المبادرات الخيرية في رمضان ملاذ مؤقت للفقراء
تزداد المبادرات والحملات الخيرية التطوعية خلال شهر رمضان، بهدف تقديم المساعدات للاسر المعوزة والمحتاجين، الأمر الذي تجده بعض الأسر ملاذا لها لتوفير احتياجاتهم الأساسية خلال هذا الشهر، في وقت تفاقمت به معدلات الفقر، نظرا لما خلفته جائحة كورونا من تداعيات سلبية على الاقتصاد.
بحسب تقديرات دائرة الإحصاءات العامة فإن نسب الفقر تصل الى 15% عام 2019، مقدرة الحكومة تجاوز نسب الفقر إلى 24% خلال العام الماضي، بعد فقدان عديد من الأسر لمصدر دخلها بسبب جائحة كورونا.
وتواجه العديد من الأسر تحديات اقتصادية نظرا لموجة الغلاء المستمرة والتي بدأت قبيل شهر رمضان، حيث حذرت جمعية حماية المستهلك من خطورة عدم قدرة بعض العائلات من توفير احتياجاتهم، نظرا للارتفاع الجنوني في الاسعار في الاسواق المحلية.
الخبير الاقتصادي والاجتماعي حسام عايش يؤكد ان العديد من الأسر من ذوي الدخل المحدود تعمل على إعادة ترتيب أولوياتهم مع بدء شهر رمضان، لضمان توفير احتياجاتهم الاساسية في ظل دخولهم المتآكلة والغلاء المعيشي.
ويصف عايش الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد بالصعب، الامر الذي انعكس حتما على الأسر خاصة ذوي الدخل المحدود، مما يضطرون الحصول على المعونات الخيرية التي تقدمها بعض المبادرات لتأمين احتياجاتهم.
أرقام دائرة الإحصاءات العامة، تشير إلى أن الإنفاق على الغذاء يستهلك جزءا كبيرا من دخل الأردنيين، حيث تبلغ نسبة إنفاق الفرد الأردني على الغذاء 40 %.
ولمساندة الأسر الفقيرة و المعوزة خلال شهر رمضان تبرز العديد من الأنشطة والحملات الخيرية التي تقدم المساعدات للفقراء والمحتاجين في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة الحالية ، من بينها صندوق المسؤولية الاجتماعية في نقابة المهندسين الذي ينظم للسنة الثانية على التوالي حملة "الخير في شهر الخير".
ويقول عضو مجلس نقابة المهندسين رئيس لجنة ادارة الصندوق الدكتور بشار الطراونة لـ "عمان نت"، ان الهدف من الحملة جمع تبرعات نقدية ليتم من خلالها توزيع طرود غذائية على الأسر المعوزة، في ظل ازدياد أعداد المحتاجين لهذه المساعدات بسبب العديد من العوامل الاقتصادية.
ويشير الطراونة الى ان كيفية اختيار الأسر المستحقة يتم من خلال فروع النقابات المنتشرة بالمحافظات والجمعيات الخيرية، بالاطلاع على سجلات هذه العائلات لتقديم المعونات للأسر المستحقة.
ويتضاعف عمل الخير في شهر رمضان من قبل العديد من الجهات من خلال توزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين سواء من جهات رسمية كصندوق الزكاة وصندوق المعونة الوطنية، وغير رسمية كانتشار العديد من المبادرات الشبابية وتفعيل دور الجمعيات الخيرية المنتشرة في كافة محافظات المملكة.
الا ان الظروف الاقتصادية الصعبة أدت الى تراجع بعض الجمعيات الخيرية من تقديم أهدافها بسبب تراجع توفير المساعدات الخيرية المقدمة لها نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد والتي انعكست حتما على الأوضاع المعيشية للمواطنين.
الأمر الذي دفع وزارة التنمية الاجتماعية بتأجيل كافة الأقساط المستحقة لشهري نيسان وأيار من هذا العام على صناديق الائتمان وقروض الأسر المنتجة المستحقة على المواطنين والجمعيات الخيرية المنتفعين من برامج تعزيز الانتاجية، مساهمة في تخفيف العبء عن المواطنين المنتفعين خلال شهر رمضان.
كما قامت الوزارة بمنح المكرمة الملكية وقيمتها 100 دينار لمنتفعي صندوق المعونة الوطنية وذلك للتخفيف عن منتفعي الصندوق من برنامج المعونات الشهرية المتكررة، خلال شهر رمضان ، حيث يستفيد منها 107 آلاف أسرة بقيمة 11 مليون دينار من بينها 30 ألف اسرة مكونة من فرد واحد.