الملك في الجمعية العامة: الأزمة السورية كارثة دولية

الملك في الجمعية العامة: الأزمة السورية كارثة دولية
الرابط المختصر

- "المتطرفون سعوا لاستغلال الانقسامات العرقية والدينية..

- حان الوقت لعملية الانتقال السياسي في سورية..

أكد الملك عبد الله الثاني أن مستقبل الأمن العالمي سيتشكل بناء على ما يحدث في الشرق الأوسط الآن، واصفا الأزمة السورية بأنها "كارثة دولية على المستوى الإنساني والأمني".

وأضاف الملك في كلمته خلال افتتاح الدورة العادية الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء، أن تصاعد العنف في سورية يهدد بتقويض ما تبقّى من مستقبل اقتصادي وسياسي لهذا البلد، مشيرا إلى أن "المتطرفين" سعوا لتأجيج واستغلال الانقسامات العرقية والدينية في سورية، الأمر الذي يمكن أن يقوض النهضة الإقليمية، وأن يعرض الأمن العالمي للخطر، وعليه، يترتب علينا جميعا مسؤولية رفض ومواجهة هذه القوى المدمرة.

وقال "علينا أن نتذكر أنه لا يمكن بناء أي بيت للسلام والإزدهار في مدينة تحترق. واليوم، لا يمكننا تجاهل الحرائق في المنطقة، التي تمتد إلى العالم أجمع. ولذلك، ومن أجل حماية المستقبل، على العالم أن يتجاوب معنا في إخماد هذه الحرائق".

فـ"يجب أن يكون للشعب السوري مستقبل، ولتحقيق ذلك على المجتمع الدولي أن يتحرك، فقد حان الوقت لتسريع عملية الانتقال السياسي في سورية لإنهاء العنف وإراقة الدماء، وإزالة خطر الأسلحة الكيماوية، واستعادة الأمن والاستقرار، والحفاظ على وحدة سورية وسلامة أراضيها، وإشراك جميع السوريين، وهنا أكرر جميع السوريين، في بناء مستقبل وطنهم".

وشدد الملك على أن مستقبل سورية سيعتمد على الشعب السوري لا غيره، وعلى المجتمع الدولي ومن مصلحته، تقديم المساعدة، وهو قادر على ذلك، ويجب أن تأتي المساعدة بشكل عاجل، حيث أن الأضرار والأخطار في تزايد مستمر.

"وفي الوقت الحالي، يشكل عدد اللاجئين السوريين، الذي تدفقوا إلى الأردن ما يعادل عشر عدد السكان، وهذا العدد قد يصل إلى المليون، أي ما يعادل 20% من عدد سكان المملكة بحلول العام المقبل، وهذه ليست مجرد أرقام، بل هي أعداد لأشخاص هم بحاجة إلى الغذاء والماء والمأوى وخدمات الصرف الصحي والكهرباء والرعاية الصحية، وغيرها، ولا يمكن حتى لأقوى الاقتصادات العالمية استيعاب هذا الطلب على خدمات البنية التحتية والموارد، ناهيك عن حدوث هذا الأمر في بلد ذي اقتصاد صغير يعد رابع أفقر دولة في العالم من حيث مصادر المياه".

إلى ذلك، دعا الملك المجتمع الدولي لأن يعمل معا من أجل إيجاد حل سريع للقضية الجوهرية في المنطقة، "فقد استنزف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الموارد التي نحتاجها لبناء مستقبل أفضل، وهو نزاع يغذي نيران التطرف في جميع أنحاء العالم، وقد آن الأوان لإخماد هذا الحريق".

وأضاف "لقد أظهرت المحادثات التي بدأت في نهاية شهر تموز الماضي أنه من الممكن إحراز تقدم، من خلال وجود أطراف مستعدة للعمل، وقيادة أميركية جادة، ودعم إقليمي ودولي قوي. واسمحوا لي هنا أن نثني على رئيس دولة فلسطين ورئيس الوزراء الإسرائيلي لما اتخذاه من قرار جريء باستئناف مفاوضات الوضع النهائي".

وحث الملك الجانبين على الاستمرار بالتزامهما بالتوصل إلى اتفاق ضمن الإطار الزمني المحدد، مؤكدا أنه يجب ألا يكون هناك إجراءات تعرقل هذه العملية، وهذا يعني لا للاستمرار في بناء المستوطنات، لا لأي إجراءات أحادية الجانب من شأنها أن تهدد الوضع الراهن في القدس الشرقية، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. إذ أن من شأن تلك التهديدات أن تشعل فتيل مواجهة بأبعاد دولية.

للاطلاع على النص الكامل لكلمة الملك في الجمعية العامة: