بانتظار فتح المعبر الحدودي: تبرعات إنسانية وطبية لإغاثة سكان غزة

الرابط المختصر

رغم التحديات التي يواجهها سكان قطاع غزة نتيجة للإجراءات القاسية المفروضة عليهم من قبل الاحتلال الاسرائيلي بهدف إعاقة وصول المساعدات إلى السكان، إلا أن الأردن ما زال ملتزما بتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية عبر الهيئة الخيرية الهاشمية.

ولم يتخذ حتى إعداد هذا التقرير موقفا يسمح بفتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع  غزة من قبل  حكومة الاحتلال، ما يؤدي إلى تعطيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في وقت تنتظر فيه عشرات الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية على الجانب المصري من معبر رفح، بانتظار الإذن للدخول.

رئيس جمعية جذور لحقوق المواطن الدكتور فوزي السمهوري في حديث لـ عمان نت، يعبر عن قلقه ازاء الوضع الانساني في غزة، ويشدد على ان الجهود الانسانية والإغاثية لا تزال تعمل بكامل طاقتها على مساعدة السكان في هذا القطاع الذي يواجه أوضاعا صعبة للغاية. 

ويشير السمهوري إلى أن رفاهية السكان في غزة تحت الصفر، وأنهم يواجهون انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان والقوانين الدولية، في الاحتلال الإسرائيلي ينتهك القانون الدولي الإنساني من خلال فرض الحصار عليهم الذي يحد من وصول مختلف الاحتياجات الى القطاع.

من جانبه يؤكد مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان " فلسطين" عمار دويك" دخلنا مرحلة خطيرة من الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بانتشار الأمراض والجفاف بسبب نقص الماء والأوبئة وانتشار جثامين الشهداء تحت الأنقاض، وفي حال لم يتم فتح الممرات الإنسانية لتوصيل الإمدادات سنشهد إبادة جماعية لقطاع غزة".

وينتهك الاحتلال الاسرائيلي انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، الذي ينص على أن الحصار يعد شكلا من العقاب الجماعي غير المشروع، يحرم السكان المدنيين من الوصول إلى الاحتياجات الأساسية كالغذاء والماء، والدواء والكهرباء.

 

نحو 200 طبيب متطوع لمساندة الغزيين

نظرا للرغبة الانسانية والاهتمام الكبير بما يعانيه قطاع غزة، أعلنت كافة النقابات المهنية والفعاليات الشعبية عن حملات متعددة تهدف الى دعم القطاع، سواء من خلال التبرعات المالية أو الدعم النفسي، بهدف تلبية الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك توفير المعدات والمستلزمات الطبية لمساعدة سكان غزة.

وستقوم النقابات بتنظيم قوافل طبية وصحية متجهة إلى القطاع، بالاضافة الى تخصيص يوم للتبرع بالدم لصالح الجرحى الذين أصيبوا جراء العدوان الصهيوني،  وقررت ايضا دعوة اللجان النقابية للبدء في التحضير لفعاليات داعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته.

تأكيدا على هذا الدعم،  تقول عضو مجلس نقابة الأطباء، الدكتورة مها فاخوري،  خلال حديث مع "عمان نت"، أن وزارة الصحة في غزة تواصلت مع النقابة وقدمت قوائم تحتوي على المعدات الطبية اللازمة لعلاج الجرحى، وتمت المفاوضات مع الشركات والموردين لتوفير الدعم وإنقاذ حياة المصابين.

وتضيف فاخوري ان النقابة اطلقت مبادرة التطوع نظرا لطلب الأطباء الذين أبدوا استعدادهم  للتطوع والانضمام الى فريق الرعاية الصحية والإسعاف اذا تم السماح لهم بالدخول الى غزة.

وتقدم نحو 200 طبيب بطلبات تطوع لمساندة الجهود الطبية في القطاع، وأجرت النقابة اتصالات مع مؤسسات مثل اتحاد الأطباء العرب والهلال الأحمر الفلسطيني والصليب الأحمر، بالإضافة إلى الجهات ذات العلاقة، لمعرفة احتياجات المستشفيات في هذا السياق الصعب.

من ناحية أخرى، حذرت منظمة الصحة العالمية من الحاجة الماسة إلى الوصول السريع إلى غزة لتوصيل المساعدات والإمدادات الطبية.

ويشير المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، أحمد المنظري، إلى أن المنظمة قد قدمت طلبات متكررة للوصول إلى غزة عبر معبر رفح الذي يحتوي على إمدادات جاهزة تنتظر لأكثر من 72 ساعة.

 

إعادة الإعمار في غزة

كما أطلقت اللجنة العليا للإعمار في فلسطين، والمكونة من نقابة المهندسين الأردنيين، ونقابة المقاولين الأردنيين، حملة لجمع التبرعات للإيواء والاعمار لصالح دعم صمود أهلنا في قطاع غزة تحت عنوان "غزة معا ننصرها."

وأعلنت اللجنة العليا لاعمار في فلسطين فتح باب التبرع لحملة " غزة معا ننصرها" وذلك استمرارا للحملات السابقة وستكون هذه الحملة تحت عنوان " الإيواء وإعادة الإعمار في غزة" دعما لصمود أهلنا في غزة .

ويقول رئيس الحملة المهندس ناصر الهندي، أن هذه الحملة تركز على توفير الإيواء والاعمار، نظرا لان العديد من اهالي قطاع غزة فقدوا منازلهم بسبب القصف الاسرائيلي.

ويشير الهندي إلى أن الحملة ستعمل على تأمين وحدات سكنية جاهزة أو إعادة ترميم المنازل التي تضررت جزئيا، وأيضا ترميم البنية التحتية وإصلاح الشوارع وبناء شبكات المياه، بالإضافة إلى ترميم المستشفيات والمراكز الصحية.

وسبق للنقابة أن قامت بحملة مشابهة مع الهيئة الخيرية في عام 2014، ونجحت في توفير حوالي  1200 كرفان، لما يقرب من 10 آلاف اسرة من قطاع غزة.

تشير اللجنة العليا لإعمار فلسطين إلى أنها تعمل في فلسطين بالتعاون مع الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين، والتي تضم أكثر من 200 عضو من 35 جنسية مختلفة حول العالم. حتى الآن، تم إنجاز 91 مشروعًا بتكلفة تقارب 55 مليون دولار، بما في ذلك مشاريع بناء مستشفيات ومراكز صحية وتعليمية، إضافة إلى مشاريع تطوير البنية التحتية. اللجنة مستمرة في العمل على مشروع تحلية المياه الاستراتيجي الهام.

 

تاجر متعثر تبرع بـ 50 دينارا

ومن بين الحملات التي تم إطلاقها، يأتي دور نقابة الألبسة والأحذية والأقمشة، رغم مواجهة التحديات الاقتصادية الصعبة التي يواجهها التجار، إلا أنها تمكنت من جمع ربع مليون دينار لشراء أدوية ومستلزمات طبية بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، دعما لأهالي قطاع غزة الذين يتعرضون لأبشع عدوان إسرائيلي. 

رئيس النقابة، سلطان علان، يشير إلى أن أحد كبار التجار قام بمبادرة رائعة من خلال التبرع بإيرادات يوم بيع كامل، بالإضافة إلى ذلك، قدم تاجر متعثر تبرعا بمبلغ 50 دينارا لدعم سكان قطاع غزة، وهذا يظهر التضامن وحب الوطن العميق.

علان يؤكد استعداد النقابة لتوجيه التبرعات إلى قطاع غزة في أي لحظة تتاح فيها الفرصة بفتح المعبر، وذلك بهدف تخفيف معاناة السكان هناك جراء العدوان.

بالإضافة إلى ذلك، قرر مجلس النقباء تكليف نقابة المحامين بملاحقة الاحتلال الصهيوني ومحاكمته على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني. ودعت اللجان النقابية الفعالة إلى بحث سبل تقديم الدعم لقطاع غزة، والتزام البقاء في حالة اجتماع مستمر.