تقارير تشير إلى تسيير رحلات حج مباشرة من مطار اللد إلى الرياض دون تأكيد رسمي
ظهرت مؤخرا تقارير إعلامية في الصحافة الإسرائيلية تشير إلى وجود اتصالات بين إسرائيل والسعودية لبحث إمكانية تسيير رحلات حج مباشرة بين مطار اللد "بن غوريون" والرياض، ومع ذلك، لم تؤكد السلطات السعودية أو الجانب الأردني صحة هذه الأنباء رسميا.
وتضمنت تقارير الصحف الإسرائيلية، عن وجود تقدم في المفاوضات التي بدأت منذ نحو عام بين إسرائيل والسعودية بشأن تسيير رحلات جوية مباشرة لنقل حجاج مناطق الـ48 إلى السعودية، ويبدو أن السعودية تميل نحو الموافقة على تسيير رحلات جوية مباشرة لنقل الحجاج من إسرائيل.
وذكرت صحيفة "معاريف" في تقريرها صباح الجمعة، أن هذه الاتفاقية قد تتيح للرحلات المباشرة أن تغادر من مطار اللد والذي يعتبر الرئيسي في إسرائيل، أو من مطار رامون في النقب، وهذا قد يعتبر إشارة لاقتراب التوصل إلى اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب.
ومع ذلك، تنفي السعودية في أكثر من مناسبة أنها لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل طالما لا يوجد تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين، كما لم تنضم لمعاهدة إبراهيم التي تم بموجبها تطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين في صيف العام 2020 برعاية أميركية.
منسق الحملة الدولية للدفاع عن القدس، جودت مناع يؤكد لـ "عمان نت" أن الأنباء المتعلقة بالاتصالات السعودية الإسرائيلية لبحث رحلات الحج المباشرة من مطار اللد هي تقارير تم تداولها في الإعلام الإسرائيلي فقط، معتبرا اياها غير موثوقة، مشيرا إلى عدم رصد أي تحرك من الجانب السعودي نحو التطبيع مع إسرائيل.
التقارير الإسرائيلية توضح أن السعودية طلبت من إسرائيل بعض المطالب كشرط للموافقة على هذه الاتفاقية، مثل تعزيز قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية ووجود لها في مدينة القدس على المقدسات الإسلامية والمسيحية، مؤكدا مناع أن هذه الاقتراحات غير واقعية ولن تقبلها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.
ويرى مناع أهمية عدم جعل الدين واجهة للحلول مع إسرائيل، حيث يتحمل الفلسطينيون المعاناة من أجل مصلحتهم الوطنية العليا، وهي تعد مصلحة للسعودية والأردن أيضا.
في الوقت الذي تعبر إسرائيل عن دعمها لحجاج مناطق الـ48، يقوم جيش الاحتلال بطرد المصلين المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين من مقدساتهم، وتمنع العالم العربي من استكمال مناسك الحج في المسجد الأقصى، الى جانب الاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين للمقدسات، خاصة خلال شهر رمضان الماضي.
اثر ذلك على الأردن وفلسطين
وفقا للمتابعين، إذا تم تأكيد صحة التقارير الإخبارية حول الاتصالات الإسرائيلية السعودية بشأن التطبيع، فيجب أن لا يتم إشراك الفلسطينيين في هذه الاتفاقية، خاصة عند الحديث عن رحلات مباشرة من مطار اللد والرياض، لأنه يجب تجنب تحويل العائد المالي إلى عدو يستخدمه لتدمير وجود الشعب الفلسطيني وتدمير مقدساته.
علاوة على ذلك، لن يستفيد الأردن وفلسطين تماما من هذه العوائد، مثل محاولة إسرائيل تشغيل مطار رامون في جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.
من المتوقع أن يؤدي التطبيع السعودي مع إسرائيل إلى فتح الباب أمام دول عربية أخرى، مما يعني انهيار مواثيق الجامعة العربية المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في حين تسعى الجامعة حاليا إلى إصلاح العلاقات الثنائية العربية-العربية.
وتستنكر الحملة الدولية للدفاع عن القدس أي تطبيع يتم خارج الإطار الوطني والمصلحة الوطنية العليا للمثلث الإقليمي المكون من فلسطين والأردن والسعودية، حيث يثق الشعب الفلسطيني على دعم السلطات السعودية في مواجهة استفزازات الاحتلال الإسرائيلي والتصدي للتدخلات في المقدسات الإسلامية والمسيحية.
هذا وكان الملك عبد الله الثاني قد اجرى مناقشات خلال زيارته إلى مدينة جدة خلال شهر رمضان مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول التطورات الإقليمية والدولية، ومن بينها القضية الفلسطينية والأزمات في المنطقة. أكد الملك على أهمية دعم حقوق الفلسطينيين العادلة والمشروعة.
كما دعا إلى تكثيف الجهود العربية والدولية لإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية يمهد الطريق لإعادة الانطلاق في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتحقيق سلام عادل وشامل على أساس حل الدولتين.