تحت الحظر 10 : تداعيات أزمة كورونا على عمال الوطن وآليات التعامل مع الأزمة في الأردن

 أوصى تقرير محلي بتزويد عمال الوطن بقفازات لحماية من النفايات غير الآمنة مثل المخلفات الطبية والصلبة المكسورة، وحاويات مختلفة تُفرَز فيها أنواع النفايات حسب نوعها، وتوعية السكان المحليين على وجوب الفرز للتسهيل على العمال أثناء العمل، إضافة إلى عمل فحوصات طبية دورية للعمال بما يضمن استمرارهم بالعمل في ظل المخاطر التي يتعرضون لها، وتزويد العمال بالمعقمات حتى بعد انتهاء الأزمة.

خ

جاء ذلك في تقرير صادر عن تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان بعنوان "تحت الحظر 10 : تداعيات أزمة كورونا على عمال الوطن وآليات التعامل مع الأزمة في الأردن"، الذي رصد خلاله ظروف عمال الوطن في البلديات وأمانة عمان الكبرى من خلال التعامل مع الأزمة، فضلًا عن الوقوف على أبرز ظروف العمل، ودورهم في التصدي لفيروس كورونا المستجد في مناطق مختلفة من وسط وشمال المملكة، وتتمثل المناطق المرصودة ببعض المناطق في العاصمة عمان، وبلدية الظليل، وبلدية الأزرق، والمفرق.

وجاء في التقرير أنه فريق "تمكين قابل 52 من العمال لمعرفة ظروف العمل، وتفاوتت الظروف في الأزمة وقبلها بشكل كبير بين منطقة وأخرى تبعًا للجهة التي يعمل بها العمال وطبيعة التعاقد، وبشكل عام يستحق العمال بعقود ثابتة جميع حقوقهم العمالية حسب نظام الخدمة المدنية، في حين بنطبق على عمال المياومة استحقاق الأجر على عدد الأيام العمل ولا يحصلون على أي من الإجازات أو العطل في الأعياد الدينية والرسمية، وفي الحالتين يُشرَك العمال في الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي. 

 

 

 

 

 

ظروف العمل في فترة أزمة كورونا

وفقا للتقرير بُدأَ العمل في التنظيف والتعقيم على فترتي عمل صباحية ومسائية تستمر كل منها مدة ثماني ساعات يعمل فيها العمال ضمن تدابير مشددة من السلامة العامة بارتداء الكمامات، والقفازات، والمعقمات للاستخدام الشخصى علاوةً على اللباس الواقي والحذاء البلاستيكي في كل من بلديات الظليل والأزرق، حري بالذكر أن العمال يقومون بتغيير القفازات والكمامات كل ثلاث ساعات كما ويتم تغيير الملابس الواقية كل يومين وتوفر البلديات عددًا كافيًا لتلبية الاحتياجات الدورية. وعلى سبيل الحرص على تشارك المسؤولية المجتمعية فقد عملت رئاسة البلديتين على عقد جلسات توعية للعمال للإشارة إلى طرق انتقال الفايروس وضرورة اتخاذ التدابير الواقية، والمسؤولية التي تقع على العمال في تنظيف وتعقيم المناطق والتخلص الآمن من النفايات، ويشرف على هذا الأمر مراقبي العمال للتأكد من حماية العمال والمجتمعات أيضًا خلال التنظيف والتعقيم.

 

وعلى العكس من ذلك وبحسب التقرير يفتقر العمال في كل من المفرق ومناطق الهاشمي الشمالي وجبل الزهور وجبل عمان ومخيم الوحدات في عمان إلى أدوات السلامة العامة، حيث أفاد مجموعة من العمال في الهاشمي الشمالي ويتبعون لأمانة عمان الكبرى عن تزويدهم بكمامة واحدة طيلة فترة ساعات العمل اليومية أما بالنسبة للقفازات فيجري استخدام القفازات القماشية التي كانت تستخدم قبل الأزمة. أما العمال في المفرق فقد زُوّدوا بأدوات السلامة في الثلاث أيام الأولى من فرض حظر التجوال فقط، العمال في المفرقمنهم من الجنسية السورية ويعملون ضمن مشاريع "النقد مقابل العمل" بعقود عمل مؤقتة، والمجموعة الأخرى من الجنسية المصرية ويعملون بعقود تُجدَّد بشكل دوري. كما ولا يزوّد العمال بأي من المعقمات لتعقيم الأيدي.

 

 

 

 

 

وقال التقرير أن العمال الذين يعملون ضمن عقود عمل ثابتة أو مؤقتة، أجورهم في الموعد المعتاد من كل شهر في حين نال العمال من يعملون ضمن برامج النقد مقابل العمل أجورهم للشهر الثالث بموعد متأخر لصعوبة تسليم الرواتب باليد كما جرت العادة قبل الأزمة.

 

مخاطر المهنة في الأزمة

تعتبر هذه الفئة العمالية الأكثر تعرضًا للأمراض بسبب طبيعة العمل، ومن خلال المشاهدات في الميدان والمقابلات التي أجريت مع العمال بغية إعداد هذا التقرير فقد لُخِصَت المخاطر بالجوانب التالية كما وردت في التقرير: 

أولًا: التعامل المباشر مع النفايات بكافة أشكالها وما تحويه من مايكروبات ومواد سامة؛ يزداد الأمر سوءًا في الحالات التي لا يتم فيها مراعاة إغلاق أكياس النفايات بشكل محكم خصوصًا وإن تواجدت قطع زجاجية فيها أو مخلفات الأدوات الطبية مثل الإبر وغيرها من ناقلات العدوى. وفي حالات كثيرة لا يبدي العامة التزامًا بوضع أكياس النفايات داخل الحاويات ما يتعذر على الضاغطات رفعها فيقوم العمال بجمعها بأنفسهم، وهذا ما يزيد من تعرضهم للأخطار المحتملة المختلفة.

ثانيًا: التعرض المباشر لأشعة الشمس خصوصًا في ظل تغيير ساعات العمل؛ حيث كانت الفترة الصباحية تبدأ من الساعة السادسة والنصف صباحًا، أما في ظل أزمة كورونا فتبدأ من الساعة العاشرة.

ثالثًا: الإجهاد البدني نظرًا لخصوصية العمل في الأزمة والذي يتطلب مهام أخرى أضيفت إلى المهام اليومية مثل التعقيم والرش؛ حيث يتطلب أن يقوم العمال بالتعقيم أمام المحال التجارية وتعقيم ضاغطات النفايات والآليات المختلفة التابعة للبلديات والأمانة بشكل يومي لتجنب نقل العدوى، فضلًا عن القيام بمهام أخرى مثل تعقيم الأحياء وشطف الشوارع باستمرار في الظليل، ورش الأشجار في الأزرق بعد ارتفاع درجات الحرارة في شهر نيسان/ أبريل ما أدى إلى انتشار الحشرات. كما وتوكل مهام التعشيب أحيانًا لبعض

 

 

 العمال في العاصمة، ومنهم من يقوم بتنظيف وتعقيم 5 أحياء يوميًا على خلاف ما كان يقوم به في السابق. كما وأن عمال الوطن من يعملون على الشوارع الرئيسية هم أكثر عرضة لحوادث الدهس.

 

 

 

رابعًا: فيما يتعلق باتخاذ إجراءات السلامة العامة فقد أفاد العمال بأنهم غير معتادون على ارتداء مثل هذه الوسائل وبالأخص الكمامة، الأمر الذي يعيق عملهم في أغلب الأحيان.

 

 

أضف تعليقك