جرش المهرجان: عرس للجيران وليس للسكان

الرابط المختصر

لم تقف أزمة المهرجان الأردني الأول عند ضعف فعالياته وإدارته والإقبال عليه، بل تجاوزت ذلك لتمر على سكان وأهالي محافظة جرش والذين طالبوا إدارة جرش أن يكونوا مشاركين فيه بالدرجة الأولى.ومع انتهاء المهرجان بنسخته الفضية، برزت مطالبات مختلفة إما بإنهاءه أو تسليمه إلى قطاع خاص يرعاه ويرتقي به إلى مستواه الحقيقي.

ضعف وقلة فرص العمل
مواطنو جرش هم أول الخاسرين في المهرجان، فهم على الرغم من اعتيادهم على المهرجان السنوي، إلا أنهم طالبوا بأن يكون لهم دور أكبر فيه ومشاركة في إدارته أيضاً.
 
وأرجع المواطن أحمد الخزاعلة أسباب قلة الإقبال على المهرجان وتأثير ذلك على السكان إلى مشكلة المواصلات والطريق الوعرة إلى جرش وأضاف "عروض المهرجان هذه السنة جميلة وحضر نخبة من الفنانين على رأسهم الفنان عمر العبداللات، لكن المشكلة بنظري هي الطريق والمواصلات".
 
وبرأيه فإن شباب محافظة جرش هجروا المهرجان ولم يعودوا يعملون به لأنه "لم يعد يعود عليهم بالمردود المطلوب"، وأكد أن كثير من الشباب الذين اعتادوا على البيع والتجارة في المهرجان مثل بيع الشاي والقهوة وغيره من المواد السياحية وحتى السائقين لم يعودوا للعمل فيه وصاروا يبحثون عن مصدر رزق آخر.
 
وأشار المواطن رسمي العتوم والذي يقطن بالقرب من موقع المهرجان بأنه "لم نحس بالمهرجان سوى في آخر ليلة والتي أحياها الفنان الأردني عمر العبداللات، لكن الحضور كان ميتا في باقي الأيام لدرجة أننا لم نحس بالمهرجان مثل كل عام".
 
وحول مدى استفادة الناس من المهرجان، وقال "لم يستفد من أهالي جرش سوى السائقين الذين كانوا يقلون الحضور والزائرين بالأجرة من والى خارج جرش وغير ذلك فلم يكن للشباب أي فرص عمل لا للبائعين ولا لغيرهم بسبب قلة الإقبال".
 
مشاركة المجتمع بإدارته
وانتقد الصحفي أحمد عياصرة فقدان المؤسسة التدريجي للمهرجان، وقال: "مهرجان جرش تظاهرة ثقافية فنية يطمح كل فنان أن يتخرج من مهرجان جرش، لكنه حتى هذه اللحظة فقد الإدارة المؤسسية، وكل سنة يفقد جزءا من جمهوره والإقبال عليه".
 
وبالنسبة لإقبال الناس عليه أعاد الضعف إلى الواقع الاقتصادي والذي يحتم على المواطن أن يوفر لقمة العيش لأبنائه أكثر من التركيز على الجانب الترفيهي فهو يحتاج إلى توفر راحة البال والمادة أيضا".
 
وطالب العياصرة بإعادة النظر في هذه التظاهرة وأن يتفاعل المهرجان مع المجتمع المحلي بحيث يكون ايجابيا لصالح المواطن، وتابع قائلاً "مثلاً بعض الفعاليات مثل المسرحيات والحفلات نقلت إلى العاصمة عمّان فما الفائدة، فإما أن يكون المهرجان متنقلا وأما أن يكون ثابتا فمثلاً مسرحية عادل أمام كان أهالي جرش يودون حضورها لكنهم لم يتمكنوا من ذلك لأسباب مادية، وهذا الجانب أيضا اخذ جزءا من جمهور المهرجان".
 
وحول تساؤل "لماذا لا يتفاعل المجتمع الجرشي مع المهرجان" أجاب عياصرة "لأنهم صاروا يعتبرونه عرسا عند الجيران، والأهالي يعانون وقت المهرجان من انقطاع الكهرباء والمياه وإغلاق بعض الطرق وغيره من المشكلات الأخرى المرافقة".
 
ودعا إلى ضرورة الاستفادة من ريع المهرجان لصالح الخدمات المقدمة في المدينة..عندها "قد" تتغير نظرة الجرشيين للمهرجان، فالمواطن الجرشي ليس له أي مميزات يحصل عليها ولو في مساحة بسيطة لعرض منتجاتهم أو أن يكون لهم أسعار منافسة أو خصم تشجيعي أو مجموعة من الحوافز".
 
ويطمح عياصرة أن يكون أهالي جرش جزءً من إدارة المهرجان.
 
وعود البلدية
رئيس بلدية جرش الدكتور رضوان الشاعر فقدم وعودا في الأعوام القادمة بتطوير علاقة أهالي جرش مع إدارة المهرجان "معنويا واقتصاديا"، ونقل مطالبات المجتمع المحلي للمهرجان من خلال اجتماع اللجنة الوطنية العليا له.
 
وبكون رئيس بلدية جرش عضو في إدارة للمهرجان أضاف "أعد أن يكون هناك مردود مادي من خلال الفعاليات التجارية والاقتصادية".
 
ونفى أن تكون أمانة عمان ستقوم بإدارة عملية نظافة المدينة، وأكد أن بلدية جرش قادرة على ذلك في وقت المهرجان ما دامت قادرة عليه في غير وقت المهرجان.
 
وأشار الى أن القوات المسلحة والأمن العام تقوم بالعمل في المهرجان مجاناً، لكنه قال "سوف نطرح في الاجتماعات وجهات نظر الأهالي، والإدارة سوف تكون تواقة لتقديم الأفضل لهم بطريقة أو بأخرى لكن ضمن آلية معينة".
 
وأضاف "في الأعوام المقبلة سوف نكون أعددنا مبكراً للمهرجان مع القائمين عليه لتطويره بما فيه صالح أهالي جرش والمهرجان".
 
وأمام هذه الوعود فإن أهالي جرش سوف يبقون تحت رحمة الانتظار حتى العام المقبل لتقييم مدى الاستجابة لمطالباتهم، حتى يتم ذلك على أرض الواقع أو أن لا يتم.

أضف تعليقك