لا يخفى على أحد أن تشكيل حكومة اسرائيلية هو أكثر تأثيراً على الفلسطيني من تشكيل أي حكومة فلسطينية، باعتبار أن حكومة اسرائيل هي التي بمقدورها أن تغير الوقائع على الارض، ولنكن واضحين في هذه النقطة. إذ ان المفاوض الفلسطيني يرى أن أي فرصة لتشميل حكومة اسرائيلية جديدة قد يعطي بصيص أمل في إمكانية تغير معادلة العلاقة والتفاوض بين الجانبين.
على أرض الواقع لم تقدم أي من الاحزاب التي تنافست على مقاعد الكنيست الاسرائيلي، أي خطاب مختلف حول الرؤية الصهيونية الاسرائيلية لمدينة القدس. فكل قادة الاحزاب يساراً كانوا أم من اليمين يرون في القدس عاصمة أبدية لدولة اسرائيل. وهذه معضلة نعيشها منذ عشرات السنين. ما يجعل من الافاق التي قد تأتي بها أي حكومة جديدة ضيقة أمام قضية القدس.
القدس في الأجندة الاسرائيلية هي العاصمة الأبدية لاسرائيل وللشعب اليهودي، وبعد ذلك يبدأ التفاوض مع الفلسطينيين، وهذا الأمر يأتي على الرغم من أن النزاع القائم والخلاف يتجذر في قضية الاستيطان التي لا تقل أهمية عن قضية القدس، الا أن اسرائيل وحكومتها تجد في قضية الاستيطان فرصة لكسب الوقت، وانهاك الفلسطينيين خاصة أن مساحات الاراضي بدأت تقل وأوصال الضفة الغربية تقطعت تماماً.
السلام لن يوقف الاستيطان، والسلام أيضا لن يغير مبدأ المحتل ازاء مدينة القدس، وان كنا معنيين فعلا بمدينة القدس علينا أن نعيد الحسابات، وأن نعيد قراءة الحاضر مرات أخرى، كما يجب أن يشعر المواطن المقدسي أن شيئاً ما تغير، وأن قضيته خرجت من إطار المزاودات التي تفقد قيمتها مع الزمن.
بإختصار القدس لا تزال خارج دائرة الإهتمام.
المصدر: شبكة هُنا القدس للإعلام المجتمعي