العيدية فرحة للصغار وعبء للكبار
تبقى "العيدية" رمزا للعيد وإحدى لزومياته التي اعتاد المجتمع عليها ورغم كونها عبئا ماليا على البعض فإنها تشكل وسيلة لإدخال الفرحة والبهجة على قلوب الكثيرين.
ففي ليلة العيد يُحصي بعض الرجال ميزانيتهم ويقومون بصرف الأوراق النقدية إلى فئات تبدأ من النصف دينار وحتى الخمسين لتكفي التزاماتهم تجاه الأبناء والأخوات وبناتهن وما يتبع ذلك من أبناء الجيران والأقارب.
ويضع المتلقون لهذه العيدية مشاريع وخططا سواء من قبل الأطفال أو الفتيات وربات البيوت، كونها تشكل دخلا جيدا للبعض قد يصل إلى أكثر من 300 دينار.
رب الأسرة، مصطفى الرنتيسي، قال إن العيدية من "لزوميات" العيد والتي لا يمكن أن يمر العيد من دونها رغم الأعباء المالية التي تقع على كاهل الأب أو الأخ فهي تفرض همّاً على البعض، بخاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأضاف الرنتيسي أن العيدية من أجمل مظاهر العيد التي يفرح بها الأطفال ويحلمون بها ويضعون توقعاتهم لحجم ما سيحصلون عليه ويخططون لإنفاقه قبل العيد بأيام، وهي نوع من مشاركة الكبار لفرحة صغارهم بحلول العيد وتجسيد مادي ومكافأة لهم وتشجيعهم بعد أن صاموا خلال الشهر.
وبين أنه يحسب للعيدية حسابًا خاصًّا لأنها تعد ميزانية إضافية على ميزانية الملابس ومتطلبات العيد الأخرى، فيدخر جزءا من المال من بداية شهر رمضان حاسبا عدد الأفراد الذين سيكون لهم شرف العيدية والذي يصل بحسب الرنتيسي إلى 20 فردا.
وحدد رجائي الطويل عدد الأفراد الذين ستمنح لهم "العيدية" من أبنائه وأبناء إخوته وأخواته ووالدته وزوجته.
ولفت الطويل إلى أنه وضع ميزانية تصل إلى 300 دينار للعيدية هذا الشهر، معلقا أنه رغم أن هذا المبلغ كبير إلا أنه يشعر بالسعادة عند إدخال البهجة إلى قلوب من يخصهم بالعيدية.
ربة المنزل، مريم عبدالله، قالت أنها تشعر بفرحة غامرة عند رؤية أقربائها يدخلون بيتها يوم العيد، مبينة أن هذا المنظر يكفيها عن العيدية بألف مرة.
وأخذت مريم (40 عاما) تستذكر أيام الطفولة، قائلة "كنت أجهز حقيبة صغيرة للعيد لكي أضع فيها النقود التي أحصل عليها من أبي وإخواني وأقربائنا، ومن ثم آخذ قسما صغيرا منها وأعطي أمي الباقي لكي تدخره لي".
وتتفاوت قيمة العيدية تبعًا للراتب، كما يرى الموظف في القطاع العام، سعد طه، مشيرا إلى أن "بنات العائلة" يقدرن تواضع راتبه الذي يصل إلى 400 دينار، فيقوم بمعايدة كل واحدة بمبلغ بسيط لا يتجاوز 5 دنانير.
وأكد طه رغبته الدائمة بإتمام صلة الرحم والاطمئنان على أوضاع الإخوة والأخوات، إلا أن مسؤوليات المنزل والأبناء وضعف الحالة المادية تحول دون ذلك إلا في أيام العيد المباركة التي تعد موسما للتواصل الاجتماعي فلا يمكننا إلا أن نقوم بجملة من الزيارات.
بدوره، قال صاحب محل لبيع ألعاب الأطفال، رشدي عساف، أن الطلب على محله يتضاعف أربع مرات خلال الأيام الأولى من العيد، معلقا أنه "لولا العيدية لما دخل محله أي طفل".
ومن المعروف أن تقديم العيدية للأطفال من شأنه أن يدخل الفرح لقلوبهم، إذ تتنوع مشاريعهم تبعا للمبلغ الذي يجمعونه في نهاية المناسبة، فلذلك يصف محمود العبداللات (15 عاما) العيدية بأنها الحدث الأهم خلال العام وعلى أساسها يخطط ماذا سيفعل هو وأصدقاؤه خلال العيد.
فارس الردايدة(11 عاما) قال أنه ينتظر العيد بفارغ الصبر لكي يحصل على العيدية، معلقا أن العيدية شيء مهم جدًّا، ووصفها بأنها أهم شيء في العيد ولولاها لما كان العيد جميلا.
وأضاف الردايدة والذي لا تتجاوز "عيديته" 10 دنانير أنه يرغب بشراء الألعاب وبخاصة "المسدس" بالإضافة إلى الأطعمة الشهية من حلويات وغيرها لتكتمل بهجة العيد.











































