اليونيسف: الأردن يحرز تقدماً في حقوق الطفل والتحديات ما تزال كبيرة
بيّن ممثل "اليونيسف" في المملكة روبرت جنكنز أن النظام التعليمي في الأردن رغم التقدم الملحوظ في جودته، إلا أنه ما يزال يعاني من بعض التحديات التي تتطلب جهوداً أكبر من قبل الحكومة الأردنية والمنظمة للمساعدة في تجاوزها.
واعتبر جنكنز في محاضرة ألقاها في معهد الإعلام الأردني، أن أكبر تحدٍ يواجهنا حالياً يتمثل في العمل على زيادة نسبة التحاق الأطفال بمراحل التعليم المبكر قبل المرحلة الأساسية (التمهيدي)، حيث ما يزال الوصول إلى التعليم في الطفولة المبكرة محدوداً، وكذلك إرتفاع نسبة العنف ضد الأطفال سواء في المدارس أو المنازل، عدا عن الازدحام في المدارس وبُعدها عن التجمعات السكنية.
وقال المحاضر إن هناك "نحو 3.8 مليون طفل في المملكة من مختلف الجنسيات، وهذه لها ميزة عظيمة في توقعات النمو المستقبلية، لكنها في الوقت ذاته لها سلبيات مختلفة من بينها نسب البطالة المرتفعة التي يمكن ملاحظتها في الفئات العمرية الشابة".
وقال جنكنز "إن نحو 29% من بين نسبة 70% تلك، غير منخرطين في التعليم أو التدريب أو التوظيف"، معتبراً أن تلك النسبة المرتفعة تمثل "تحدياً كبيراً في معالجة تشوهات النمو في المملكة".
وعن الإيجابيات التي حققتها المملكة في برامج الطفولة، قال جنكنز "إن الأردن حقق تقدماً هائلاً في النظام التعليمي للأطفال وفي ارتفاع نسبة الملتحقين بالتعليم الأساسي مقارنة بالماضي، وكذلك إنخفاض نسبة الوفيات للأطفال تحت سن 5 سنوات بشكل كبير"، لكنه أضاف أن "التحدي يكمن في أن غالبية وفيات الأطفال لهذه الفئة تتركز في 30 يوما الأولى من ولادتهم".
كما أشار ممثل اليونسيف في المملكة إلى الجهود التي تبذلها المنظمة وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتحسين جودة التعليم، ومن بينها توفير الدعم النقدي والمواصلات للأطفال المستضعفين، حيث تدفع المنظمة 20 ديناراً لنحو 55 ألف طالب، كما تسعى المنظمة لإدخال التكنولوجيا في المدارس للمساهمة في رفع سوية التعليم، وكذلك برامج التفكير غير التقليدي لحل المشاكل التي يعاني منها الشباب.
وفي نهاية المحاضرة تفاعل الضيف مع أسئلة الحضور وطلبة المعهد، حيث أوضح أن "اليونسيف لا تميز بين طلبة المجتمعات المحلية والطلبة اللاجئين، وتحاول إشراكهم معاً ليكون هناك تفاهم أكبر بين الأطفال".
كما أشار الضيف إلى "مبادرة "إستدراكي" التي تهدف إلى إعادة الطلبة المنقطعين عن التعليم لعدة أعوام إلى المدارس، ودمجهم من جديد من خلال تحويل السنة الدراسية الواحدة إلى فصل دراسي".
وفيما يتعلق بدور "اليونيسف" في تقديم الرعاية والدعم للأطفال في مخيم الركبان قال إن "المنظمة تعمل مع الحكومة لدعم اللاجئين هناك، وتوفير المياه والخدمات الطبية، لكن التحدي في إيصال المعونات والخدمات يتمثل في أن المخيم يقع خارج الأراضي الأردنية".