بين الحلاقة وبسطة جوافة.. محمد يخشى الشتاء

الرابط المختصر

بعد أكثر من عام على تركه العمل في مهنة الحلاقة، بدأ محمد أبو خلف ذو العشرين عاماً منذ عشرة أيام جلسته قرب دوار المدينة الرياضية بعمّان على بسطة يبيع فيه فاكهة الصيف (عنب وجوافة وإجاص).

 

أدت الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وصعوبة ضمان كرسي في صالونات الحلاقة، بسبب ارتفاع قيمة الضمان اليوميّ، إلى بقائه بلا عمل، وبخاصة بعد إغلاق الصالون الذي كان يعمل فيه بمنطقة عبدون.

 

يقول محمد إن العمل في صالونات الحلاقة اليوم صار بالكاد يغطي الكلف التشغيلية الخاصة بضمان الكرسي اليوميّ فبعض الصالونات في عمّان يبلغ فيها الضمان اليومي بين 20 – 30 ديناراً.

ارتفاع أسعار ضمانات كراسي الحلاقة، خفّض عدد العاملين فيها وبخاصة من الشباب حديثي التخرج الذين لا يعتمدون على زبائن كثر.

"المحل الذي كان يشغل 7 حلاقين، أصبح يشغل اثنين أو ثلاثة فقط"، بهذه الكلمات يتأسف محمد على وضعه المادي، ليضطر إلى استدانة أكثر من 200 دينار يشتري فيها بعض عدة أنواع من فاكهة الصيف التي صارت في آخر أيامها اليوم، وهو الآن قلق من الشتاء المقبل حيث يصعب العمل على البسطة، بسبب الظروف الجوية وانشغال المواطنين بشراء مستلزمات الشتاء والتدفئة.

بعد أن أغلق صالون الحلاقة أبوابه وعدم تمكن محمد ضمان كرسيّ في صالونٍ آخر، بحث محمد عن عمل في محلات "السوبر ماركت" لكونه عمل فيها قبل الحلاقة، الّا أنّه لم يجد بسبب الأوضاع الصعبة التي يمر بها أصحاب هذه المنشآت فضلاً عن طلبهم تشغيل النساء أكثر من الرجال في الوقت الحاليّ

كان يتقاضى في عمله بالسوبر ماركت 250 دينارا حين كان الحد الأدنى للاجور 220، وقد كان يراها أجراً مناسباً لشاب في عمره ليس على عانقه أي مسؤوليات، حيث كان يعمل بترتيب البضائع، وهو اليوم يستغرب عدم تشغيل الشباب.

في الوقت الذي بحث فيه عن مكان يشركة بمظلة الضمان الاجتماعيّ، يستغرب استمرار بعض الأسواق "السوبر ماركت" وصالونات الحلاقة والتجميل في عدم اتخاذ هذه الخطوة للحفاظ على حمايات اجتماعية.

يأمل محمد اليوم أن يجد عملاً منتظماً قبل حلول الشتاء، بأجر يؤمن على الأقل الحد الأدنى للأجور، ساعياً إلى فتح مشروعه الخاص الذي ربما يكون توسعاً في عمل البسطة شريطة أن يكون منتظماً منضوياً تحت مظلة الضمان الاجتماعيّ.

وكان المرصد العمّالي الأردنيّ فتح ملف العاملين والعاملات بصالونات التجميل، وكشف معاناتهم على عدد صعد، وبخاصة الأجور والضمان الاجتماعيّ.