بين ريما وأولادها..جدار مطار!

الرابط المختصر

جدار واحد يمنعها من رؤية أبنائها، ومنذ شهور وهي تسعى لأجل رؤيتهم "على الأقل"..وقصة ريما تتشابه إلى حد كبير بالفيلم السوري "على الحدود".

وحدود ريما مطار الملكة علياء الدولي، وأبطالها قضيتها زوجها وأولادها والمجموع تسعة، والحال.."منذ 12 يوما وهم عالقون في المطار"، طرقت أبواب "الداخلية" والمنظمات الحقوقية لأجل إدخالهم إلى الأردن فقط.."وتأجيل موضوع الجنسية التي سحبت منهم  منذ 20 عاما واستبدلها بجنسية مؤقتة.

وعلى أرض مطار الملكة علياء..تم احتجازهم لا سبب ما وإنما "إجراءات ليس أكثر"..وها هي الأيام تمضي والعائلة مقيمة في المطار تنتظر القرار لدخولهم الى أراضي المملكة.      
 
وتصرخ ريما رأفة بالحال.. والأمل أن يسمعها احد المسؤولين، ويساعدها على تخطي جدران المطار.
 
للأسف ما من مجيب لها!.
 
ريما الارناؤوط، قضيتها بكل بساطة امرأة تود رؤية زوجها وأولادها التي حرمت من رؤيتهم منذ شهر آب الماضي.
 
..ومعاناة

السابع عشر من آب العام الماضي، يمثل لريما تاريخا لا يمكن نسيانه من ذاكرتها..تقول: "غادر زوجي وأولادي من العراق إلى الأردن بسبب الظروف السيئة التي يعيشها العراق، وقمنا بيع كافة ممتلكاتنا في العراق من اجل الاستقرار في الأردن كوننا نحمل الجنسية الأردنية، وقد وصل زوجي وأولادي إلى حدود الكرامة، وسمحوا له بالدخول إلا أولادي لم يسمح لهم، وعند الاستفسار تبين أن عليهم قيد امني وسحب منهم ومن زوجي الجواز بالتالي لم يسمح لهم بالدخول"..
 
"وبعدها مكثوا في جامع لمدة شهر تقريبا ومع حلول شهر رمضان عادوا جميعا إلى العراق ومكثوا هناك في جامع أيضا لأننا لا نملك منزلا نعيش به".


ولم تنته المعاناة..
بعد ذلك، قامت السلطات العراقية بسحب كافة أوراقهم الثبوتية لانتهاء مدة الإقامة  وقامت بترحيلهم إلى الأردن.
 
وهنا تبدأ معاناة أخرى أقوى من سابقتها... مع ريما وأولادها. وتتابع الأم سرد معاناتها الجديدة: "عندما وصلوا إلى الأردن ولم يسمح لهم بالدخول وتم حجزهم في غرفة الإقامة وتمت إعادتهم إلى العراق مرة أخرى، لم يتم استقبالهم في العراق".
 
"هم الآن محجوزون في مطار المملكة علياء منذ أكثر من عشرة أيام".
 
وتضيف:" عندما عادوا إلى الطائرة ولم يكن معهم أي دليل يثبت هويتهم فقط تم سحبها منهم جميعا، وعندما حطت أقدامهم ارض مطار الملكة علياء تم تسليم أوراقهم الثبوتية ولكنها شطبت وهي مختومة بأختام تثبت إلغاؤها".
 
وقصة طرق الأبواب
ريما لم تدع بابا إلا وطرقته، وزارة الداخلية المنظمات الحقوقية..وحصلت بعد جهد كبير على إذن من الجهات الأمنية بالسماح لهم بالدخول... ولكن ماذا حصل بعدها؟!.
تقول:" عندما حصلت على إذن فرحت كثيرا لأنني سأقابلهم، إلا أن الأمر الآن بيد وزارة الداخلية، ولكن دائما نلقى الرفض من قبلهم وتقدمت بطلب استرحام ولكن لا من فائدة يقولون أننا حصلنا على الجنسية الأردنية بطريق الخطأ ولدي قرار محكمة يثبت أنني املك الجنسية، وقد طلبوا مني أن أعود إلى وثيقتي اللبنانية التي استغنيت عنها منذ عشرين عاما كيف ذلك".
 


ريما ... لماذا
متمسكة بعبارة منقوشة على جواز السفر الأردني للملك عبد الله الثاني فحواها "يسمح لحامل الجواز الأردني المرور بحرية من غير تأخير أو إعاقة وان يقدم له كافة المساعدة التي يحتاج لها".
 
"نحن في بلدنا ولماذا لا يتم معاملتنا على أساس هذه الكلمة"..تتساءل ريما.."يكفينا، لقد ناشدت الجميع وما زلت أناشد. أريد رؤيتهم، لماذا كل هذا العذاب، نحن بشر؟ لماذا كل هذه القسوة؟ أرجو أن تنظروا بعين الرأفة إلى عائلتي ووضعها المأساوي".
 
ريما، هي واحدة من الحالات التي قاست وضاقت مرارة القسوة.. في سبيل رؤية أولادها "والتي سحبت منهم الجنسية"، وستعمل المستحيل حتى لو كلفها عمرها لأجل طلب الجنسية والتي تعتبرها حقا مشروعا لأولادها ولزوجها..ولكنها وقبل هذه المطالبة تطلب من الجميع "إدخالهم إلى الأراضي"  وأن لا يبقوا هكذا "عالقون في المطار"..لن تيأس ريما بل ستبقى تناشد المسؤولين عل الرحمة تنزل في قلوبهم ... لتتمكن من رؤيتهم بعد هذا الغياب.

أضف تعليقك