بارومتر العلاقة الاردنية القطرية في أعلى مؤشراته
يشير بارومتر العلاقة بين الاردن، وقطر، الى انفتاح كبير بين البلدين، وتسارع في وتيرتها خلال الأيام الأخيرة، وسط توقعات بزيارة قريبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني للأردن، عقب اتصال هاتفي أجراه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأحد الماضي.
واحتفت شخصيات اردنية، بعودة العلاقات مع قطر،إذ شارك الأمير علي بن الحسين شقيق ملك الأردن، الاثنين، مأدبة العشاء، التي أقامتها الخطوط الجوية القطرية، بمناسبة افتتاح مكاتبها في العاصمة عمان، وفي ذات اليوم استقبل رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة، اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، في مطار ماركا العسكري، نظيره القطري الفريق الركن غانم بن شاهين الغانم ووفدا مرافقا له.
وسبق ذلك وصول سفيرا قطر و الأردن الى عاصمتي البلدين، لتسلم مهامها، في وقت توقع الإعلامي القطري، ورئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية، جابر الحرمي، أن تتوج العلاقات الدافئة الأخيرة بين عمّان والدوحة، بتحضيرات قريبة لزيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني للأردن، ولقاء الملك عبدالله الثاني.
التخلص من الضغوط
العلاقات بين البلدين بدأت بالعودة الى طبيعتها عقب أن "تخلصت المملكة من الظلال السعودية التي ألقت بثقلها على السياسية الخارجية الاردنية"، كما يقول المحلل السياسي عمر كلاب لـ"عربي21".
وحسب كُلاب، تجمع كل من قطر والأردن نقاط تشابه، أبرزها، تقارب المشهد السياسي والانفتاح الديمقراطي الأمر الذي يعني أن يكون البلدان أقرب الى بعضهم البعض من حيث الفضاء السياسي الي يتحرك بين الشعبين الأردني والقطري، ومن حيث رؤية قيادة البلدين للمشهد الإقليمي والمشهد العربي لبعض القضايا".
وحول تداعيات انفتاح الأردن على قطر، على علاقات الأردن مع دول الحصار، يرى كُلاب " أن الرياض لا تستطيع ان تمارس أكثر مما مارست من المحاولات للانتقاص من الدور الأردني في ملف القدس، والمقدسات والوصاية الهاشمية من خلال الضغوطات حيال ما يسمى بصفقة القرن، وهي مشاريع يرفضها الاردني والشعبي وبالتالي لم يعد هناك من يستطيع أن يدافع عن موقف الرياض في السياسة الخارجية، وهذا يخفف الضغط على صانع القرار الأردني".
الموقف الأردني الرسمي، بدأ بمراجعة مواقفه السياسية، عقب انحياز دول خليجية لخطة السلام الأمريكية او ما تعرف بـ"صفقة القرن"، وسارعت الدبلوماسية الأردنية إلى فتح الخطوط مع دول عربية وإسلامية، ومن بينها تركيا لمواجهة أي ضغوط اقتصادية، على خلفية موقفه من القضية الفلسطينية.
عضو لجنة الاخوة البرلمانية الاردنية- القطرية، النائب ديما طهبوب، ترى أن "علاقات الأردنية تاريخيا مع الأشقاء العرب كانت قوية حتى في أحنك الظروف لم تصل الى درجة القطيعة، وكانت العلاقات مع قطر مستمرة، وكان هناك تعاون في ملف التوظيف والتبادل التجاري".
وحول تأثير هذا التقارب مع قطر، لا تعتقد طهبوب أن ذلك سيؤثر سلبا على علاقات الأردن مع المملكة السعودية والإمارات، تقول لـ"عربي21"، "علاقتنا قوية مع دولة الإمارات والملك أكد على ذلك في أكثر من مناسبة وخلال زيارته الاخيرة للامارات، وكذلك تربطنا علاقة طيبة مع السعودية وهي تعتبر امتدادنا، السياسة الاردنية لا تخلط الأوراق وتعمل على سياسة التوازن مع الجميع".
عودة الى المسرب الصحيح
اقتصاديا، رحبت قطاعات تجارية أردنية، بعودة العلاقات الأردنية القطرية الى طبيعتها، وقال رئيس غرفة تجارة الاردن العين نائل الكباريتي لـ"عربي21"، "اليوم العلاقات الاردنية القطرية عادت الى المسرب الصحيح، بالرغم من أننا كقطاع خاص علاقتنا كانت بأفضل أحوالها كل الفترة السابقة، واليوم نحن كقطاع خاص ننظر الى قضيتين اساسيتين قضية تصدير السلع، والخدمات، والقضية الثانية هي العمالة الاردنية، قطر فتحت المجال العشرة الاف أردني للعمل لكن الحكومة الأردنية لم تعرف كيف تتعامل الأمر".
وحسب الكباريتي، "تسهل عودة العلاقات رسميا على التجار لتصدير بضائعهم بدون معوقات وبدون قرارات سياسية وبالتالي،وهذه القضية تبادل مصلحة ان صح التعبير". يقول "نحن اليوم ترتبط ان تبقى علاقتنا مع قطر علاقة مميزة".
وكانت عمان بعد يومين من إعلان السعودية والإمارات قطع العلاقات مع دولة قطر، لتعلن في حزيران/ يونيو 2017 تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، وإلغاء تصريح قناة الجزيرة الفضائية، لتعود وتتبادل السفراء في بيد البلدين في 2018.