تقرير عبري ترجمه الصحفي يحيى مطالقة
قال تقرير عبري إن القتال في مراكز المقاومة في قطاع غزة أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، وذلك لعدة أسباب، بعضها لا يخضع لسيطرة قوات الجيش، ولكن كان من الممكن منع بعضها، ومن أهمها مقاتلو حماس الذين يسندون ظهورهم إلى الجدار في شرق جباليا وشرق الشجاعية، وتجمعهم في هذه المناطق قادمين من أحياء أخرى في مدينة غزة، وخاصة من جميع أنحاء شمال قطاع غزة.
وأضاف أن معظم مقاتلي كتائب القسام الذين دافعوا عن الأحياء في مدينة غزة وشمالها وبقيوا على قيد الحياة، خلعوا بزاتهم العسكرية وأحذيتهم، وتركوا العبوات الناسفة والأسلحة في المنازل التي كان من المفترض أن يعملوا منها، واندمجوا في صفوف السكان المدنيين واتجهوا معهم إلى الجنوب عندما أتيحت لهم الفرصة عبر الممرات الإنسانية. ومن ثم التحقوا بجبهات القتال مجددا مشبعين بالحماسة الدينية والكراهية لليهود، وتدفقوا عبر الأنفاق إلى الضواحي الشرقية لمخيم جباليا للاجئين والشجاعية. وانضموا إلى الأفواج المحلية، وكانت الخيارات أمامهم هي الخروج من فتحات الأنفاق والقتال.
حرب الأنفاق وفتحاتها
وبحسب التقرير الذي أعده المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، رون بن يشاي، يواصل المئات منهم العمل بالطريقة التي طورتها حماس للقتال من الأنفاق وفتحاتها. ويتركون بعض الملاحظات فوق السطح، والتي تخبرهم بمكان تواجد قوات الجيش الإسرائيلي، وخاصة الدبابات وناقلات الجنود المدرعة، التي يسهل رصدها من مسافة بعيدة ومعرفة الاتجاه الذي تتحرك فيه. كما أنهم يسمعون تحت السطح هدير محركات الآليات الثقيلة للجرافات والدبابات، ويعرفون بشكل أو بآخر من أي فتحة يمكن أن يخرجوا منها لفترة قصيرة بقذائف "آر بي جي" ومتفجرات لمحاولة ضرب قوات الجيش الإسرائيلي، وثم يعودون تحت الأرض على أمل ألا يتم ملاحظتهم أولاً بواسطة طائرة إسرائيلية بدون طيار أو دبابة بالمنظار.
أضرار جسيمة
وقال بن يشاي إن "أسلوب القتال هذا أدى إلى إلحاق ضرر جسيم بقوات الجيش الإسرائيلي، لأنه في عدد كبير من الحالات، تنجح الطائرات بدون طيار مع المزيج من المشاة الذين يتحركون مع الدبابات والقوة النارية المتفوقة، في القضاء على جزء كبير من هذه الفرق قبل أن يتمكنوا من فعل أي شيء. حتى لو نجح مقاتل حماس في إطلاق قذيفة "آر بي جي" على دبابة أو مدفع مضاد للدبابات، فعادةً يظهر ذلك بوضوح في مقاطع الفيديو التي تنشرها حماس نفسها لرفع الروح المعنوية بين مقاتليها".
وأضاف أن "الذي يجعل قوات الجيش الإسرائيلي أن تدفع ثمناً باهظاً في الخسائر، هو الفخاخ والعبوات الناسفة الموجودة في المنازل، وحول الفتحات وداخلها، والتي تم وضعها بالمئات والآلاف ليس فقط في شمال قطاع غزة ولكن أيضًا في الجنوب، وتحديدا في منطقة خان يونس التي يغلب على طابعها الأراضي الزراعية المفتوحة، والتي تخلق وهمًا بالأمن والسيطرة لجنود الجيش الإسرائيلي الذين يسيرون في الميدان. حيث يتم رصدهم عن بعد من قبل عناصر حماس المتواجدين على أسطح المنازل، ويقومون بتفجير الصواعق عليهم بالأسلاك الكهربائية، ومن قبل النساء اللاتي ترسلهن حماس إلى الشوارع والأزقة كمراقبات ومنذرات".
ووفق رون بن يشاي، لم يقم الجيش الإسرائيلي حتى الآن بتطوير طريقة جيدة بخلاف "التدمير الأولي" لتحديد مواقع العبوات الناسفة وتحييدها. لأن القدرة على تجنب دخول موقع العبوات الناسفة أو المنزل المحاصر تعتمد إلى حد كبير على حواس وخبرة قائد القوة والانضباط العملياتي لجنوده. ومعظم ضحايا مواقع العبوات الناسفة هم من جنود الاحتياط، وهذه الحقيقة تتطلب أيضًا إجراء تحقيق لفهم جذورها.
إصابات بالعمى
ومن بين مئات الجرحى من الجيش الإسرائيلي، هناك العديد ممن تضررت أعينهم بسبب شظايا المتفجرات التي انفجرت بالقرب منهم أو بسبب الرذاذ الذي تطاير من الجدران أثناء قيامهم بتطهير المنازل من النيران. وكان من الممكن منع ذلك لو أن الجنود حرصوا على ارتداء النظارات الواقية أثناء العمليات (وهذا بالطبع بشرط أن يزودهم بها الجيش الإسرائيلي)، بحسب التقرير.
واختتم بن يشاي قائلا إن "الحاجة إلى تطوير طريقة عمل أكثر حماية في منطقة مشبعة بالعبوات الناسفة وفتحات الأنفاق لا تتعلق فقط بالمرحلة الحالية من الحرب المكثفة. وحتى في غضون أسابيع قليلة، بعد أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتخفيف قواته في قطاع غزة والانتقال من السيطرة العملياتية على السطح إلى تفكيك البنية التحتية تحت الأرض وغيرها من البنية التحتية لحماس، سيستمر مقاتلو حماس في الخروج من فتحات الأنفاق وستظل العبوات الناسفة تشكل أداة، ولذلك فمن المفيد إيجاد حل معقول لهذه المشكلة من شأنه أن يقلل من الثمن الذي تفرضه".