بينها مساحة ضخمة ومليون لاجئ.. ما التحديات التي تواجه جيش الاحتلال في جنوب غزة؟
قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، مؤخرا، إن إسرائيل في المرحلة الثانية من الحرب، وأكد أن خطة القتال التي وضعها الجيش الإسرائيلي ستستمر لعدة أشهر وستشمل أيضاً جنوب قطاع غزة.
وحتى الآن، تم تنفيذ عمليات الجيش الإسرائيلي في الجزء الشمالي من قطاع غزة، وتشكل هذه المنطقة ما مجموعه 30% من القطاع بأكمله، في حين أن الجنوب والوسط هما منطقة أكبر بكثير من الشمال، الذي توجد فيه قوات لحركة حماس أيضًا، بحسب تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وبحسب التقديرات التقريبية، فإن حوالي 70% من القوة العسكرية للمنظمات الفلسطينية في قطاع غزة موجودة في الشمال، والـ 30% المتبقية من قوة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، تقع في الوسط والجنوب.
ووفقا للتقرير العبري، يعتبر شمال غزة أهم منطقة في القطاع، لأن رموز حكم حماس تقع في مدينة غزة: المكاتب والمؤسسات الحكومية والشرطة والمحاكم. بالإضافة إلى ذلك، قامت حماس ببناء مجموعة كبيرة من الأنفاق ومنصات الإطلاق في الشمال بسبب قربها من العمق الإسرائيلي، أما في الوسط والجنوب، اللذان لم يتم التعامل معهما بشكل أساسي بعد، فهناك أيضًا مؤسسات مهمة تابعة لحماس، بما في ذلك مرافق التدريب الميداني للنخبة والمسلحين الآخرين ومستودعات الذخيرة، والتي تقع بشكل رئيسي في مناطق غير مأهولة بالسكان.
وأوضح التقرير، أن الحرب البرية في الجزء الجنوبي من غزة، سوف تكون أكثر تعقيدا، حيث أن هناك، بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، نحو مليون لاجئ تركوا الجزء الشمالي من القطاع.
وردًا على سؤال لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، تناول عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، الوزير بيني غانتس، التحدي الذي يواجهه هؤلاء اللاجئين، وادعى إنه "إلى جانب المساعدات الإنسانية، ستعمل إسرائيل على تحذير السكان في المكان الذي سيدخل إليه الجيش الإسرائيلي. سنحاول نقلهم إلى الأماكن التي سيدخلها الجيش الإسرائيلي". زاعما أنهم سيكونون أقل تضررا.
وبالإضافة إلى ذلك، وبحسب تقديرات إسرائيلية مختلفة، فإن معظم المختطفين والأسرى موجودون في منطقة لم يدخلها الجيش الإسرائيلي بعد.
وفي الواقع، يجب على أولئك الذين يهدفون إلى إسقاط حماس- بحسب التقرير- أن يعملوا أيضًا خارج شمال قطاع غزة، حيث توجد معاقل لحماس في الجنوب وكذلك في المخيمات المركزية، بما في ذلك النصيرات والبريج ورفح. وهي مدينة كبيرة جدًا. وتعتبر منطقة خان يونس الواقعة في الجنوب معقلاً مهماً جداً لحركة حماس ومسقط رأس العديد من قيادات الحركة، ومن بينهم يحيى السنوار ومحمد ضيف، اللذين ولدا في مخيم خان يونس للاجئين، ولا تزال عائلاتهما تسكن هناك.
وإلى جانب ذلك، فإن الاهتمام بمحور صلاح الدين سيكون حتماً هدفاً مهماً في الحرب. والسبب هو استخدامه كطريق تهريب مركزي من سيناء إلى قطاع غزة. وهذه هي الطريقة التي وصل بها جزء كبير من وسائل الحرب الجديدة التي استخدمتها حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وفق ادعاء التقرير.
وتابع "صحيح أن مركز ثقل القيادة، الذي يسيطر على الذراع العسكرية لحركة حماس، والذي سيطر عليه الجيش الإسرائيلي، كان يقع في المنطقة الأمنية بالقرب من جباليا، الواقعة في الشمال. ولكن هناك أيضاً أهدافاً مهمة في جنوب القطاع".
وفي الوقت الحالي، من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي وقادته، لا توجد نية للاستعجال أو الضغط على دواسة الوقود في شمال القطاع، كما أن النشاط شامل وواسع النطاق من أجل السيطرة والتطهير والغزو. ولهذا السبب يطلب الجيش الإسرائيلي الصبر والوقت.
يحيى مطالقة- صحفي أردني مختص بالشأن الإسرائيلي.