القدس تُحاصر بطوق استيطاني متضخم
لا عنوان للإستيطان هُناك، فكل الطرق تؤدي إليه، طالما أن بوصلة الإحتلال تستهدف القدس ومحيطها باستيطان لا توقفه حدود، فمشاريع الاستيطان تتضخم باستمرار.
وبحسب حركة "السلام الأن الاسرائيلية" المناهضة للاستيطان، فقد تم أمس الثلاثاء، الاعلان عن مشاريع بناء استيطانية ضخمة في أحياء بالقدس، بانتظار أن تحصل هذه الاحياء الاستيطانية الجديدة على الموافقة، لتدخل مرحلة التنفيذ.
مسؤولة ملف الإستيطان في الحركة "هاغيت اوفران"، قالت إن لجنة التخطيط في المنطقة ستنظر اليوم في مشروعين لبناء (549) و(813) وحدة إستيطانية في حي "جيفعات هامتوس"، مشيرة أن بلدية الإحتلال من المفترض أن تعطي اليوم الموافقة النهائية على مشروع استيطاني آخر في "جيفعات هامتوس" مؤلف من (2610) وحدات استيطانية.
استغلال الظروف الدولية
الخبير المختص في شؤون الإستيطان، خليل التفكجي، أكد أن كافة المشاريع الإستيطانية التي يتم الإعلان عنها وغير المعلنة، تأتي ضمن إطار توسيع العاصمة "الأبدية" التي يسعى إليها الاحتلال وما يرتبط بها بجعلها جاذبة للمواطنين "الإسرائيلين" وطاردة للفلسطينين.
وبين مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات في جمعية الدراسات العربية، خلال حديثه لـ "هُنا القدس"، أن ما يقوم به الاحتلال يأتي ضمن إستراتيجية ومنهجية واضحة، مُعّدة مُنذ سنيين، وما يعلن من بناء مستوطنات جديدة أو توسيع لآخرى، لتثبيت ما يسمى" القدس العاصمة الكبرى لإسرائيل"، وتطبيق خطة البناء الموسع داخل حدود القدس وحدود العام (67).
ووصف التفكجي المشروع بـ" المخطط القديم"، مبينا أن لاعلاقة له بقرار إعلان الدولة، أو قبول فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة، وإنما محاولة لاستغلال الظروف الدولية الموجودة، لإحداث التغيير الديمغرافي بالقدس، وإستبعاد فكرة تقسيمها أو جعلها عاصمة للفلسطينين، واصفا ذلك "بالمستحيل".
احتلال يتخبط
من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة الوطنية لمقاومة التهويد بالقدس، خضر الدبس، أن مثل هذه المشاريع بمجملها، تأتي كممارسة لضغط على السلطة وعلى الفلسطينين والمقدسيين بشكل خاص.
ووصف ما يقوم به الإحتلال بالقدس ومحيطها بـ"عملية تسمين المستوطنات" والإنتقام على الإنتصار الأخير في القطاع وإنتصار قبول فلسطين كدولة عضو مراقب بالأمم المتحدة.
وكانت "إسرائيل" أعطت الإثنين الماضي الضوء الأخضر لبناء (1500) وحدة استيطانية في حي "رمات شلومو" الاستيطاني، وأقرت الثلاثاء مشروعا لبناء (700) وحدة سكنية في بيت صفافا شرقي القدس.
المصدر: شبكة هنا القدس للإعلام المجتمعي