المدخن يعرض نفسه لجلطة قلبية

الرابط المختصر

تشير نتائج دراسة حديثة اجرتها مجموعة اطباء القلب الاردنية للابحاث على عينة من المدخنين وغير المدخنين في عمان الى ان المدخن يعرض نفسه لجلطة قلبية مبكرة قد تودي بحياته .

وتبين من خلال الدراسة التي اجريت على 1600 مريض اصيبوا بالجلطة الحادة او الذبحة غير المستقرة ان اكثر من نصفهم (53 بالمئة ) هم من المدخنين وكانت مؤشرات اصابتهم اكثر سوءا من غير المدخنين اذ اصيبوا بالذبحة او الجلطة في عمر الخمسين عاما اي اقل باحد عشر عاما من غير المدخنين .

استشاري امراض القلب والشرايين الدكتور ايمن حمودة عضو المجموعة يقول ان الدراسة اوضحت ان التدخين يعجل الاصابة بالجلطة القلبية التي قد تكون قاتلة, وبينت اصابة مدخنين بالجلطة في اعمار ( 17 و27 و37 سنة ).

وتؤكد الدراسة في توصياتها ضرورة تفعيل قوانين حظر التدخين في الاماكن والمرافق العامة وزيادة حملات مكافحة التدخين ودعت جميع المدخنين والمدخنات الى زيارة الطبيب لاجراء فحوصات مبكرة على السكري والضغط والكوليسترول اضافة الى اجراء الفحوصات اللازمة للشرايين التاجية بما يكفل تشخيصا وعلاجا مبكرين .

وقال الدكتور حمودة ان الملفت للنظر في الدراسة ان عوامل خطر تصلب الشرايين كانت اقل شيوعا لدى المدخنين وخاصة المصابين بالضغط والسكري , لذلك فان نسبة وجود الضغط والسكري لدى مرضى الجلطة القلبية من المدخنين تكون اقل منها لدى مرضى الجلطة القلبية من غير المدخنين ما يدل على ان التدخين هو السبب المباشر للجلطة عند المرضى الاصغر عمرا موضحا ان المدخن ليس بحاجة لمرض اخر يجعله عرضة لاصابات القلب الحادة فهو يصاب بالجلطة القلبية قبل ظهور السكري او الضغط لديه .

وتوصلت الدراسة التي ستعرض نتائجها في مؤتمر القلب الاوروبي الذي يعقد في العاصمة السويدية استوكهولم في شهر اب المقبل الى حقيقة قاسية اخرى وهي ان 16 بالمئة فقط من المدخنين تكون شرايينهم التاجية سليمة او شبه سليمة لدى اجراء القسطرة التشخيصية لهم .

اما الغالبية العظمى - 84 بالمئة - فتكون الشرايين التاجية عندهم مصابة بالتضيقات والتخثرات الشديدة التي تستدعي اجراء زرع شبكات او عمليات القلب المفتوح , وقد لا تكون هذه الشرايين قابلة للتوسيع او اجراء عملية جراحية ما يعني استخدام الادوية الدائمة دون استفادة المرضى من اي عملية .

وقال : لقد وجدنا من خلال الدراسة ان 3 بالمئة من المدخنين من مرضى الجلطة القلبية توفاهم الله خلال وجودهم في المستشفى وان 7 بالمئة تعرضوا للوفاة في السنة الاولى بعد اصابتهم بالجلطة ,اما المضاعفات الخطيرة فتشمل هبوط القلب الشديد 4 بالمئة , نزيف داخلي 4 بالمئة والجلطة الدماغية 5ر1 بالمئة .

وتبين الدراسة ان شبابا في مقتبل عمرهم - من العشرينيات الى الخمسينيات -يصابون بهذه المضاعفات , في حين تحدث لدى غير المدخنين في عمر متأخر في اغلب الحالات .

وعلى الرغم من ان غالبية المدخنين كانوا من الرجال الا ان 3 من كل 10 مدخنين كنّ من النساء , ولم يكنّ اوفر حظا من الرجال فقد تعرضن للاصابات الخطيرة في عمر الزهور وحرمهن التدخين من وقاية هرمون الاستروجين ومن وقاية الكولوستيرول المفيد التي تتمتع بهما المراة غير المدخنة .