المطران أبرامز من جنوب أفريقيا: لا يوجد مفهوم للصهيونية في الكتاب المقدس وما تقوم به إسرائيل هو إبادة جماعية وتطهير عرقي

الرابط المختصر

انتقد الأمين العام للمجلس الميثودي العالمي، الأسقف إيفان أبراهمز، ما أسماه "الإبادة الجماعية" التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين. " الكلمات الوحيدة التي تتبادر إلى ذهننا، هي الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. وليس هناك طريقة أخرى لشرح ذلك". 

وقال أبراهمز في مقابلة إذاعية في عمان بالأردن إن الدور الأخلاقي للكنيسة والدور الأخلاقي للأشخاص الذين يؤمنون بحقوق الإنسان قد تأثر. وقال المطران من جنوب أفريقيا وهو عضو في المؤتمر الوطني الأفريقي إنه يعتقد أنه يجب تدمير الصهيونية. "نحن بحاجة للبحث عن النص المحرر داخل الكتاب المقدس. وهناك الكثير. أي أنه لا مكان لمفهوم الصهيونية في الكتاب المقدس يجب تدمير الصهيونية. هذه أسطورة".

وكان أبراهمز وعدد مع الوفد الكنسي المؤلف من قادة من جنوب أفريقيا والإكوادور وكندا والولايات المتحدة توقفوا في طريق عودتهم إلى بلادهم في الأردن بعد القيام بزيارة تضامنية إلى بيت لحم في عيد الميلاد. وحضر الوفد خدمة رثاء في كنيسة عيد الميلاد اللوثرية في بيت لحم، مدينة ميلاد السيد المسيح. وكان الوفد يرغب في زيارة معبر رفح والالتقاء بالمرضى من غزة في المستشفيات المصرية، لكنه لم يتمكن من القيام بذلك بسبب عدم الحصول على إذن من الحكومة المصرية.

 

وفيما يلي نص المقابلة التي أجراها مع راديو البلد في عمان، الأردن، 27 ديسمبر 2023:

كُتّاب: القس إيفان، كيف حالك؟ أشكركم على حضوركم إلى محطتنا الإذاعية وشكرا على زيارتكم التضامنية إلى فلسطين والأردن. أخبرنا كيف تم ترتيب زيارتكم، ومن كانت فكرته وما هو الهدف الرئيس من مجيئك إلى منطقتنا؟

أبراهمز: شكرا لك داود، وشكرا لمستمعيكم. نحن مجموعة من جنوب أفريقيا بشكل رئيسي، ولكن أيضًا من الإكوادور وكذلك الولايات المتحدة وكندا. وقد استجبنا لدعوة من المسيحيين في فلسطين طلبوا منا أن نعرب عن تضامننا، وقد جئنا لننظر ونتعلم ونستمع ونرى ما يمكننا القيام به لتعزيز تضامننا مع المسيحيين والمسلمين والجميع في فلسطين.

 

كُتّاب: زيارتك كانت محفوفة بالمخاطر. هل كانت هناك أي معارضة من عائلتك، من كنيستك، من المجتمع؟ هل كنت خائفاً مما كنت مقبلاً عليه؟

أبراهمز: حسنًا، العديد من الأشخاص من جنوب إفريقيا الذين كانوا في الزيارة كانوا جزءًا من النضال ضد الفصل العنصري. وهكذا، فإن إيماننا هو الذي يرشدنا ويحمينا ويحفزنا على المضي قدمًا. وفي الواقع، أستطيع أن أقول إننا ننتمي إلى جيل مضطرب وغير صبور، تشكلت حياته على سندان النضال من أجل الفصل العنصري. وقد غنينا خلال سنوات الفصل العنصري، الحرية في حياتنا، ونحن ملتزمون برؤية الحرية للفلسطينيين في حياتنا وهذا ما سنعمل من أجله.

 

كُتّاب: أنتم موضع تقدير كبير لتواجدكم في فلسطين والأردن. لقد قلت إنك أتيت لتسمع وترى. ما هي أهم الاستنتاجات التي توصلت إليها في زيارتك لفلسطين؟

أبراهمز: حسنًا، كنا نعلم دائمًا أن إسرائيل دولة فصل عنصري، لكننا أكثر اقتناعًا بما شهدناه. ونحن نكافح من أجل فهم القسوة وأنه لا يبدو أن هناك أي إنسانية فيما يحدث، خاصة في غزة في الوقت الحالي.

 

كُتّاب: كثير من الناس يسألوننا لماذا الكنائس في العالم صامته؟  أعني، أنه على الرغم من انتهاك حقوق الإنسان، فإن الفلسطينيين يتعرضون للإبادة الجماعية، ويتم قنص المسيحيين وقتلهم ومهاجمتهم، وتتعرض الكنائس للهجوم. إذا ما هو سبب الصمت؟

أبراهمز: لماذا كانت الكنائس هادئة؟ حسنًا، لقد كان هناك اتهام بأن صمتنا هو تواطؤ، وآمل أن يؤدي وجودنا في بيت لحم إلى كسر حاجز الصمت. ونأمل أن تعطي زيارتنا قوة دفع. لقد كانت هناك احتجاجات في العواصم الكبرى في العالم، وكانت هناك عرائض، لكنني أشعر أننا بحاجة إلى المضي قدمًا وأنه يجب أن يكون هناك إجراء ملموس.

 

كُتّاب: وقع زعماء مسيحيون فلسطينيون عريضة يدعو زعماء الكنائس للتوبة. رأى البعض أن هذا كان قاسيًا جدًا، ورأى البعض الآخر أنه مناسب. أين أنتم من هذا الطلب من الكنائس أن تتخذ الإجراءات اللازمة، كما قلتم؟

أبراهمز: حسنًا، أعتقد أن العمل يبدأ بالاعتراف، والتوبة، وبإسماع أصواتنا، وخاصة لحمل قادتنا السياسيين، الذين يبدو أنهم لا يسمعون، على اتخاذ الإجراءات اللازمة. لأن العديد من القادة، سواء كان بايدن في الولايات المتحدة والناس في جميع أنحاء العالم،، وإن لم يكونوا أعضاء في الكنائس، على الأقل أعضاء في بعض الجماعات الدينية. ومن الواجب الأخلاقي على جميع الأديان العمل من أجل العدالة والسلام، ووقف العنف والقتل الذي نراه في غزة.

 

كُتّاب: أنت الأمين العالمي العام للكنيسة الميثودية. هل يمكنك إخبارنا المزيد عن موقف الكنيسة الميثودية من كل هذا؟ ما هي مواقفكم تجاه فلسطين والنضال من أجل التحرر والحرية الفلسطينية؟

أبراهمز: اتخذ المجلس الميثودي العالمي قرارًا قبل 70 عامًا بشأن إسرائيل وفلسطين، داعيًا إلى حق تقرير المصير للفلسطينيين، ونحن نؤيد ذلك. وكان جزء من التزامنا هو فتح مكتب اتصال ميثودي في القدس الشرقية، وهناك دعم بين اثنين وثمانين مليون ميثودي حول العالم. لا توجد كنيسة أو مؤسسة ميثودية واحدة ليس لديها قرار بشأن فلسطين.

 

كُتّاب: جنوب أفريقيا، بلد يبلغ عدد سكانه ستين مليون نسمة أو أكثر،.  والكنائس الكبرى لها مجلس. أعتقد أنك تشارك في هذا المجلس. أخبرنا بما قام به مجلس الكنائس في جنوب أفريقيا، وما هو موقفه، وما يجب القيام به لزيادة التعاون معهم؟

أبراهمز: حسنًا، يتألف مجلس الكنائس في جنوب إفريقيا من حوالي أربعين مليون مسيحي، وكانوا في طليعة إتخاذ مواقف من فلسطين/إسرائيل. إنهم يعملون مع حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات وغيرها من المجموعات التي تدعم فلسطين، وكانوا أيضًا منشئي وثيقة كايروس التي تتحدث عن لاهوت الدولة، ولاهوت الكنيسة، واللاهوت النبوي. ومجلس كنائس جنوب أفريقيا يتبع إلى حد كبير تقليد اللاهوت النبوي. وليس لدينا حملة واضحة المعالم، لكنني متأكد من أن قضية المقاطعة برمتها ستطرح مرة أخرى، على الرغم من أننا ندعم المجموعات داخل حركة المقاطعة، [نأمل] في إقناع المجلس بأكمله بدعم المقاطعة.

 

كُتّاب: إذًا، [فيما يتعلق] بالمقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات، والتي كانت في الواقع تتبع سياسة مناهضة الفصل العنصري، هل تخططون لأي شيء في المستقبل من حيث تحقيق فهم مواطني جنوب إفريقيا لأوجه التشابه بين وضع الفصل العنصري الذي كان قائمًا؟ هل تغلبتم على حالة الفصل العنصري التي لم يتغلب عليها الفلسطينيون بعد؟

أبراهمز: نعم، هناك أوجه تشابه حقيقية بين الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والفصل العنصري في إسرائيل. وقد رأينا في بلادنا أن الأشياء الوحيدة التي نجحت إلى جانب المقاومة كانت المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات. وأنا متأكد من أن المجلس سيتخذ موقفا أقوى بكثير لأن هذا هو ما أدى إلى تحريرنا في جنوب أفريقيا.

 

كُتّاب: هل تخططون لأي شيء للتعامل مع هذه القضية؟ هل لديك أي مؤتمرات مخطط لها؟

أبراهمز: نعم، نحن نخطط لعقد مؤتمر كبير في جنوب أفريقيا في شهر أيار/مايو، والذي سيجمع المجتمع الدولي للمشاركة ضد هذا الفصل العنصري الابرثايد الذي تعيشه إسرائيل.

 

كُتّاب: الفلسطينيون يصفون ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية. هل هذا مصطلح صحيح؟ هل ترى  حدوث إبادة جماعية؟ كيف تفسر ما يحدث كل يوم في غزة الآن؟

أبراهمز: حسنًا، يصعب على الكثير منا إيجاد الكلمات المناسبة، هذه هي الكلمات الوحيدة التي تتبادر إلى ذهننا، الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. وليس هناك طريقة أخرى لشرح ذلك. 

 

كُتّاب: تأثر الدور الأخلاقي للكنيسة والدور الأخلاقي للأشخاص الذين يؤمنون بحقوق الإنسان. لقد فقد الكثير من الناس هنا الثقة في مفاهيم مثل حقوق الإنسان. هل يجب أن نتخلى عن هذه المفاهيم؟ هل يجب أن نتمسك بها رغم تخلي بعض الدول عنها؟ كيف ينبغي لنا أن نتعامل مع اللامبالاة التي يشعر بها الناس اليوم تجاه الدول الغربية التي تدعو إلى حقوق الإنسان؟ كما تعلمون، قال القس منذر في رثائه، لن نقبل ان يقوم الأوروبيون بان يعظوننا بشأن حقوق الإنسان. كيف ينبغي لنا أن نتعامل مع هذه المشكلة التي أدت إلى فقدان الناس الثقة في الأخلاق في العديد من البلدان؟

أبراهمز: نعم، لا أعتقد أن الدول الغربية تتمتع بمكانة أخلاقية عالية. نحن نحتاج إلى الإصغاء بعناية أكبر لأصوات المضطهدين، لأصوات الضحايا. لا أستطيع أن أفهم كيف تريد إسرائيل أن تلعب دور الضحية في هذا الوضع. في الواقع، هم ليسوا الضحايا. إنهم المعتدون. وكان جزء من لاهوت كايروس ووثيقة كايروس هو مناداة الظالم. لا يمكن لأحد أن يأخذ منك شيئًا ثم يعيده إليك ويعتقد أن كل شيء على ما يرام.. يجب أن نطلب المغفرة قبل أن نتمكن من المضي قدمًا.

 

كُتّاب: القس إيفان، ، تم استخدام الكُتّاب المقدس كسلاح في كفاح جنوب أفريقيا ضد الفصل العنصري. وفي نضالنا كمسيحيين فلسطينيين، نرى أيضًا أن الكتاب المقدس يتم استخدامه كسلاح. ما هي النصيحة التي لديك؟ كيف تقترح ان يتم التعامل مع الصهاينة المسيحيين؟

أبراهمز: حسنًا، نحن بحاجة إلى البحث عن النص المحرر داخل الكتاب المقدس. وهناك الكثير من النصوص. أي أنه لا مكان للصهيونية. يجب تدمير الصهيونية. هذه أسطورة.

 

كُتّاب: كيف نتعامل مع ذلك ضمن نصوص الكتاب المقدس؟

أبراهمز: مرة أخرى، أريد أن أقول إننا بحاجة إلى استخراج النص التحرري الذي يتحدث ضد أي شكل من أشكال الاضطهاد وأي نص يعتبر بعض الأشخاص مميزين. كلنا مميزون. نحن جميعا أبناء الله. الحقيقة أهي ن الخالق نفخ الحياة فينا، سواء كنا مسلمين أو يهودًا، بغض النظر عن الدين الذي ننتمي إليه، فقد نفخ الخالق الحياة فينا جميعًا. وعلينا أن نحترم قدسية الحياة.

 

شكرا جزيلا لك، المطران إيفان. أبراهمز من كنيسة جنوب أفريقيا الأمين العام للمجلس الميثودي العالمي، وأشكركم على موقفكم القوي الداعم العدالة للفلسطينيين.

 

رابط المقبلة الاصلية بالإنجليزي هنا