تقديرات تبين أن العلاقات الإسرائيلية الأردنية تشهد صراعا.. وسياسيون يؤكدون عكس ذلك
التقى الملك عبدالله الثاني برئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد، للتباحث في عدة ملفات هامة لعل أبرزها تصاعد التوترات السياسية في الضفة الغربية.
ويعد هذا اللقاء الثاني، بعد أن قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بزيارة الملك عبدالله الثاني في القصر الملكي في عمان قبل نحو شهرين.
وتحدث لابيد والملك خلال لقائهما، حول ضرورة تهدئة الأوضاع الميدانية قبيل حلول الأعياد اليهودية، والتي ستبدأ مطلع الأسبوع المقبل.
المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات يرى في حديث لـ "عمان نت"، أن للملك تأثير مهم على السلطة الفلسطينية، متوقعا أجندة اللقاء ربما لا تعجب الجانب الأردني.
ويشير الحوارات إلى أن هناك تغيرات قد حصلت خلال الفترة الاخيرة، بملف التنسيق الأمني والسلطة الفلسطينية، كعدم تحرك السلطة ضد الهجمات الموجه لإسرائيل مؤخرا، الأمر الذي يعتبره الكيان بالخطير جدا.
وتسعى اسرائيل بتوطيد علاقاتها مع الملك عبدالله الثاني، من خلال إبرام الاتفاقيات التي تمنع هذا التطور بالهجمات من قبل الجانب الفلسطيني، إلا أن الأردن لن يكون وسيطا في هذا المجال على حد قول الحوارات .
وتعد حادثة الغور الأخيرة التي تسببت بإصابة جنود إسرائيليين في إطلاق نار على حافلة في غور الأردن ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى هذه الساعة، بحسب محللين، مؤشرا لضرب الفلسطينيين نقاط نوعية تتعلق بمواقع عسكرية للاحتلال، وهذا الأمر يعيد النضال الفلسطيني إلى المربع الأول، والذي يحقق خسائر كبيرة للإسرائيليين.
العلاقات الإسرائيلية الأردنية تشهد صراعا قادما
التقديرات الإسرائيلية تذهب باتجاه إمكانية أن تشهد العلاقات الإسرائيلية الأردنية صراعا قادما نظرا لجملة من الأسباب، أهمها التوترات في المسجد الأقصى، رغم اعتماد الأردن على الاحتلال في إمدادات المياه والطاقة، ويدفع بعض أوساط الجانبين للحديث عن ما إذا كان قد حان الوقت لإعادة التفكير في العلاقة بينهما، والاستعداد لتغيير جذري فيها.
وتشير هذه التقديرات إلى ما تشهده العلاقات مع الأردن في الآونة الأخيرة، واندفاع بعض المحافل الأردنية للحديث عما تعتبره بدائل اقتصادية متاحة للأردن، بهدف تقليل الاعتماد على إسرائيل، وإعادة النظر في الافتراضات التي شكلت العلاقات بينهما، واقتراح تصورات جديدة تجاهها، في ضوء تغير المواقف والتحولات التي حدثت داخل إسرائيل في ما يتعلق بقضايا العلاقات مع الأردن، وطبيعة الوسائل المتاحة التي يجب أن يتصرف وفقها الأردن.
مدير عام شبكة الاعلام المجتمعي المتخصص بالشأن الفلسطيني داود كتاب يعتبر "أن الأوضاع السياسية في الضفة الغربية تمر بمرحلة صعبة نتيجة زيادة المقاومة في وقت تتزامن به الأعياد الاسرائيلية، والانتخابات المتوقعة خلال شهر تشرين الثاني المقبل".
ويعتقد كتاب "أن ما يتحدث به الاسرائيليين حول رفض الأردن أن يكون وسيطا مع السلطة الفلسطينية غير صحيح، فالموقف الأردني داعم، من خلال تواصله مع القيادة الفلسطينية والحديث عن وقف الاقتحامات للمناطق الفلسطينية واحترام الوضع القائم في الاقصى والوصاية الهاشمية".
"وتسعى الحكومة الاردنية لفتح العديد من القنوات مع دول بديلة عن الاحتلال، في ملف الطاقة والمياه، كما تعد اتفاقية السلام عام 94، من أقوى الأوراق التي تمتلكها الدولة للضغط على الجانب الإسرائيلي"، بحسب كتاب.
Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · داود كتاب : الأردن بيده العديد من الاوراق للضغط على اسرائيل ابرزها معاهدة السلام
لقاء فلسطيني سبق لقاء الملك بلابيد
كان الملك عبدالله استبق لقاءه مع لابيد بلقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيويورك، بحسب بيان للديوان الملكي، نقل فيه "إن القضية الفلسطينية أولوية أردنية، مشددا على مواصلة التنسيق الأردني الفلسطيني على مختلف المستويات، لدعم الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة".
وأضاف الديوان الملكي، أن الملك "لفت إلى ضرورة تكثيف العمل وإدامة التنسيق مع الأشقاء العرب والشركاء الدوليين للدفع باتجاه إيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية".
"من جهته، ثمن الرئيس الفلسطيني الدور الكبير للأردن بقيادة الملك في دعم القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة"، بحسب الديوان.
هذا وتشهد الضفة الغربية منذ مطلع الشهر الجاري حالة من التوتر الشديد و المتصاعد بين الفلسطينيين من جهة والجيش الإسرائيلي والمستوطنين من جهة أخرى.
Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · داود كتاب : الأردن بيده العديد من الاوراق للضغط على اسرائيل ابرزها معاهدة السلام