أثارت استجابة قناة رؤيا مؤخراً لمطالبة عدد من الناشطين بإيقاف برنامج الدكتورأمجد قورشة ردود فعل متباينة حول ما وصف بـ"خطاب الكراهية".
وكان 300 من الاعلاميين والناشطين قد أصدروا بياناً بوقت سابق انتقدوا فيه ما اعتبر تجييشاً وحضاً على العنف من قبل قورشة وعبد الهادي راجي المجالي.
الناشط باسم العقاد يرصد تصاعداً بخطاب الكراهية بوسائل الاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، موزعاً الانقسام إلى اقليمي مناطقي وطائفي.
وظهر اتجاه الاستقطاب الطائفي جلياً بعد أحداث الثورة السورية اقليميا، وتعززت محلياً بعد أحداث المركز الثقافي الملكي واعتداء طاقم السفارة العراقية على مواطنين أردنيين لتحمل لاحقاً أبعاداً طائفية بردود الفعل.
الداعية أمجد قورشة واجه انتقاد كبير حول ما يبثه من خطاب على صفحة الفيس بوك الخاصة به، مبرراً ما ينشره على صفحته حول انتقاد طائفة الشيعة بأنه مجرد تعريف لمفهوم الشيعة، وهو ما يقتضيه الحال بعد توسع المفهوم وتداوله بكثرة بسبب ما يجري من أحداث بالمنطقة.
ومن مقالات قورشة التي أثارت جدلاً حول الشيعة ما كتب تحت عنوان "هل الشيعة مسلمون ؟.. وهل يصلح الـ "Panadol" لعلاج كل أنواع السرطان؟ " ويتناول المقال "قضاء صلاح الدين الايوبي على الفرق الباطنية قبل تحرير القدس".
واعتبر قورشة نفسه من "أكثر الدعاة إلى التعايش الديني" وأنه ليس من دعاة العنف، إلا أن تخصصه بالشريعة والمفارقة بين الأديان يحتم عليه على الدوام الخوض في قضايا التعريفات الدينية لاسيما عندما يوجه له سؤال حول موقف الاسلام من الوهابيين أو الشيعة مثلاً.
قورشة يدافع "ما انشره يأتي من باب التعريف بالمصطلح والمفهوم دون السعي لإثارة النعرات بلا داعي لإيجاد أزمة من لا شيء"، متهماً خصومة سواء من المختلفين معه فكرياً أو من تضرروا من جومه على الفساد المفسدين "بالتصيد في الماء العكر".
لكن العقاد يرد على قورشة "حتى لو تم تكييفه على مبدأ عقائدي، إلا أنه يؤسس لإنقسام طائفي مستقبلاً قد يهدد نسيج المجتمع الاردني، فيصبح الأردن بحاجة لخلق تعايش ما بين المسلم والمسلم بدلاً مما يعيشه اليوم من تجانس بين جميع الطوائف".
من جهته يحمّل عضو اتحاد الشباب الديمقراطي مهدي السعافين رواج خطاب الكراهية لضعف حضور الدولة بالمجتمع، وعدم قدرة خطابها على إقناع الجمهور مما يضطره للجوء الى الخطاب الضيق والاقليمي كبديل عما يجب أن يكون خطاباً جامعاً.
ودعا السعافين الحكومة أو المؤسسات الاعلامية المستقلة الى التوجه للخطاب الوحدوي الذي يؤسس لبيئة متجانسة بين المجتمعات.
ولا يقتصر خطاب الكراهية على التحريض على العنف الطائفي انما يشمل التحريض ضد اللاجئين والعمال والمختلفين بالفكر والسياسة، وبرز كتاب ومذيعون يبثون خطاب الكراهية عبر ما يكتبون و يقدمون في برامجهم مخالفين بذلك أخلاقيات العمل المهني.
قانونياً فإن الدعوة للكراهية وبث الأحقاد بين المواطنين مجرمة في المادة 150 من قانون العقوبات وعقوبته الحبس لمدة 6 شهور إلى 3 سنوات. وهي مجرمة كذلك في المادة 20 من قانون المرئي والمسموع مع عقوبة بغرامات مالية.
كما أن المادة 20 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، الذي وقع وصادق عليه الأردن وصدر في الجريدة الرسمية في عام 2006، حرمت الدعوة للكراهية والتحريض على الحقد بين المواطنين.
ويعرف خطاب الكراهية بأنه الخطاب الذي يدعو إلي أعمال العنف أو جرائم الكراهية، ويوجد مناخاً من الأحكام المسبقة التي قد تتحول إلي تشجيع ارتكاب جرائم الكراهية وعادة ما يستخدم أصحاب ذلك الخطاب أساليب متعددة من جعل الآخرين يشعرون بعدم الأمن، وتشتمل العنف والإيذاء وتدمير الممتلكات، التهديدات، وإطلاق ألقاب غير مستحبة أو إرسال بريد أو التقليل من شأن الفرد.