المزارع الجندي الثاني... من يحميه؟

الرابط المختصر

بعد ان شكلت مديرية زراعة وادي الأردن لجانا لحصر الأضرار الناتجة عن ضربات الصقيع ، في الوادي ، هل ستلبي هذه اللجان مطالب المزارعين ، وما الذي يريده المزارعون بالضبط منها ، وما انعكاسات ضربات الصقيع على الواقع ألزارعي .المزارع محمود حربي من لواء الشونة الجنوبية ، يعتبر من صغار المزارعين ، خسارته تقدر ب عشرة آلاف دينار ، يتمنى أن يتم تعويضه ولو نصف القيمة التي خسرها "  المزارعون الصغار ما حدى داري عنهم ، أنا مش عارف قديش رح يعوضوا المزارع ،  ونرجو من الحكومة تعوض المزارعين الصغار إلي مثلنا ، ولو نصف القيمة إلي خسرناها ".
 
اذا لم تلعب الحكومة دورا هاما في حماية المزارع ، فمن يحميه؟  بحسب المزارع منصور العدوان والذي  تقدر خسائره بأكثر من 232 دنم زراعي ، " الحكومة عليها تدعم المزارع              إحنا الان نزرع ، والمستهلك يأخذ كيلو الباذنجان مثلا  بنصف دينار ، كيف لو ما نزرع إحنا ، قديش رح يجيب المستهلك  كيلو البندورة  او الباذنجان ، فالمزارع الجندي الثاني في الوطن ، عليهم حمايته " .
 
المزارع ناصر من دير علا  يعتقد أن اللجنة ستقدر الخسائر بالدونم ،وليس حسب الصنف كما حدث في العام الماضي " يمكن اللجنة تغطي خمسين بالمئة فقط من الخسائر ،  لأنهم يأخذوا بالدنم وما رح يحسبوا الصنف المزروع  ،  بعض المحاصيل مثل البطاطا التكلفة الحقيقية ما رح يغطوها  يمكن يغطوا  25 %  ، وقبل هيك صار قدروا بالدنم وليس بالصنف ".
   
 فيما أكدت نجاح المصالحة مديرة زراعة وادي الاردن ، على أن التعويض سيكون على نوع الصنف "  وزارة الزراعة ووزارة المالية  دائما تعوض على أساس الصنف ، ومن خلال النموذج الموجود مع لجان حصر أضرار الصقيع ،  موجود في هذا النموذج نوع الصنف ، والغاية من النموذج حتى نعرف اذا تكلفة الصنف عالية أم لا ، وفي النموذج أيضا  مقدار المساحة ، وإذا الزراعة ببيوت محمية أم أنفاق ، وحتى عدد القطفات حتى نعرف إذا المزارع زرع المحصول بنهاية الموسم وجميعها لها اعتبارات معينة  " .
 
 
حابس سعيد من لواء الشونة الجنوبية ،والذي يبدو من ملامح وجهه الخبرة الطويلة في الزراعة ، يطلب من اللجنة أن تكون التعويضات باسم المزارع المستأجر الأرض وليس المالك " لأنه إذا وضعوا التعويضات باسم المالك ، مستأجر الأرض ما رح يأخذ أي شي ، والمالك هو إلي يأخذ التعويضات".
 
 
 صرف التعويضات سيكون للمزارع الحقيقي وليس مالك المزرعة ، بحسب المصالحة " بعض المالكيين يقوموا بتأجير الأرض ،وسنعمل جهدنا بان المزارع الذي يزرع الأرض ، هو من يأخذ التعويض ، ونفضل بان يكون مع المزارع  عقد إيجار أو وكالة  وهذا يحمي حق المزارع بصرف التعويضات له وليس للمالك ، وخاصة أن معظم مزارعين الغور يعانون من هذه المشكلة " .
 
فيما أكدت نجاح المصالحة مديرة زراعة وادي الأردن سيتم صرف التعويضات خلال الشهر القادم " بناء على زيارة وزير الزراعة التي قام بها لوادي الاردن ،وتعهد معالي الوزير بسرعة صرف التعويضات ، فمزارعنا عنده البنية التحتية موجودة بس ضل يستبدل زراعة بزراعة اخرى " .
 
 
مديريات الزراعة في وادي الأردن :
 
 وعن الدور الذي لعبته مديرية زراعة الشونة الجنوبية في التنبه لضربات الصقيع ، يؤكد بعض المزارعين في  اللواء على ضعف أداءها .
 
فعلى سبيل المثال الأرصاد الجوية هي مصدر معرفة المزارع حابس  بالتنبه لضربات الصقيع "  "ما حدى مر علينا من مديرية زراعة الشونة ، صارلي أكثر من 15 سنة ، ما بتمر أي آلية من مديرية الزراعة ، تسألنا ايش ناقصكم او ايش بلزمكم ، إذا ما حدى راجع ما حدى بمر".
 
اما الخبرة فهي الطريقة الاخرى التي من خلالها  يتنبأ المزارعون بوجود ضربات صقيع ،  ومنهم منصور العدوان " انا بالنسبة لي  ومن خلال تجاربي ، عند دخول شهر واحد نتنبه بوجود صقيع ، قمنا بري المزروعات بالمياه ، رشينا مواد واقية كثير ،  ما غفت عيني ،طول الليل ، انضربت مزرعتي بالصقيع وانا موجود فيها  " .
 
فيما اكد سامي العدوان مدير زراعة الشونة الجنوبية على أن المرشدين الزراعيين يقوموا باستمرار بزيارة المزارعين  " التعليمات الي اتبعوها كانت صادرة من وزارة الزراعة وبالتالي من مديرية زراعة الشونة ، احنا قبل حدوث موجة الصقيع الارصاد الجوية تزودنا يوميا بالنشرة الجوية ، واحنا بدورنا من خلال المرشدين الزراعين نوصلها للمزارع ، ونحكي للمزارعين اذا في موجة صقيع بالرغم انه مزارعنا واعي ، واخذوا كل الاحتياطات " .
 
وعن مدى مراقبة مديرية زراعة وادي الأردن لاداء  المديريات  الزراعية الموجودة في وادي الأردن تشير المصالحة للامكانيات الكبيرة التي تحتاجها مديريات زراعة وادي الاردن " قدر استطاعتنا من حيث الآليات والمهندسين حاولنا نوصل للمزارعين ، وحكيت مع متصرفين الألوية الثلاث ، للمساعدة بالتنبيه من خلال إخبار المزارعين عن طريق أئمة المساجد ، لكن موجة الصقيع تجاوزت كل الاحتياطات إلي قاموا بها المزارعين ، ونتيجة استمراريتها زاد من صعوبة الوضع " .
 
 خيبة امل ،  والرضى بالقضاء والقدر ،وانتظار التعويضات هو حال المزارعين الان بعد   ضربات الصقيع والتي لاول مرة تحدث كما يؤكد المزارعون،وهذا سيضعنا امام مسؤولية كبرى لانقاذ ما تبقى من الموسم الزراعي الشتوي ، ولتعويض المزارعين والتي تراوحت خسائرهم بين 30% الى 100%.