المجتمع الاردني بكل تنوعه مجتمع ذكوري

نعم...المجتمعات العربية بما فيها المجتمع الاردني بكل تنوعه مجتمع ذكوري.. وثقافة الخضوع للذكر هي الغالبة وللاسف.

و الذكورية ليست مرتبطة بثقافة مدينة او قرية بالمطلق.

الخروج من هذه الثقافة..ليس سهلا. وهذا يحتاج مجالدة كبيرة مع النفس متزامنة بالضرورة مع تثقيف مستمر وتوعية سليمة متوازنة.

اما عن الصورة، فقد شاهدت الفتاة التي تقرأ هتافاتها عن الموبايل وسمعتها...و كان اداؤها تافها بقدر حضورها كنخبة قيادية. و اعتقد انها - بالحسابات السياسية للحملة- اهم سبب لفشلها و النفور منها.

اما اللافتة...فهي تعكس جهلا بالمصطلحات..

وعليه فأول طريق لتحرير المرأة هو ذاته اول طريق لتحرير الرجل في المجتمع هو الوعي...الاثنان - عموما- بحاجة الى وعي معرفي وهذا يحققه ثورة في التعليم تبدأ من البيت ولا تنتهي بالمدارس ..لا من صراخ بشعارات مقروءة عن موبايل و يا ناس شوفوا صبغة شعري " الثورية".

المجتمع الابوي مأخوذة في علم الاجتماع بالترجمة عن المجتمع الباتريركي.. وهي هرمية اجتماعية مثلها مثل المجتمع الطوطمي..ولا يقصد بها الاب بحد ذاته كما يمكن ان توحي اللافتة التي تحملها المسكينة تلك.

والمجرم الذي قتل السيدة احلام وشرب الشاي.. ليس نموذجا ابويا يمكن من خلاله ادانة " الأب". كما ليس لكاسة الشاي التي شربها ان تمثل مزارع الشاي الجيدة في العالم فنشبه الشاي بالدم، وهي محاولة بلاغية غبية وغير ناضجة.

كلامي اعلاه...ليس دفاعا عن مجتمع ذكوري متخلف وبهيمي موجود في المشرق عموما.. و يغذيه موروث تراثي متراكم من الجهل مسنود بثقافة وهابية سلفية صحراوية اقصائية تم حقنها في وريد مجتمعات بلاد الشام منذ نهاية السبعينات.

لكن مواجهة هذا كله...لا يكون بتلك الطلة السخيفة..وتلك الطلة السخيفة هي في المحصلة ستغذي اوردة التخلف اكثر في المجتمع الذكوري

أضف تعليقك

إعلامي أردني مقيم في بلجيكا، متخصص في شؤون الشرق الأوسط والدراسات التحليلية والرصد الإعلامي. كتب مقالات منتظمة في عدة صحف أردنية وعربية، منها جريدة الرأي الأردنية والدستور، وجريدة القدس العربي. وعمل مراسلا لجريدة الإمارات اليوم، ومحللا سياسيا على قنوات ناطقة بالعربية مثل العربية وفرانس 24 ودوتشه فيلة وسي بي سي أكسترا .