تواصل عمليات الاعتداء على الشاحنات الأردنية في العراق

الرابط المختصر

لا تزال عمليات خطف السائقين الأردنيين في العراق مستمرة في ظل عدم منع دخولهم إلى الأراضي العراقية, حيث أظهرت أرقام صادرة عن نقابة أصحاب الشاحنات أن 62 حالة اعتداء ونهب وسرقة تعرضت لها الشاحنات خلال مدة زمنية لم تتجاوز الشهر مع اعتداءات وخطف يتعرض لها السائقون. البحث عن مصدر رزق مغر, ومغامرة يكتنفها الخطر قد تنجح, هي الأسباب التي تدفع السائق الأردني إلى الذهاب للعراق, أحمد غيث أحد السائقين الأردنيين الذي أغرتهم المبالغ المالية الكبيرة التي سيقبضها في حال توصيله لبضائع إلى العراق يقول لعمان نت " أضع روحي على كفي حينما أسافر إلى العراق, رغم اعتداءات كثيرة يتعرض لها السائق الأردني هناك, والدافع لذهابي هو ألف أو خمسمائة دينار التي أقبضها عند كل سفرة, فمن حق أطفالي الأربعة أن يتعلموا ويأكلوا ويلبسوا كبقية أقرانهم وهذا ما يدفعني للمغامرة".



ويضيف غيث أنه ينقل بضائع تحتوي على الماء والمعلبات إلى المناطق المنكوبة في العراق عن طريق اليونيسيف إلا أن بعض العراقيين يعتقدون أن السائق الأردني متعاون مع الاحتلال ويحّمل له بضائعه وأن البضائع تابعة للأمم المتحدة.



السائق خميس أتفق مع غيث حول المبالغ المادية الكبيرة التي تعرض على السائق البسيط الذي يجد في مبلغ 500 دينار الشيء الكبير, ويقول "مبلغ مئة دينار يغري السائق فما عساه يفعل عندما يُعرض عليه مبلغ 1000 دينار".



ويتحدث خميس عن حادثة حصلت مع أبن عمه الذي كان متواجدا في منطقة حرب حيث أصيبت الشاحنة بقذيفة "آر بي جيه" وأصيب بالتالي الساق بجروح بالغة.



ونفى خميس أن تكون دوريات أمريكية تشرف وتسير مع الشاحنات الأردنية من أجل حمايتها, ليروي أحمد غيث تفاصيل إحدى سفراته قائلاً " في إحدى سفراتي إلى العراق كنت متجها إلى البصرة حيث وضح له صاحب البضائع المحملة ان الدوريات الأمريكية سترافق الشاحنات عند آربيل في العراق من أجل تزويدهم بالديزل وتأمين الحماية لهم من قّطاع الطرق إلا أن كل ذلك لم يحدث حيث أن شاحنتان سرقتا أما عيوننا وجرد السائق من كل الوثائق والأموال التي كانت بحوزته".



وحول التفاصيل... يشير غيث إلى أنه شاهد في إحدى سفراته شاحنتان أوقفتا من قبل عصابة مكونة من عدة رجال وتم تنزيل السائقين وتفتيشهم وضربهم وأخذ كل ما بحوزتهم وإزالة النّمر الأردنية عن الشحنتان ووضع نمر عراقية دون أي ردة فعل من السائقين خوفا من القتل.



نقيب نقابة أصحاب الشاحنات الأردنية إبراهيم الغزاوي قال إن الأرقام المتوفرة لدى نقابة تفيد بأن حوالي 63 شاحنة أردنية تعرضت للسلب والنهب والاعتداء على صاحبها في العراق والعدد يتزايد يوما بعد يوم.



ودعا النقيب السائقين إلى عدم السفر إلى العراق خوفا على حياتهم لأن الحكومة غير مسؤولة عنهم طالما دخلوا أراضي العراق, قائلا إننا وجهنا دعوات إلى جميع سائقي الشاحنات كي لا يسافروا إلى العراق وان لا تغريهم الأموال.



ويعتبر قطاع النقل الأردني من أكثر القطاعات تضررا من الحرب على العراق حيث تراجع حجم العمل في قطاع الشاحنات خصوصا بعد تكثيف الهجمة عليها من السارقين والمجرمين بشكل كبير.



ويبلغ عدد أسطول الشاحنات الأردنية 11262 شاحنة كان أغلبها يعمل على نقل النفط الخام من العراق إلى الأردن, إلا أن الحرب على العراق أثر كثيرا بحيث تراجع حجم العمل بنسبة 95%.



وأكد النقيب أن أكثر الشاحنات الأردنية المتجهة إلى العراق يرافقها دوريات من الأمن الأمريكي إلا أن بعضهم دون حماية وهنا يحدث الاعتداء وبالتالي الخطف والقتل.



يذكر أن مركزا للتفريغ والتحميل أقيم مؤخرا في منطقة طريد الكرامة حيث يعمل على إيصال بضائع الشاحنات الأردنية إلى المركز ويقوم بالتالي المركز على نقلها داخل العراق دون حاجة لدخول الشاحنات وذلك لحماية السائقين من النهب والتعرض للخطر داخل العراق.

أضف تعليقك