القرالة: الأخطاء الطبية قضية حساسة تتطلب توازنا بين حماية المريض وضمان حقوق الطبيب

الرابط المختصر

أكد الناطق الإعلامي باسم نقابة الأطباء الأردنية، الدكتور حازم القرالة، أن قضية الأخطاء الطبية تُعد من أكثر القضايا حساسية في القطاع الصحي، كونها تمس حياة الإنسان بشكل مباشر وتؤثر على ثقة المريض بمقدمي الخدمة الصحية، مشددًا على ضرورة إيجاد توازن يحفظ حقوق المريض ويضمن في الوقت نفسه حماية الطبيب.

وأوضح القرالة، خلال استضافته في برنامج طلة صبح على راديو البلد، أن الخطأ الطبي يُعرّف بأنه أي فعل أو امتناع عن فعل لا يتوافق مع القواعد الطبية المتبعة وينتج عنه ضرر للمريض، بينما تُعد المضاعفات الطبية نتائج غير مرغوبة لكنها متوقعة في بعض الحالات، بشرط اكتشافها في الوقت المناسب والتعامل معها وفق الأصول، إضافة إلى الحصول على موافقة مستنيرة من المريض.

وأشار إلى أن الأردن لا يملك حتى الآن إحصاءات دقيقة حول حجم الأخطاء الطبية، لكنه لفت إلى أن اللجنة الفنية العليا درست خلال خمس سنوات 1229 شكوى، ثبت فيها وقوع خطأ طبي في نحو نصف الحالات، فيما تستقبل النقابة ما بين 50 إلى 70 شكوى سنويًا.

وبين أن أبرز أسباب الأخطاء الطبية تعود إلى نقص التدريب، ضعف التواصل بين الكوادر الطبية، وضغط العمل الذي يؤدي إلى ما يعرف بـ"الاحتراق الوظيفي"، مؤكدًا أن 45% من الأخطاء الطبية عالميًا يمكن تجنبها إذا ما وُجدت دراسات دقيقة للأسباب وآليات المعالجة.

وفيما يتعلق بالقانون، شدد القرالة على أن قانون المسؤولية الطبية والصحية رقم 25 لسنة 2018 شكّل خطوة مهمة في تنظيم العلاقة بين الطبيب والمريض، لكنه ما يزال بحاجة إلى تفعيل بعض النصوص، مثل وضع معايير طبية واضحة وتفعيل صندوق التأمين على الأخطاء الطبية لحماية الأطباء وضمان حقوق المرضى.

وختم القرالة بالتأكيد على أهمية تطوير البرامج التدريبية والتعليمية للأطباء بشكل مستمر، داعيًا إلى الاستثمار في العقول الطبية وتوعيتها بالجانب القانوني والتشريعي إلى جانب الجانب المهني.