تخوفات من أمراض معدية أخرى في غزة.. وجهود أردنية لإعمار القطاع الصحي

الرابط المختصر

يتخوف خبراء في القطاع الصحي، من انتشار المزيد من الأمراض والأوبئة بين سكان قطاع غزة،  في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع،  نظرا لاستهداف المنظومة الصحية التي تسببت بانهيار كبير في الخدمات الطبية، مما يجعل السكان عرضة للمزيد من المعاناة والأمراض، وسط جهود أردنية لإعمار القطاع الصحي.

منذ بداية الحرب، تعمل القوات الإسرائيلية على استهداف مختلف المستشفيات في القطاع دون توقف، مما أسفر عن حالة كارثية في البنية التحتية الصحية ، بحجة اتهامه لحماس باستخدامها كمقرات لها ولقيادتها، ووجود الرهائن.

وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مؤخرا من أن هناك انتشارا مقلقا للأمراض في غزة، بسبب الافتقار للصرف الصحي والمياه النظيفة.

وتشير  الأونروا  إلى  أن 4 فقط من المرافق الصحية التابعة لها، من أصل 22 مرفقا، لا تزال عاملة في قطاع غزة، بسبب استمرار قصف الاحتلال الإسرائيلي مؤكدة تضرر 84% من المرافق الصحية بسبب الهجمات الإسرائيلية.

كما حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار الأمراض المعدية في غزة، وأن معدلات الأمراض المعدية آخذة في الارتفاع، حيث لا يزال مئات الآلاف من الفلسطينيين نازحين، ويعيش العديد منهم في ملاجئ ومنشآت صحية مكتظة.

 ومن بين الأمراض التي تنتشر بشكل مقلق، التهابات الجهاز التنفسي العلوي، والإسهال، نصفها بين الأطفال دون سن الخامسة، والإصابات بالجرب والقمل، الى جانب الامراض الجلدية والحساسية مثل جدري الماء، وطفح الجلد، والتهاب السحايا، وغيرها.

 

بيئة مهيأة للأمراض

ويؤكد المدير التنفيذي للأكاديمية الدولية للصحة العامة الدكتور محمد الطراونة، أن الانهيار الذي شهدته البنية التحتية للنظام الصحي أدى إلى خلق بيئة مهيأة لانتشار الأمراض المعدية، مشيرا إلى أن استمرار تعرض المنشآت الطبية ومراكز الإيواء للقصف العسكري، ما يعرض حياة المدنيين للخطر المباشر.

تقديرات وزارة الصحة في قطاع غزة تشير إلى وجود حالات متزايدة للأمراض المعدية، مثل التهابات الرئة والإسهال والأمراض الجلدية والتهاب الكبد الوبائي نوع A، بالإضافة إلى حالات الحصبة وجدري الماء، خاصة بين الأطفال.

ويرجع الطراونة  هذا الوضع الى الاكتظاظ الشديد في مراكز الإيواء، ونقص المياه الصالحة للشرب واللازمة للنظافة الشخصية، وتدمير شبكة الصرف الصحي  وخطوط المياه ونقص الغذاء، وعدم توفر الأدوية العلاجية المناسبة، ساهمت بانتشار الأمراض المعدية،  محذرا من احتمال تفاقم الوضع وانتشار المزيد من الأمراض بسبب استمرار الظروف القاسية المرتبطة بالحروب.

 بحسب تقديرات الأكاديمية الدولية للصحة، فإن البنية التحتية للمستشفيات في قطاع غزة تعرضت لتدمير شامل، حيث يعمل فقط عدد قليل من المستشفيات والمراكز الصحية من بين العديد التي دمرت، وتشير الأرقام إلى أن سيارات الإسعاف والكوادر الطبية تعاني من نقص حاد، مما يزيد من الصعوبات  في تقديم الرعاية الصحية الضرورية للسكان.

 

الأمراض سبب رئيسي للوفيات 

من جانبها تشير أستاذة العلوم السياسية والباحثة في الشأن الفلسطيني الدكتورة أريج جبر الى أن الاحتلال ألحق أضرارا كبيرة في مختلف المستشفيات قطاع غزة، مع تكرار تهديداته المتتالية بالقصف المتكرر على هذه المرافق، وهذا الاستهداف يعد انتهاكا صريحا للقوانين الدولية، مشيرة إلى أن هذه الهجمات تأتي في إطار سياسة الاحتلال لتهجير السكان واخلائهم من مناطقهم، دون مراعاة لحقوق السكان المدنيين.

 بالإضافة إلى ذلك، يعاقب الاحتلال الفلسطيني سكان قطاع غزة عن طريق منع وصول المساعدات الطبية والوقود إلى المستشفيات المتضررة، مما يزيد من الآثار السلبية على المدنيين ويعرقل تلقيهم العلاج اللازم، بحسب جبر.

فيما يتعلق بالأمم المتحدة، حذر مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، من انتشار الأمراض المعدية في القطاع، مشيرًا إلى أنها قد تصبح السبب الرئيسي للوفيات في ظل النقص الحاد في خدمات الصحة العامة.

 وتعكس رفض إسرائيل لفتح حواجز التفتيش في "وادي غزة"، حسب بيان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، استمرار عرقلة توصيل المساعدات الإنسانية الضرورية إلى شمال القطاع، مما يزيد من معاناة السكان ويعرض حياتهم للخطر.

يشير هذا الوضع إلى أهمية العمل الدولي المبكر والفعّال لتخفيف الضغوط الإنسانية وتوفير الرعاية الصحية الضرورية للسكان المتضررين في قطاع غزة.

 

إعادة إعمار القطاع الصحي

في خطوة تضاف إلى مواقف الأردن تجاه ما يجري من كوارث في قطاع غزة نتيجة الحرب الاسرائيلية ، عقد في العاصمة  عمان أمس  المؤتمر الدولي الأول لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة،وناقش المؤتمر ضمن جلسات حالة القطاع الصحي المتدهورة ، والهجوم الذي تتعرض له المؤسسات الطبية ، والتعليمية الصحية في قطاع غزة ، وسبل إعادة إعمارها، وتقديم تقارير ودراسات ميدانية ، وخطط لإعادة بناء وتشغيل القطاع الصحي في غزة.

 ويضيف الطراونة أنهم سيبدؤون في إعداد خارطة طريق تحدد المراحل والأولويات الضرورية، ويحددون ما يجب البدء به من إعادة بناء البنية التحتية، وتدريب وتأهيل الكوادر الطبية على الصعيد النفسي، وذلك ليتسنى لهم العمل بفعالية، وستكون هذه الخطوات محورا للنقاش في المؤتمرات القادمة.

 ويشير الى أن الفريق المتخصص لديه تصور واضح كيف سيتم التعامل على العمل في إعادة إعمار غزة وسيتم إدماج المعنيين في قطاع غزة في هذه المبادرة .

 هذا وناقش المؤتمر حالة القطاع الصحي المتدهورة ، والهجوم الذي تتعرض له المؤسسات الطبية ، والتعليمية الصحية في قطاع غزة، وسبل إعادة إعمارها، وتقديم تقارير ودراسات ميدانية ، وخطط لإعادة بناء وتشغيل القطاع الصحي في غزة .

 وتناول المؤتمر الدور الإنساني الدولي في دعم القطاع الصحي في غزة واهمية اتخاذ كافة التدابير لردع الاحتلال عن العمليات الوحشية التى تمارس بحق الشعب الفلسطيني ووقف الحرب حتى تنفذ خطط إعمار غزة على أرض الواقع بالتعاون مع المؤسسات المانحة والدول الرافضة للوحشية على قطاع غزة .

 هذا ويقدر  اعمار غزة بحوالي مليار ومئتي دولار أمريكي على الأقل  مما يتطلب مساعدة من البنك الدولي ومرونة ومدة طويلة تصل الى ٣ سنوات ومراحل عديدة تعيد سير عمليات المستشفيات.