المفاعل النووي.. شراء أم بناء؟
لم تظهر التفاصيل
الدقيقة للاتفاقية التي وقعتها الأردن مع مجموعة شركات آريفا الفرنسية من
أجل انشاء المفاعل النوي الأردني خلال السنوات القادمة ، كما لم تظهر
تفاصيل حول كيفية الانشاء ونوع التكنولوجيا المستخدمة.
ولكن في المقابل
فان الأردن قدم كثيرا من الدعم لهذا المشروع من خلال منح الشركة الفرنسية
حق التنقيب على اليورانيوم في الأردن وكذلك اغلاق المنطقة الوسطى في
الأردن أمام التنقيب عن الصخر الزيتي والاقتصار على اليورانيوم.في نفس
الوقت هنالك بروتوكولات تعاون مع روسيا والولايات المتحدة والصين في موضوع
الطاقة النووية ولا نعرف أيضا ماهية الموارد التي سوف يضعها الأردن بتصرف
هذه الدول وما هو نوع الدعم المقدم منها وتكامله مع الدعم الفرنسي ، وهذا
ما يجعل من الضروري توضيح العناصر الدقيقة في هذه الاتفاقيات لوسائل
الاعلام حيث أن كل ما يذكر حتى الآن يتعلق بالتدريب وبناء القدرات وسد
الاحتياجات.أحد أوجه الاختلاف تتعلق بكيفية انشاء المفاعل. رئيس الوزراء
صرح يوم الاثنين الماضي بأن الأردن يعتزم "شراء" مفاعل نووي من شركة آريفا
، وهذا التصريح له أهمية قصوى في حال كان استخدام المصطلح دقيقا جدا فهل
سيقوم الأردن بشراء مفاعل جاهز ، أم سيقوم ببناء مفاعل جديد؟ شراء المفاعل
قد يكون أرخص ماديا ولكنه ليس الخيار الأفضل في نطاق السلامة والادارة.
تفكيك المفاعلات القديمة ونقلها الى الدول النامية ممارسة موجودة في بعض
الدول ولكن ما يحدث هو حصول الدولة النامية على تكنولوجيا قديمة وأجهزة
مستخدمة وعملية تفكيك واعادة تركيب قد يحدث فيها الكثير من الأخطاء. ولكن
تصريحات أخرى من رئيس هيئة الطاقة النووية تؤكد أن الأردن سيقوم ببناء
المفاعل وهذا هو الخيار الأفضل لأن التكنولوجيا سوف تكون حديثة والأجهزة
جديدة وغير مستهلكة وعناصر السلامة العامة موجودة بشكل أفضل. وقد صرح رئيس
الهيئة أيضا بأن البناء سيكون على طريقة "البناء والتنفيذ والملكية" BOO
التي تعطي الملكية النهائية للقطاع الخاص ولا تنقلها للحكومة مثل نظام
البناء والتنفيذ والنقل وعلى كل فاننا أيضا ومن موقع الحرص على تأكيد أفضل
نوعية للتكنولوجيا النووية المستخدمة في الأردن نتمنى أن تكون هيئة الطاقة
النووية قد حصلت على المعلومات الكاملة حول حادثي التسرب النووي من
مفاعلين لشركة آريفا في فرنسا في شهر تموز الماضي. الحادث الأول كان عبارة
عن تسرب سائل من اليورانيوم قريب جدا من مصادر المياه الجوفية والثاني جاء
بعد اسبوع فقط وسببه تسرب اشعاعي من أنبوب مكسور. وقد انتقدت هيئة السلامة
النووية الفرنسية شركة آريفا بسبب عدم قيامها باجراءات سريعة للاعلام عن
الحادثتين ومعالجتهما بشفافية ، مما اصاب السمعة النووية الفرنسية بالحرج
، وقامت الشركة بالمقابل بطرد مدير الموقع وفتحت تحقيقا في المسألة.اذا
استوردنا المفاعل والتكنولوجيا من فرنسا فأتمنى ايضا استيراد الشفافية في
الادارة وأن تكون هيئة الطاقة النووية قادرة على تطوير برنامج مراقبة
مستمر وفعال وأن يكون خيار البناء هو الوحيد المطرح بدون التفكير في شراء
مفاعل جاهز قيد التفكيك والنقل. أن هذا المشروع الاستراتيجي في الأردن مهم
جدا لدرجة عدم امكانية القبول بأية أخطاء أو تقصير في التنفيذ لأن نسبة
كبيرة من مستقبل التنمية في الأردن تعتمد عليه











































