تطوير المناهج وتأهيل المعلم جزءٌ من التغيير
توصيات اللجنة الملكية الاستشارية لتطوير التعليم، التي وضعت بين يدي وزارة التربية والتعليم، لامست جزءاً كبيراً من الحقيقة انطلاقاً من رفع سوية المعلم إلى تطوير المناهج،
ولكن هذه ليست الحقيقة كلها؛ فللكثيرين من الخبراء والمعلمين حديث عن ممانعة النظام التربوي والتعليمي للتطوير والتقدم ومنافسة المدرسة الموازية؛ أي الوسائل التعليمية الحياتية المستحدثة
.
فهل ما دعا إليه الملك عبد الله الثاني في رسالته، التي تلاها وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي، على ضرورة أن ينال الطلاب مستويات متقاربة من التعليم تتيح لهم التنافس العادل والمتكافئ من الممكن أن يتحقق في ظل هذا النظام التربوي التعليمي؟.
الكاتب التربوي حسني عايش يرى أنه لا بد من اقتلاع النظام التربوي من جذوره وأن ينتهي دون رجعة؛ فالمدرسة مازالت تعلم بالطريقة التي نشأت عليها قبل مائتي عام "لم يعد الطلاب يحتملون أن سجناء الغرف الصفية لسبع ساعات من التلقين والوعظ وهم يرون مدارس منافسة كالحاسوب والتلفزيون والمول".
محاولات الحكومة لتحسين الواقع التربوي والتعليمي من إدخال أجهزة الحاسوب وعملية التغذية والأبنية الجديدة تضيق الفروق بين المدارس لتحقيق هذا التكافؤ، برأي عايش "ولكن يجب أن يكون التنافس على الإبداع والابتكار من خلال الجماعات وليس من خلال العلامات التي تضع كل طالب في خانة".
من جهته، وافق عضو لجنة التربية والثقافة والشباب في مجلس النواب، صلاح الزعبي، اللجنة بأن تأهيل المعلم هو من أهم الركائز التي ترتقي بالعملية التربوية والتعليمية "فلا بد من إعداد المعلم بما يتناسب مع طبيعة المناهج وخلق شخصية قيادية، إضافة لقدرته على مواكبة المتغيرات".
وقال الزعبي بأن النمطين الحديث والتقليدي في التعليم لهما إيجابيات وسلبيات "رغم نفور الطلبة من النمط التقليدي في التعليم إلا أنه يعلم الانضباط الذاتي في جميع مناحي الحياة بما فيها مقاومة المغريات؛ أما النمط الحديث فرغم جذبه للطلبة وفائدته الكبيرة إلا أنه منفلت ولا يعلم شيئاً فعلياً من الناحية الاجتماعية".
ودعا عايش إلى تعليم نشاطي بعيداً عن الصف لصقل شخصية الطلاب مشيراً إلى وجوب تحول النظام التعليمي إلى ما يسمى "بالأديو تينت"؛ أي التعليم الترفيهي "كل التغيرات التي تحدث شكلية، ولن تجعل المدرسة تنتقل من الشكل الصناعي إلى الشكل المعرفي الحياتي الجديد".
وأضاف الزعبي بأن تطوير المناهج وتعديلها تربك المعلمين وتوقع الطالب في كثير من المغالطات "لا بد من الموائمة بين النمط التقليدي في التعليم وتطور أساليب المعرفة المستندة على وسائل الاتصال، ولكن عملية التطور المستمر لوسائل المعرفة يحتاج تغييراً مستمراً في المناهج وهذا يكلف الحكومة مبالغ طائلة".
رئيس لجنة التربية والثقافة والشباب في مجلس النواب علي الضلاعين قال أن اللجنة "عبر كل التوصيات التي ذكرتها نراها تصب في صالح العملية التربوية" مشيرا إلى جهود اللجنة التي وصلت إلى مثل هذه التوصيات التي تعتبر "في كثير من دول العالم الصناعي ركائز للعملية التعليمية".
وأشارت الورقة التي قدمها رئيس اللجنة الملكية الاستشارية للتعليم الدكتور مروان كمال في اجتماع للجنة بوزارة التربية والتعليم في هذا السياق، إلى أن عدم تأهيل المعلم تأهيلا كافيا، احد أهم الأسباب التي لم تساعد
وبعد المحاولات الحثيثة للاتصال بوزارة التربية والتعليم، رفض كل من أمين وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية والفنية فواز جرادات، ومدير إدارة التعليم في الوزارة محمد العكور، إضافة للناطق الإعلامي وليد الجلاد الحديث عن الموضوع، حيث تذرع أحدهم بأنه لا يملك الصلاحية بالحديث عن هذا الموضوع مرجعاً إياه للوزير، وآخر لا يعلم شيئاً بهذا الخصوص.
هذا وتعنى اللجنة الملكية الاستشارية لتطوير التعليم العام، بإعادة إنتاج الحالة التعليمية بما ينسجم والمتغيرات على الساحتين المحلية والعالمية، وضرورة خلق بيئة تربوية وتعليمية متطورة.
وقدمت اللجنة سلسلة مقترحات وتوصيات، في سياق ما يمكن اعتباره خللا اصاب بعض الحالات التعليمية وواقعها، وسيتم البدء في حل وجود الطلبة الصغار مع الكبار في المدارس ووجود نظام الفترتين وتعيين مدير المدرسة، لتستبدل بأخرى أكثر قدرة على تطوير العملية التعليمية التربوية.
إستمع الآن











































