كتب الصديق عيسى حدادين معترضا على عبارة يرددها البعض، تقول: المسيحيون ملح الأرض، نافيا ان يكونوا ملحا او بهارات، لكنهم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات.
طبعا هذه العبارات انا اسميها (عبارات تجميلية)، ولا تحمل اي قيمة دلالية عميقة، لأن اي إجراء تجميلي هدفه إخفاء خطأ أو قبيح غير مقبول، وهذه العبارات نرددها عادة لنخفي خلفها معنى كامنا مخالفا، ونستخدمها عند الحديث عن المختلف، أو الذي نقف منه موقفا مختلفا عنا، فمثلا اذا تحدثنا عن الشركس فإن العبارة التجميلية التي تطفو على السطح: الشركس مسلمين مثلنا، يعني افضليتهم تكمن في كونهم مسلمين وليس في ذاتهم، وعندما نتحدث عن الأكراد، نقول: صلاح الدين كردي، يعني ما يعطيهم القيمة بالنسبة لنا هو انتماء صلاح الدين لهم، وليس بذاتهم، وهناك كثير من العبارات التجميلية التي نستدعيها لنغطي على مشكلة مخفية، لا نريد التعبير عنها بشكل واضح، عند الحديث عن المختلف دينيا وعرقيا وطائفيا، وبخاصة في مجتمعات تخشى على هويتها ووجودها.
المسيحيون مواطنون اردنيون، وهذا لا يحتاج لأي عبارات تجميلية، وربما لا يكون لدى كثير من الناس مشكلة مع فهم هذه المعادلة، لكن هناك مشكلة لا تخص المسيحيين فقط بل هي معادلة الانقسام والتقسيم في مجاميع مغلقة، وسوف يتم تغذيتها في الأيام القادمة، وربما بدأت مقدماتها تظهر من خلال المجالس العشائر ية التي بدأت تتشكل.
على فكرة حتى العبارة التي وضعتها أمانة عمان هي نوع من العبارات التجميلية، وكل الآيات القرآنية التي أنفقت عليها إحدى الجمعيات ملايين الدنانير على شكل يافطات في الشوارع، هي ضمن مفهوم العبارات التجميلية.
أنا مع عيسى، فالمسيحيون ليسوا ملح الأرض، والملح يرفع الضغط أصلا.