جدا بانضمامي إلى هذه الجمعية فظروف الأعضاء مشابهة لظروفي لذلك لم اشعر بالاختلاف، فتألفت سريعا مع الأعضاء وكونت صداقات مختلفة وشعرت بالأمان كون هناك أشخاص قادرين على فهمي".
 
محمد مصلح هو الآخر انضم إلى الجمعية منذ ما يقارب الخمسة سنوات بعد أن فشل زواجه وخسر العديد من الأصدقاء جراء الانفصال، فوجدت ضالته بالانضمام إلى جمعية يشاركه فيها الأعضاء ذات الهم، ويضيف،" قررت الانضمام إلى الجمعية لأنني أعجبت بأجوائها شعرت أنني داخل أسرة واحدة تتشارك ذات الهموم و المشاكل فوجدت أسرة جديدة استطيع أن أتواصل معهم".
 
جمعية أسر أحادية الوالدين جاءت على غرار الجمعيات الموجود في الخارج التي تعنى بهذه الفئة وبنظرة المجتمع إليهم، وبحسب القائمين عليها لن تقتصر على فئة محددة من فئات المجتمع بل سوف تسعى إلى ضم كافة الفئات التي تعاني من الطلاق والترمل. 
 
وعن أهداف الجمعية الأساسية، أوضحت الريـس، أن فكرة الجمعية جاءت نتيجة حالة الضياع التي يعيش فيها كل شخص تعرض للانفصال أو الترمـل، فضلا عن نظرة المجتمع للمطلـّـقة، حيث سنعمل من خلال الجمعية على مساعدة المطلقين بلـمّ شملهم من جديد وخصوصا إذا كان هناك أطفال متضررون من الانفصال".